سنوات طويلة مرت قبل أن يعودوا إلى مطروح معًا دون ضغوط ودون أبناء أو زوجات، على رمال الشاطئ الناعمة رموا سنوات عمرهم خلف ظهورهم وقلبوا أوراق النتيجة إلى ما قبل قرابة الـ40 عامًا من اليوم، كل شيء تغير هنا بداية من مياه البحر حتى الخطوط التى رسمت مكانها على وجوههم، ولكن الروح ما زالت كما هى، قادرة على أن تحمل أجسادهم لتمارس نفس الألعاب التى كانوا يمارسونها قبل 40 و50 عامًا، روح قادرة على أن تعبر حدود الزمان والمكان وتنقل عبر الصور القليلة التى التقطت لهم الحياة والأمل للملايين عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
أبطال صور أحلى صحاب
5 أصدقاء كانوا هم أبطال ألبوم "أحلى صحاب" الذى نشره مصور الأفراح الشاب "على أحمد" وتحول فى يوم وليلة إلى أبرز صور على مواقع التواصل، ولكن خلف الصور حكايات من نوع خاص، حكاية صداقة وأمل ومحبة تتحدى العمر والسنوات، وتروى رحلة عمر بين أشقاء وأصدقاء لم تتمكن الحياة بكل صعوبتها من هزميتهم.
خلال ممارسة أحد ألعاب الطفولة
لن تتوقع وأنت تشاهد الصور المرحة للرجال السكندريين أنك أمام أطباء ومهندسين ومدرسين، ويقول عادل عبد العزيز، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" مدرب كرة القدم فى نادى سموحة، وأحد أبطال الصورة صاحب الـ68 عاما، إن شركاءه فى البطولة هم شقيقيه الدكتور يوسف 70 عامًا، والمهندس حسن 66 عامًا، وأولاد أخته الشقيقين أيضًا المهندس محمد وحمدى عبد الرازق، الأول 66 عامًا والثانى هو الأصغر 58 عامًا.
الأصدقاء الـ5 على شاطئ مطروح
فى شرفة المصور على أحمد بدأت حكاية الصور، الصدفة لعبت الدور الأول فى أن تقع شرفة مصور الأفراح الشاب أمام شرفة الأصدقاء الخمسة، وبدأ يلاحظ علاقة الصداقة بين الأصدقاء وكيف سافروا بعيدًا عن ضغوط العائلة وتفاصيلها وكأنهم مجموعة من الشباب فى العشرينيات من عمرهم وربما حتى قبل ذلك، ولعبت القدر لعبة أخرى ليجمع المصور بالأصدقاء الخمسة لتخرج لنا تلك القصة المصورة ويقول: "فى نفس اليوم الذى بدأت ألاحظهم فيه وجدتنى أشاهد مباراة مصر والنيجر إلى جوارهم على المقهى، ولفت نظرى أنهم يحرصون أيضًا على مشاهدة المباراة معًا، وتعرفت عليهم وأخبرتهم أنى معجب بهم وطلبت منهم أن أصورهم فى اليوم التالى".
خلال ممارسة الكرة فى المياه
مع دقات الساعة الخامسة فجرًا تحرك الأصدقاء الخمسة وعلى نحو الشاطئ معًا، يقول أحمد على لـ"اليوم السابع": "كل ما كنت أخطط له أن أصور خمسة أصدقاء كبار فى السن، صور عادية لهم أمام البحر، ولكنى فوجئت بما يفعلونه، الألعاب التى كانوا يلعبونها وهم صغار، القفز والوقوف على الأيدي، وغيرها من الأشياء التى لم يتوقعوا هم أنفسهم أنهم مازالوا قادرين على فعلها".
دكتور يوسف وصورتين الفرق بينهما 50 عامًا
يكشف عادل عبد العزيز سر قدرتهم على ممارسة تلك الألعاب حتى الآن ويقول: "معظمنا رياضيين أصلاً، أنا كنت أمارس كرة القدم فى النادي الأولمبى، وشقيقي الدكتور يوسف كان لاعب جمباز، والمهندس حسن كان لاعب ألعاب قوى، وما زال معظمنا يمارس الرياضة، وحتى الآن لم يشرب أيًا من سجائر، وهذه رسالة أخرى نقدمها للشباب أن الرياضة والحياة الصحية مفتاح مهم لحياة سعيدة".
الدكتور يوسف كان يمارس الجمباز
"تربينا على الترابط".. هكذا يكشف عادل سرًا جديدًا من أسرار أسرتهم التى تعيش فى منازل متقاربة بالإسكندرية، وترسم علاقتها مثالا حيا على الترابط والمودة التى يجب أن تكون بين الأشقاء والأقارب، ويتابع: "دائما ما نأتى هذه الرحلة كمجموعة أسر معًا، ولكن هذه المرة قررنا أن نأتى وحدنا، وأسرنا تفهمت رغبتنا وبالعكس كانوا سعداء، ونحن استمتعنا بشكل غير مسبوق، دون ضغوط من أبنائنا أو من الأسرة".
جلسة على شاطئ مرسى مطروح
على حينما أرسل الصور لمجموعة الأصدقاء كان على موعد مع مفاجأة أخرى، نفس الأصدقاء أرسلوا له عددًا من الصور التى ألتقطها لهم ولكن حينما كانوا يفعلونها قبل 50 عامًا، نفس الصورة ونفس الشخص ولكن فى عمر آخر وزمن آخر، ويقول المصور لـ"اليوم السابع": "زى ما بيقولوا الصورة رزق.. وربنا بعتلى رزقى فى مجموعة الصور دية".
الدكتور يوسف خلال ممارسة الجمباز قبل 50 عاما
الأصدقاء ال5 مع المصور على
خلال ممارسة أحد الألعاب القديمة
الدكتور يوسف يقف على يده
العاب المياه القديمة بشكل جديد
خلال ممارسة كرة القدم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة