رفعت الأرجنتين سعر الفائدة لتصل 60 بالمائة لإنقاذ عملتها «البيزو»، وهذا درس آخر فى قدرة الاقتصاد على التملص من السيطرة كلما كان الخطاب الرسمى منافيًا للواقع المالى، تلك فروق واسعة بين شعبويتين: الأولى فى أوروبا التى يجد فيها الخطاب القومى صدى لدى الجماهير التى ترى أحقيتها فى التمتع بمنجزاتها دون شركاء مهاجرين ولاجئين يصنعون ارتباكًا مستقبليًا لمجتمعات مستقرة، وشعبوية رومانسية بالية تتشدق بالعدالة الاجتماعية والرخاء القادم، لكنها قادت دولًا مثل الأرجنتين وفنزويلا وربما البرازيل، إلى اضطراب مالى يستدعى إجراءات إنقاذ عاجلة، هذه مؤشرات عما هو قادم فى حالة استهانة الأسواق الناشئة بحقيقة أن أى إصلاحات يلزمها الجدية والابتكار، والقسوة أحيانًا، ومصارحة الشعوب بحقيقة الأوضاع بدلًا من إطعامهم الخطابات الرنانة، وهناك رأى آخر يعتقد فيما يحدث نوعًا من سوء الحظ الذى يطارد تلك الدول، وهذا أيضًا تفسير رومانسى لا يوفر الخبز للجائعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة