تتابع القوى الإقليمية والدولية تطورات الأوضاع الراهنة فى العاصمة الليبية طرابلس بعد التطورات الأخيرة، والاشتباكات العنيفة التى وقعت بين الميليشيات المسلحة واللواء السابع- مشاة، وهو ما أقلق الدول الفاعلة فى الأزمة الليبية.
لصراع العنيف بين الميليشيات المسلحة أحد السيناريوهات التى حذرت منها قوى إقليمية فاعلة فى الملف الليبى، وذلك فى ظل سيطرة المسلحين على مؤسسات الدولة الليبية ومرافقها الحيوية فى العاصمة طرابلس التى تعانى من أزمات متلاحقة.
ويحاول رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج انقاذ مجلسه من الانهيار عبر التعاون مع بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، وذلك لوضع الترتيبات الأمنية الخاصة بالعاصمة طرابلس لتأمينها من الصراعات المسلحة التى تجرى، والقضاء على الجماعات المتطرفة التى انتلقت إلى مدن الغرب الليبى.
وأكد مراقبون أن الدول الغربية تأكدت من ضعف فائز السراج ومجلسه الرئاسى فى حل أزمات ليبيا التى باتت معقدة، موضحين أن القوى الغربية تبحث عن حل للأزمة الراهنة فى طرابلس والتى تهدد أمن واستقرار الدول الأوروبية وفى مقدمتها إيطاليا.
وأشار مراقبون إلى التحركات التى يقوم بها فائز السراج وعقده للقاءات مع مسئولين غربيين وخاصة من إيطاليا وأمريكا لنزع فتيل الأزمة فى طرابلس، مؤكدين أن التنافس بين القوى الغربية وما سينتج عنها سيضع رؤية للمشهد السياسي الليبي.
وتواصل السلطات الليبية فى طرابلس غلق المطارات بسبب الأضرار الأخيرة التي تعرضت لها الطائرات الليبية، وذلك بسبب استهداف ميليشيا مسلحة للمطار الوحيد الذى يعمل فى العاصمة طرابلس وهو مطار معيتيقة، وهو ما دفع المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة بتوجيه رسالة شديدة اللهجة إلى احدى الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الانقاذ الوطنى – غير معترف بها دوليا – لاستهدافها مطار معيتيقة.
ووافق مجلس الأمن الدولى بالإجماع، الخميس الماضى، على تمديد ولاية بعثته السياسية لمدة عام فى ليبيا، لكن بدون تحديد يوم العاشر من ديسمبر لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فى هذا البلد.
وخلال اجتماع مخصص لليبيا قبل اسبوع، إعتبرت فرنسا أنه من الضرورى تحقيق تقدم فى التحول الديموقراطى فى ليبيا وإجراء الانتخابات بحسب الموعد الذى تم الاتفاق عليه فى باريس فى 29 مايو بين أربعة أفرقاء أساسيين فى الساحة السياسية الليبية.
وفى نص القرار الذى صاغته المملكة المتحدة، يبدى مجلس الأمن رغبته فى إجراء الانتخابات فى أقرب وقت.
وعقد المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة مع رئيس المجلس الرئاسى الليبى، فائز السراج، الأربعاء الماضى، اجتماعا لبحث الترتيبات الأمنية في طرابلس، وذلك بحضور قادة عسكريين من مناطق مختلفة في غرب ليبيا. ولوّح سلامة بمعاقبة دولية للمتورطين فى أعمال خرق الهدنة، وأبلغ المجتمعين بأن "هناك استعداداً لدى المجتمع الدولى للتعامل بحزم مع من يتلاعب أو يخرق وقف إطلاق النار".
كان قائد القيادة العسكرية الأمريكية فى إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال توماس والدهاوسير، قد أكد خلال لقائه رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الخميس الماضى بتونس، على متابعة قواته لفلول تنظيمى داعش والقاعدة فى ليبيا واستهدافها عسكرياً، بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطنى الليبية.
وشدد قائد القيادة العسكرية الأمريكية فى إفريقيا خلال اللقاء الذي حضره القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا دونالد بلوم، على أهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين، مثنيا على الدور الذي تقوم به حكومة الوفاق الوطني في البلاد.
وأكد مراقبون أن لقاء فائز السراج مع المسئولين الأمريكيين يهدف إلى تعزيز التعاون والدعم الأمريكى إلى حكومة الوفاق الوطنى، والتى فشلت فى حل أزمات الشارع الليبى وخاصة أزمة السيولة النقدية ونقص المواد والسلع الغذائية وارتفاع الأسعار، وذلك فى ظل سيطرة الميليشيات المسلحة على العاصمة طرابلس.
فيما أعلن الاتحاد الأوروبى عن نيته السير فى إجراءات محاسبة كل من يعيق تنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار الأخيرة التي وقعتها بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، بين أطراف النزاع المسلحة فى العاصمة الليبية طرابلس.
واكد الاتحاد الاوروبى فى بيان له أنه مستعد لمساعدة جميع الليبيين الذين يريدون بناء مؤسسات دولة متينة موحّدة خاضعة للمساءلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة