كالعادة ..يصاحب كل تطور فى الصناعة خسائر فى الأيدى العاملة وتقليل فرص العمل، فمع كل تطور تشهده الصناعة وظهور الآلات الجديدة التى توفر فى الوقت والجهد والمال، تظهر مشكلة انقراض العمل اليدوى والإعتماد على الآلة... وهذا ما طرآ على صناعة الأحذية فى مصر.
باب الشعرية قلعة صناعة الأحذية تعانى الركود
هنا قلعة صناعة الأحذية.. المركز الرئيسى لصناعة وتصدير الأحذية المصرية على مستوى الجمهورية.. هنا حى "باب الشعرية" بالقاهرة وهو من الأحياء التى تشتهر بتصنيع الأحذية وتوزع إلى كل محافظات الجمهورية، وصناعة هذه الأحذية هنا تتم فى ورش تعتمد معظمها على الأيدى العاملة، ويتميز فى المهنة من لديهم مهارة إتقان الصناعة، وإنتاج منتج ذات جودة عالية، ومع دخول رأس المال فى هذه الصنعة استورد رجال الأعمال ماكينات حديثة لها القدرة على الصناعة بجودة عالية يطلق عليها مكن "الحقن"، وهو يوفر أكثر من نصف تكلفة الحذاء بالإضافة إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمالة.
المشكلة التى تواجه أصحاب المهنة ليست فى وجود ماكينة الحقن، ولكن استيراد خامات من الخارج والتى تعتمد عليها الماكينة، حيث لجأ المستوردين إلى استيرات الحذاء عبارة عن قطع ويتم تجميعها داخل مصر، ويدخل من الجمارك تحت بند أخر غير بند "حذاء مستورد" حتى لا يفرض عليه جمارك كبيرة ترفع من سعره داخل مصر.
"الفندى" وسيلة جديدة لدخول الأحذية المستورة بالمخالفة للقانون
الأحذية المستوردة أو "الفندى" وهو وش الحذاء، يعتمد فى تصنيعه على المظهر فقط ولا يتم النظر إلى الخامة فأغلب الخامات المستورة رديئة ومسرطنة بشهادة تجار الأحذية بمصر، فمجرد أن تلبس الحذاء تجد له رائحة كريهة، كما أن هناك من يصاب بأمراض جلدية، فأغلب الأحذية المستوردة رخيصة الأسعار مصنعة من مخلفات صناعات كيماوية.
"اليوم السابع" كان له لقاء مع عدد من شيوخ المهنة فى حى باب الشعرية، لمعرفة حجم الأزمة وتأثير استيراد الجلود على صغار التجار والسوق المصرى بشكل عام.
تسريح العمالة بعد سيطرة الأحذية المستوردة على السوق
يقول يحى همام أحد تجار مستلزمات الأحذية بحى باب الشعرية، أن استيراد وش الأحذية "الفندى" وضع التجار فى أزمة أدت إلى الإضرار بالمنتج المصرى، خاصة أن المستوردين يعملون على تصدير وش أحذية ذو مظهر جميل وسعر أقل وخامات رديئة، خاصة أنه لا يوجد قانون يحمى صناع المهنة ويمنع استيراد الجلود.
وأضاف همام لـ"اليوم السابع"، أن عدد كبير من العمالة تم تسريحها وعدد أخر من التجار وأصحاب الورش كثرت ديونهم وبدأو فى تصفية عملهم وغلق الورش بسبب استيراد مستلزمات الأحذية التى يتم تجميعها داخل مصر، مطالب الدولة بسن قوانين تمنع التلاعب واستيراد الجلود المستخدمة فى صناعة الأحذية للحفاظ على الصناعة المصرية.
تهريب مستلزمات الأحذية يعرض الصناعة المحلية للانهيار
وأشار همام، إلى أن أغلب مستلزمات الأحذية يتم تهريبها من خلال شركات حاصلة على شهادات جودة ويتم التحايل على القانون من خلالها لدخول "وش الحذاء ونعله" ثم يتم تجميعه فى داخل مصر، مشيرا إلى أن التجار طالبوا الغرفة التجارية ووزارة الصناعة بوضع حل لهذه الأزمة والعمل على وضع مواصفات للمنتجات المستوردة ومنع استيرادها أو فرض رسوم جمركية تساعد على حماية الصناعة المحلية.
غلق ما يقرب من 40% من المصانع
من جانبه قال محمد حتاتة، صاحب مصنع أحذية، أنه ترتب على "الفندى" وش الحذاء، من الخارج، جعل أصحاب المصانع تغلق ما يقرب من 40% من الورش والمصانع الخاصة بصناعة الأحذية، وكذلك انخفاض الطاقة الإنتاجية للمصانع 20 %، ما أصاب سوق الأحذية لحالة من الركود والكساد.
اعتماد المحال على الأحذية المستوردة بنسبة 90%
وبدوره أضاف أسامة العربى، صاحب مصنع أحذية بباب الشعرية، أن الدولة لا تحمى الصناعة المحلية وتسمح بالاستيراد بصورة مبالغ فيها وبدون وضع ضوابط على الجمارك، رغم أنهم طالبوا أكثر من مرة داخل الغرف التجارية بتفعيل ذلك البند ولم يستجيب أحد، قائلا: إذا دخلت أى محل داخل مول ستجد ما يقرب من 90% من مبيعاته مستوردة، فلا وجود للصناعة اليدوية والمهنة فى طريقها للانقراض .
وطالب زين العابدين مصمم أحذية بباب الشعرية الحكومة بضبط الأسعار وتقليل الاستيراد من الخارج وأن الحكومة تدعم الصناعات الصغيرة فلابد أن تحد من استيراد الجلود أو فرض جمارك عليها لحماية المنتج المحلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة