محمد البديوى يكتب من داخل النصب التذكارى لضحايا 11 سبتمبر بواشنطن: لن ننساكم.. الآلاف يحيون اليوم ذكرى الحادث الإرهابى بحضور نائب الرئيس ووزير الدفاع.. والورود على مقاعد 184 ضحية بالبنتاجون

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018 12:00 ص
محمد البديوى يكتب من داخل النصب التذكارى لضحايا 11 سبتمبر بواشنطن: لن ننساكم.. الآلاف يحيون اليوم ذكرى الحادث الإرهابى بحضور نائب الرئيس ووزير الدفاع.. والورود على مقاعد 184 ضحية بالبنتاجون النصب التذكارى لضحايا 11 سبتمبر بواشنطن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 
184 وردة حزينة، أو أكثر، ستجدها - إذا توجهت فى مثل هذا التوقيت من كل عام- موضوعة على 184 مقعدا تذكاريا بنصب البنتاجون التذكارى، حدادا على أرواح ضحايا هذا الهجوم الإرهابى الذى تم فى 11 سبتمبر 2001، والذى استهدف مبنى البنتاجون وزارة الدفاع الأمريكية بواشنطن دى سى، فى الوقت ذاته الذى كانت فيه طائرتان تستهدفان برجا مبنى التجارة العالمى فى نيويورك. 
 
هنا فى هذا المكان، تبكى القلوب كل عام فى يوم 11 سبتمبر، على أرواح الضحايا الذى رحلوا بسبب هذا الهجوم الإرهابى الغاشم.. هنا خارج البنتاجون مباشرة، وعلى بعد خطوات قليلة جنوب غرب المبنى فى مقاطعة "أرلينجتون" بولاية فيرجينيا، يقع النصب التذكارى الوطنى المخصص الذى يضم 184 مقعدا تذكاريا تمثل أرواح هؤلاء الذين توفوا فى الهجوم الإرهابى على البنتاجون أو الضحايا الذين كانوا على متن الطائرة 77 التى استخدمت فى الهجوم.
 
  
فى العاشرة من صباح اليوم العاشر من سبتمبر -بتوقيت الولايات المتحدة الأمريكية-، اتخذت طريقى من محل إقامتى بفيرجينا متجها إلى النصب التذكارى قبل ساعات من إحياء الذكرى السابعة عشر للهجمات الإرهابية التى أودت بحياة الكثيرين.. وأنا فى الباص قفزت إلى ذهنى مشاهد هذا اليوم البعيد القريب عندما كنت فى السادسة عشر من عمرى فى قريتى بسوهاج أشاهد التلفاز وانقطع البث فجأة لينقلنا إلى هذا الحدث الذى زلزل العالم.. طائرتان تصطدمان ببرجا التجارة العالمية، وبعدها بدقائق طائرة أخرى تصطدم بمبنى البنتاجون.
 
بمجرد دخولك إلى المكان، تجتاحك عاطفة الحزن والأسى على الضحايا.. يستقبلك حجر من الجرانيت الأسود، يحدد تاريخ ووقت تحطم الطائرة التى هاجمت: 11 سبتمبر 2001 الساعة: 9:47 صباحا.. "سوف نتذكركم للأبد.. لن ننساكم".
 
وتوافد العشرات من المواطنين منذ صباح اليوم، لإحياء ذكرى ضحايا حادث البنتاجون، يقفون لحظات لقراءة بعض الأسماء المكتوبة على حجر أسود من الجرانيت.. وعلى اليمين وعلى اليسار من أسماء الضحايا إكليلان من الزهور عليها كلمات الحزن والرثاء والفقد والألم والحنين
 
 
المكان يبدو كخلية نحل، العشرات يرتدون البدل الرسمية، والعشرات يرتدون ملابس عادية لتجهيز المكان للاحتفال الذى سيتم غدا بحضور نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس، ووزير الدفاع الأمريكى جيم ماتيس، بحضور أسر الضحايا.
 
وبجرد أن تصل إلى المقاعد (الوحدات) التذكارية فغالبا ستجد على كل مقعد تذكارى وردة، وربما تجد وردتين أو ثلاثة، وعلى كل مقعد ستجد اسم الضحية موقعه فى وقت الهجوم، وتم ترتيب المقاعد وفقا لسنوات ميلاد الضحاي، بينما تتدفق المياه من أسفل كل مقعد وكأنها تمنحهم قبل الحياة التى سلبها منهم الإرهاب.
 
 ويعد الحادث الإرهابى فى 11 سبتمبر، أحد أسوأ الحوادث الإرهابية فى التاريخ، حيث بلغ عدد ضحايا الهجوم على برجى مركز التجارة العالمى بنيويوك بطائرتين مدنيتين مختطفتين 2753 قتيلا، منهم أكثر من 1000 لم يتم التعرف عليهم حتى اليوم، فيما بلغ عدد ضحايا حادث البنتاجون بواشنطن العاصمة 186 ضحية،كما سقطت طائرة رابعة قرب بيتسبرج ببنسلفانيا، وتسبب الحادث فى تغييرات كبيرة بالسياسة الأمريكية وإعلان الحرب ضد الإرهاب والحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين هناك أيضا.
 
 
يذكر أن تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن أعلن فى وقت لاحق أن التنظيم هو منفذ العملية، وبلغ عدد الخاطفين الذين دبروا هجمات 11 سبتمبر 2001 من جنسيات عربية ومسلمة وهم 15 سعوديا و إمارتيان ومصرى ولبنانى وجميعهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، ونفذ الهجوم على مبنى البنتاجون السعودى هانى حنجور الذى قاد الطائرة ومعه الشقيقان نواف الحازمي وسالم الحازمي وخالد المحضار. 
  

تجربتى مع الأمن داخل النصب التذكارى

 
لا أعرف هل هذه الإجراءات الأمنية تتم مع الجميع أم لأننى فقط عربى، فأثناء التقاط مجموعة من الصور للنصب التذكارى وللاستعدادات ليوم غد، فوجئت بأحد الأفراد يرتدى بذلة رسمية وشارة الشرطة، يستوقفنى ويطلب منى أن أنتظر.. أبلغته أننى صحفى رسمى معتمد من الخارجية الأمريكية، وأننى ألتقط الصور لنشرها فى الجريدة وأن هذه منطقة مفتوحة ليس ممنوعا فيها التصوير، إلا أنه أصر أن أنتظر.
 
بعد نحو 10 دقائق جاء أحد المسئولين - من المركز الإعلامى والمسئولين عن الاحتفال- وسألنى هل سجلت لحضور احتفال غد فأجبته بنعم فبحث عبر هاتفه فوجد إيمليى واسمى وأبلغه أننى صحفى وأن من حقى التصوير وأن مع بادج الصحافة، ثم انصرف، إلا أن المسئول الذى يرتدى الشارة، رفض أن أغادر، وأجرى عدة اتصالات، قبل أن يصل أحد الأفراد بسيارته بعد نحو ربع ساعة وأبلغنى أنه من الشرطة، ثم طلب الاطلاع على جواز السفر فأبلغته أننى أحمل تصريح الصحافة وهو تصريح رسمى، وأبلغته أننى أمتلك صورة من جواز السفر وتأشيرة السفر، وفوجئت به يلتقط صورة لى وصورة لتأشيرة السفر.. لا أعلم هل هذا لأننى عربى أم أن هذه مجرد إجراءات أمنية، رغم أن هذا لم يتم مع صحفيين آخرين.
 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة