قبل أيام من معركة إدلب المرتقبة وبينما يستعد ويستعد مجلس الأمن الدولى، لاجتماع طارئ حول سوريا لمناقشة نتائج قمة طهران التي انعقدت بين روسيا وتركيا وإيران يوم الجمعة الماضي بشأن غدلب السورية، بدأت إيران وحزب الله في إرسال حشود لهما إلى خطوط التماس مع إدلب وذلك تمهيداً لبدء عملية برية هي الأهم والأكثر حسما في سجال الحرب السورية المشتعلة منذ 2011 حتى الآن.
وتوجهت أرتال متواصلة من الميليشيات العراقية والإيرانية من "لواء الإمام الحسين" من دمشق باتجاه إدلب، وبلغ عدد المقاتلين نحو 7000 وانتشروا في ريف حلب وهم على تماس مع إدلب، إضافة إلى مئات من قوات المصالحات في الجنوب والقلمون، وينتشرون في معسكرات في الغاب وجبال اللاذقية، وفق تقارير إخبارية.
كما أرسل حزب الله نحو 500 مسلح من الزبداني إلى أطراف ريف حماة الشمالي للانخراط في المعركة الأخيرة حيث يتجمع نحو 50 ألف من العناصر المسلحة المعارضة لسلطة الرئيس السوري بشار الأسد.
في غضون ذلك تحاول إيران إنشاء كيان يشبه الحرس الثوري الإيراني في سوريا على غرار حزب الله اللبناني أو الحشد الشعبي العراقي أو تنظيم الحوثي اليمني عبر بناء هياكل في استباق للنهاية الوشيكة للحرب في سوريا.
ونقلت تقارير إخبارية عن مصادر قالت إنها مطلعة إن مشروع الحرس هو بناء تنظيم موال له تماماً، ولكنه سوري بكل مواصفاته، حتى لا يمكن لأحد الاعتراض عليه أو الضغط على إيران بسبب وجوده الدائم في سوريا، كما أن معظم الموظفين فيه يعملون تحت لواء الدفاع الوطني السوري، قبل أن يتحول بعد انتهاء الحرب إلى كيان سياسي له هيئات هندسية وطبية تتولى إعادة بناء سورية بدعم من الشركات الإيرانية، إلى جانب خدمات تعليمية وصحية تقوي نفوذ طهران، وفق التقارير.
ورصد الحرس الثوري ميزانية كبرى لتوظيف وتجنيد سوريين في التنظيم، الذي لم يعلن اسمه إلى الآن، ويدفع لهم حالياً ما بين 100 وألفي دولار لكل واحد منهم حسب مهماته ومكانته، كما أن عددا كبيرا ممن يتم توظيفهم يتم تدريبهم على حمل السلاح عند الضرورة في ثكنات تابعة للحرس وحزب الله قبل أن يباشروا العمل الاجتماعي مثلهم مثل باقي السوريين، مع العلم بأن إيران مهدت لتلك الخطوة من خلال رجال دين من الصف الثاني في الحوزة بقم لإنشاء كيانات مدنية تكون مسؤولة عن تجنيد المتطوعين.
غير أن التحديات التي تواجه الفكرة كبيرة وأكبر مما كان يتوقعه الإيرانيون، فالحرس الثوري عندما أسس الحشد الشعبي العراقي أو حزب الله اللبناني أو ميليشيات الحوثي اليمنية أو حتى عندما استقدم مقاتلين من أفغانستان وباكستان للقتال كمرتزقة في سوريا كانوا كلهم من الطائفة الشيعية، لكن الوضع في سوريا مختلف لأن الأغلبية سنية ويتبع السواد الكاسح من السوريين المذهب السني إذن إيران في حاجة إلى تجند سوريين علويين فقط.
ولتفادي نقطة الضعف الهيكلية تلك قالت التقارير الإخبارية إن إيران تعمل على الاستعانة بعناصر من جميع الطوائف، كل حسب مناطقه، وتشير أولوية الحرس إلى تجنيد هؤلاء على أساس اعتقاداتهم بدعم جبهة المقاومة بدلاً من انتماءاتهم المذهبية أو للطائفة العلوية، كما هو الحال في مجموعات أخرى تبنت إيران تشكيلها في سوريا منذ 2011 حتى الآن.
وللدلالة على ذلك جند الحرس نحو ألفي عنصر من السنة خلال الأشهر الثلاثة الماضية في منطقة دير الزور، وبدأ تجنيد عناصر في درعا بعد عودتها إلى النظام السورى، مشيراً إلى أن التجنيد في مناطق الجنوب السوري يجري بشكل أسرع من المتوقع، خلافاً للتوقعات، إذ تم توظيف ما يزيد على ألف شخص في أقل من شهر، بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، بحسب التقارير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة