صالح سليم.. الأب الروحى كما يلقبه عشاق ومحبى النادى الأهلى فى كل مكان فى مصر والعالم، حيث أنه لم يكن مجرد لاعبا فى الفريق أو إداريا تدرج حتى وصل لكرسى رئيس نادى القرن، ولكن منذ دخوله الملاعب وحتى توليه شئون النادى أصبح أيقونة أهلاوية خالصة تشع حب ومبادئ وانتماء من خلال مواقفه التى أصبحت محفورة فى قلوب وعشاق النادى الأهلى.
المايسترو صالح سليم والذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، استطاع أن يصل بالنادى إلى اللقب الأغلى فى تاريخه وهو "نادى القرن".
وعلى مستوى الملاعب حصل صالح سليم مع النادى الأهلى على 11 بطولة دورى من أصل 15 شارك فيها منذ انطلاق المسابقة الأشهر عام 1948، كما حصل على لقب بطولة كأس مصر 8 مرات، بالإضافة إلى التتويج ببطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة إبان فترة الوحدة ما بين مصر وسوريا، ومع منتخب مصر أيضا فاز بكأس أمم أفريقيا 1959 عندما كان قائدا للفريق، وشارك أيضا فى دورة الألعاب الأولمبية "روما 1960".
الصداقة وحدها هى من منحت صالح الظهور على شاشات السينما بعد أن رشحه صديقه الفنان أحمد رمزى لفيلم "السبع بنات"، عام 1961، أمام نادية لطفى وسعاد حسنى ومن إخراج عاطف سالم، كضيف شرف للاستفادة من شعبيته التى منحتها له كرة القدم وبدأت من حينها علاقاته القوية بأهل الفن وعلى رأسهم صداقته لعمر الشريف.
وفى فيلم الشموع السوداء قرر المخرج عز الدين ذو الفقار وضعه على خريطة السينما بشكل حقيقى، لأول مرة، فاختاره بطلا لفيلم "الشموع السوداء" عام 1962، أمام المطربة نجاة الصغيرة، وقدم صالح سليم أروع أدواره فى السينما بهذا الفيلم.
وعلى الرغم من نجاح الشموع السوداء على مستوى الجماهير بصورة أكبر إلا أن فيلم الباب المفتوح جاء أثقل فنيا لتكريسه العديد من المفاهيم الوطنية والاجتماعية.
الباب المفتوح
تعليقات الفتيات على فيلم الباب المفتوح بعد عشرات السنوات من عرضه
تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعى على فيلم الباب المفتوح
مايسترو الإدارة والسياسة
وبعيدا عن الرياضة والفن، كان لصالح سليم الكثير من المواقف السياسية، فمثلا تسبب مقعد فى نهاية الصف الأمامى بغضب زعيم القلعة الحمراء دون النظر إلى أن السبب حينها هو رئيس الجمهورية، ففى عام 1995 أثناء مباراة نهائى البطولة العربية للأندية بين الأهلى المصرى والشباب السعودى، غضب صالح سليم قبل بداية المباراة لاكتشافه أن رجال الرئيس السابق حسنى مبارك اختاروا له مقعدًا فى نهاية الصف الأمامى من المقصورة الرئيسية لملعب القاهرة خلف الوزراء والضيوف الأشقاء من السعودية، فغضب بشدة من هذا البروتوكول التنظيمى، وقرر المايسترو الانسحاب ومغادرة الاستاد من أجل كرامة النادى الأهلى، صاحب الحفل ومستضيف الحدث".
وعلى الفور جرت اتصالات وضغوط على المايسترو الغاضب لكنه أصر على موقفه وانتهى الأمر برضوخ رجال البروتوكول للأصول، وجلس المايسترو بجانب حسنى مبارك الذى علم بكواليس ما حدث وطلب مصالحة رئيس الأهلى والجلوس بجواره، فى الوقت الذي جلس فيه رئيس الوزراء بعيداً عن الرئيس، ليسطر مايسترو الإدارة والسياسة صفحة جديدة في تاريخ علاقات النادى الأهلى بالرئيس الأسبق حسنى مبارك حينها وإجباره على وضع النادى الأهلى فى "كفة" لوحده.
ومن المواقف الخاصة لصالح سليم ويتذكرها الجمهور، حين طلبوا منه الوجود بملعب التتش لاستقبال الرئيس الأسبق مبارك الذى كان يستعد للتوجه إلى ملعب التتش لافتتاح دار الأوبرا المواجهة للنادى الأهلى وكان نزوله باستاد التتش إجراء أمنيًا، وتم إبلاغ المايسترو بذلك الأمر إلا أنه رفض تماما بحجة أن الأهلى ليس قنطرة أو مطار مؤقت وأكد خلال تواجده فى مكتبه: "لست مضطرًا لاستقباله ولو كان مبارك قادمًا لزيارة الأهلى لخرجت لمقابلته فى وسط الطريق".
وفى الموقف الثالث طلب مبارك، فى عام 2002، إقامة مباراة بين الأهلى والزمالك لصالح ضحايا حادث قطار الصعيد، وجاء رفض صالح خوض اللقاء لعدم إبلاغه وأخذ رأيه، وتم الإعلان عن المباراة ونشر الخبر فى جريدة الأهرام ووقتها عرف صالح الخبر فرفض إقامة المباراة وأكد أنه لن يخوض المباراة حتى لو وصل الأمر إلى حل المجلس أو القبض عليه شخصيًا، وقال: "مش هيجى اليوم اللى أعرف فيه أن الأهلى هيلعب ماتش من الجرايد".
وأصر على عدم لعب المباراة وقال العبارة الشهيرة: (لو حسنى مبارك مصمم يلعب هذه المباراة يكلف 11 موظفًا من رئاسة الجمهورية للعب أمام الزمالك، ولو أصر إبراهيم نافع على إقامتها فليأتى بـ11 صحفيًا من الأهرام للعب أمام الزمالك، طول ما صالح سليم عايش الأهلى مش هيلعب هذه المباراة".
وعلى صعيد الإدارة ربما تندهش حين تعلم أن رئيس ناد قرر إيقاف أبرز نجوم فريقه لمدة عام كامل مهما كان تصرفه، ويزيد اندهاشك حينما تعلم أن رئيس ناد قد قرر الاستعانة بفريق الناشئين كاملًا لخوض أهم مباريات الموسم على لقب مسابقة أمام الغريم التقليدى والأزلى للنادى، ولكن لا تستمر فى اندهاشك كثيرًا ولكن مع العلم باسم رئيس النادى صالح سليم فسيذهب اندهاشك بلا راجعة.
فصالح سليم كان نبراسا للانضباط والتفانى فى العمل ففى عز تألق حسام حسن نجم نجوم الكرة المصرية إلا أن مجرد إلقاءه قميص النادى الأهلى أرضًا عقب اشتباكه مع أحد لاعبى فريق النادى المصرى بمواجهة الفريقين بالدورى موسم 1994، كان كفيلا بقرار المايسترو الذى كان صادما حينها بشكل كبير لأنصار قلعة التتش، وهو إيقاف اللاعب لمدة عام كامل، ليضرب صالح سليم نموذجًا حيًا فى الإصلاح والتهذيب، متوعدًا كل من يهين قميص النادى أو يخرج عن النص.
عشرات ومئات بل آلاف السطور لحصر والكتابة عن مبادئ صالح سليم الذى ولد فى مثل يومنا هذا ورحل عن عالمنا فى السادس من مايو لعام 2002 بعد صراع مع المرض ليرحل صاحب عشرات المقولات الخالدة عن النادى والتى كان أبرزها: "الأهلى فوق الجميع" و"النادى الأهلى ملك لمن صنعه ومن صنعوه هم مشجعوه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة