وزير الأوقاف يقدم صياغة جديدة للخطاب الدينى.. جمعة يرفض تقديس التراث لمجرد القدم وينتقد دعوات التخلص منه كاملا: "التشبث بالنظريات القديمة عديمة الجدوى تخلف.. والأفضل تحقيق المصلحة"

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018 03:43 م
وزير الأوقاف يقدم صياغة جديدة للخطاب الدينى.. جمعة يرفض تقديس التراث لمجرد القدم وينتقد دعوات التخلص منه كاملا: "التشبث بالنظريات القديمة عديمة الجدوى تخلف.. والأفضل تحقيق المصلحة" الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف
كتب – إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الشريعة الإسلامية هى دستور ما يقارب من ثلث العالم من المسلمين، الذين يعيشون فى احتكاك بالعالم يؤثرون ويتأثرون، وسط محاولات لاختطاف دورهم من قبل جماعات التطرف لإرهاب العالم باسم الإسلام، مستخدمين منطوقات اللغة وتفسير القرآن حسب أجندتهم المتطرفه، ما ألح إلى تقديم صياغة وتفسيرات معبرة عن حقيقة الإسلام ومعبرة عن القصد القرآنى الحقيقى الذى يتسع العصور والأحوال المتغيرة بأوجه تفسيرية لثوابت كلية للإسلام وأوجه متغيرة حسب الأزمان لا يدركها العلماء بمحدودية علمهم إلى علم الله إلا إذا استجد أمر فيجدون ثمة رابط وتناول وحكم فى كتاب الله قصر فهم سابقيهم عن أسرار بطون النصوص التى هى لغة عربية جامعة المعانى.

 

ومن باب فهم النص، الذى لا اجتهاد معه، وكونه علة أصحاب فقه الدليل الذين يدللون على إنحرافهم بتفسير خاطئ للنص، وكون اللغة العربية هى المعبرة والمفسرة عن معانى القرآن الكريم، ومفسره لأحكامه، جاء كتاب، الفكر النقدي بين التراث والمعاصرة، "نحو نظرية عربية معاصرة في النقد الأدبى"، لأستاذ الأدب والنقد العربى بجامعة الأزهر، الدكتور محمد مختار جمعه، وزير الأوقاف، ليشير إلى أن اللغة العربية التى تناولت تفسير معانى القرآن الكريم وتقديم أحكامه على مدى العصور ارتبطت بنظرة علماء كل عصر لفهمهم للنص وخلف جهدهم ما يسمى "التراث الدينى"، الذى لا يعد ميراث إلاهى بل ميراث بشرى صائب فى مجمله بينما يحتاج بعضه إلى قراءة تناسب المتغيرات، بتغير المفاهيم، والعادات، والأحوال، والزمن.

 

ويشرح الكتاب طريقة تأويل النصوص القرآنية عن البعض وكيف يمكن تفسيرها حسب المتغير فى 290 صفحة فى 5 فصول فى فنيات تحليل الأسلوب وتناول النص وطرق معالجته أدبيا حيث الأدب هو وعاء ومفهوم ثقافة أهل العصر ومتغيراته تغير طريقة التناول بحيث أن تغير الزمن يوجب إعادة القراءة بسبب هذا المتغير.

 

المؤلف يرفض تقديس التراث لمجرد القدم وينتقد دعوات التخلص منه كاملا

ويقول مؤلف الكتاب عن خلاصة مؤلفه، الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية:" إن العلاقة بين التراث والمعاصرة فى الفكر النقدى – شأن كثير من المتقابلات – ليست علاقة عداء أو قطيعة ، ولن تكون ، ولا ينبغى أن تكون ، وإن الوسطية التي نحملها منهجًا ثابتًا فى كل مناحى حياتنا ، ونجعل منها ميزانًا دقيقًا نزن بها أمورنا كلها ، ينبغي أن نجعلها منهجا ثابتا ومعلما واضحا ننطلق منه فى كل جوانب حياتنا العلمية والفكرية والفلسفية والتطبيقية.

ويرفض المؤلف، التعصب للقديم لمجرد قدمه، ولا نسلم زمام عقلنا للتقليد الأعمى دون أن نمعن النظر فيما ينقل إلينا أو يلقى علينا، فقـد ميز الله (عز وجل) الإنسان عن سائر الخلق بالعقل والفكر والتأمل والتدبر والتمييز، ونعى على من أهملوا هذه النعم ولم يوفوها حقها.

ويقول المؤلف: لا يمكن أيضًا أن ننسلخ من هذا التراث العريق أو نقف منه موقف القطيعة، ونعمل فى الهواء الطلق، فمن لا ماضى له لا حاضر له ولا مستقبل ، بل علينا أن نأخذ من الماضى العريق النافع والمفيد الذى ننطلق به فى الحاضر ونؤسس به للمستقبل.

 

التراث النقدى متنوع وثرى ما يدفعنا للتنقيب فيه بقراءة عصرية لبناء نظرية عربية نقدية

وأكد المؤلف، أن فى تراثنا النقدى من الفكر والثراء والتنوع ما يحتم علينا إعادة قراءة هذا التراث قراءة جديدة عصرية يمكن أن تشكل أساسًا قويًّا ومتينًا لبناء نظرية عربية فى النقد الأدبى، لا تنفصل عن تاريخها ولا عن هويتها ولا عن واقعها

 

القراءة المنصفة للتراث تصنع وعيا وتبرز كنوز من تاريخنا

ولفت المؤلف، إلى أننا لو أعدنا قراءة تراثنا النقدى قراءة واعية منصفة لوقفنا على كثير من كنوزه ونفائسه، واتضح لنا – بما لا يدع مجالاً للشك – أن الحياة الأدبية العربية فى عصرها الذهبى كانت تموج بتيارات وحركات نقدية لا تقل حيوية وأهمية عن حركة الحياة الأدبية والنقدية فى القرنين العشرين والحادى والعشرين سواء فى أوروبا أم فى عالمنا العربى ، وأن القضايا التى تناولها النقاد العرب القدماء لم تمت بموتهم، فإن الكثير منها ما زال حاضرًا بقوة فى ثقافتنا الأدبية والنقدية، وما زال قادرًا على تشكيل منطلق قوى ومتين لنظرية عربية حديثة فى النقد الأدبى

لا يمكن قبول القديم أو رفضه بالكلية والواجب ربط القديم بالحديث

واستكمل المؤلف:" لا يمكن أن نرفض القديم لقدمه، لا يمكن أيضًا أن نرفض الحديث لحداثته، أو لكونه ثقافة الآخر أو المختلف , أو كونه ثقافة وافدة على ثقافتنا ، أو أن ندعو إلى الانكفاء على الذات والتمحور أو التقوقع حولها, فهذا عين الجمود والتحجر الذي نواجهه بكل قوة وحسم , فثقافة أخرى تعنى عقلاً آخر , وإضافة جديدة , ومادة جديرة بالاعتبار والتأمل والنظر , بل إنني لأدعو إلى إعمال الفكر وإمعان النظر في كل ما هو عصري أو حديث أو جديد , فنأخذ منه النافع والمثمر والمفيد , وما يشكل إضافة حقيقية لثقافتنا , ويتناسب مع قيمنا وأخلاقنا وحضارتنا , ونتجاوز ما لا يتسق مع هويتنا الثقافية وقيمنا الراسخة" 

 

التشبث بالنظريات القديمة عديمة الجدوى تخلف.. والأفضل تحقيق المصلحة

وشدد وزير الأوقاف، على أنه يجب أيضًا ألا نتخلف عن الركب، فنتشبث بآراء ونظريات ثبت عدم جدواها عند الغربيين أنفسهم , فدعا نقادهم إلى ضرورة مراجعتها، أو تخلوا هم عنها وبحثوا عن نظريات أو رؤى أخرى جديدة رأوها أكثر دقةً وملاءمةً ونفعًا، أو وجدوا فيها خيط نجاة جديد يخلصهم من تعقيدات  وفلسفات بعض النظريات التى خرجت بالنقد الأدبى عن لبابه إلى معالجات انحرفت بالنص الأدبى عن مساره الطبيعى إلى مسارات أخرى ربما كان من الأجدى تطبيقها على علوم وفنون أخرى غير النص الأدبى، إذ تبقى عظمة وخصوصية النص الأدبى والنقدى فى كون كل منهما نصًّا ينطق أدبًا ويفيض أدبًا ويشع أدبًا قبل أى شيء آخر.

 

العلاقة بين القديم والحديث تكاملية توفيقية وليست صراع إزاحة أحدهما

ولفت الوزير، إلى أن العلاقة بين القديم والحديث يمكن أن تكون علاقة تكاملية، وليس شرطًا أن تكون علاقة إقصاء أو صراع.

 

وجهة نظر وزير الأوقاف فى صياغة نظرية نقدية عربية لتفسير النص توفيقا بين المستجدات والتراث الدينى

 وقال الوزير، :"يمكننا أن ننسج من هذا وذاك نظرية عربية عصرية متكاملة فى النقد الأدبى يمكن أن تكون حال نضجها أحد ملامح هويتنا الواقية وخصوصيتنا الثقافية فى زمن العولمة والتيارات النقدية والفكرية والثقافية الجارفة".

ووضع وزير الأوقاف، 28 بندا كأسس لبناء وصياغة نظرية عربية نقدية موحدة، فى قراءة وتقديم التراث الدينى والأدبى، كان أبرزها، أننا لو أعدنا قراءة تراثنا النقدى قراءة واعية منصفة لوقفنا على كثير من كنوزه ونفائسه، واتضح لنا – بما لا يدع مجالاً للشك – أن الحياة الأدبية العربية فى عصرها الذهبى كانت تموج بتيارات وحركات نقدية لا تقل حيوية وأهمية عن حركة الحياة الأدبية والنقدية فى القرنين العشرين والحادى والعشرين سواء فى أوروبا أم فى عالمنا العربى، وأن القضايا التى تناولها النقاد العرب القدماء لم تمت بموتهم وتقديمها بما يتناسب مع حضارتنا وقيمنا وثقافتنا العربية والإسلامية، بحيث تصبح هذه النظرية – عند نضجها – هويتنا الواقية فى مواجهة تيارات العولمة الجارفة العاتية.

وأوضح أن فهم الأسرار الكامنة وراء علاقات الحضور والغياب يمكن أن يسهم فى تشكيل رؤية ناضجة لدى كل من المبدع والناقد بأهمية إعمال الفكر فى سلسلة البدائل التى يمكن أن ترقى بالنص إلى مستوى أفضل، وتجنب المبدع أو المنشئ كثيرًا من الملاحظات النقدية التي يمكن أن يتعرض لها عمله إذا جاء عفو الخاطر دون إعمال العقل فى هذه البدائل، أو دون مراعاة الدقة فى اختيار أنسبها وأقربها إلى بنية النص وسياقه.

وقال الوزير:" إننى اخترت التطبيق على بعض جوانب النص القرآنى، لأن القرآن الكريم هو – جملة وتفصيلاً – فى أعلى درجات البلاغة والبيان، وعلى ذروة سنام قمة المشاكلة بين الألفاظ ومعانيها، وكيف لا يكون كذلك وهو كلام رب العالمين ، ومعجزة الإسلام"، مؤكدا أن أدباءنا ونقادنا القدماء كانوا على وعى كبير بالسياق وأثره فى بنية النص، وإن لم يطلقوا عليه هذا الاسم، أو يعرفوه بحد أو رسم، فقد راعوا ما يقتضيه السياق سواء في إشاراتهم إلى ضرورة مراعاة الحال والمقام، أم فى حديثهم عن النظم، أم فى ثنايا دراساتهم التطبيقية.

185F886A-7BA2-44B8-B729-8F8ADD57E880-640x895
 
68345A4B-9AD8-40CD-8C1B-817CD5AAEB55-640x899
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة