مينا سمير يكتب: مثال يحتذى به

الإثنين، 06 أغسطس 2018 12:00 ص
مينا سمير يكتب: مثال يحتذى به أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيراً ما نرى عمل عظيم ويكثر الكلام بشأن هذا العمل ولكننا لا نحاول تقليد هذا العمل العظيم بل نكتفى بأننا نرى ذلك أو نشاهد من خلف الستار ونقول هذا مثال يحتذى به، لكن هل فكرنا جيداً ؟ ما الذى جعل هذا العمل مصدر استحسان من الآخرين؟ فمنذ أيام قرأت قصة تأثرت بها كثيراً وتروى هذه القصة أنه كان هناك طفل فى عمر 12 سنة، يعيش هذا الطفل مع والدته المريضة التى تحتاج إلى علاج، ذات يوم وجد هذا الطفل والدته تتألم كثيراً ولم يوجد فى المنزل نقود لشراء الأدوية اللازمة لعلاجها، فجلس الطفل حزيناً وظل يناجى نفسه، هل أترك أمى تعانى هذه الآلام الشديدة حيث لم يعد لى سواها، إلى أن فكر فى تصرف غريب فنهض فجأة ونزل إلى الصيدلية، وقام بسرقة الأدوية أما صاحب الصيدلية عندما أكتشف الأمر ظل يضرب الطفل وأخذ منه الأدوية تجمع الناس فى الشارع وجاء رجل واقترب من الطفل، وقال للصيدلى ماذا حدث ؟فصاح الصيدلى وقال هذا الطفل قام بسرقة الدواء من الصيدلية، اما الرجل فتوجه إلى الطفل وسأله لماذا فعلت ذلك ؟فأجاب الطفل أمى مريضة وتتألم كثيراً ولم يعد لى سواها فسأل الرجل الطفل وقال له الا تعلم أن هذا تصرف يقودك إلى مشاكل كثيرة، فرد الطفل وقال اعلم ذلك ولكن ماذا أفعل حتى أنقذ أمى من هذه الآلام المبرحة، فتوجه الرجل إلى صاحب الصيدلية ودفع ثمن الدواء واستدعى الرجل ابنته وطلب منها أن تحضر طعام للطفل وقام بأعطاء الطفل الطعام والدواء فقام الطفل بشكر الرجل، وانصرف الطفل ويمر الزمن ويمرض هذا الرجل فقامت ابنته بنقله إلى المستشفى، وعندما علمت أن والدها يحتاج إلى إجراء عملية جراحية فظلت تفكر ماذا تفعل وفكرت فى بيع محل كان يمتلكه والدها، ولكنها وجدت أن ثمن هذا المحل لم يكفى لإجراء العملية أو لمصاريف العلاج بالمستشفى وأثناء استغراقها فى التفكير فوجئت بأن مدير المستشفى قام بإستدعائها فتوجهت إليه، عندما دخلت إلى مكتب مدير المستشفى فقال لها مرحباُ يا استاذة، فأجابت مرحباً يا دكتور اود أن اعرف لماذا طلبت استدعائى ؟
فأجاب مدير المستشفى قمت بإستدعائك لسببين، الأول لكى أطمئنك على حالة والدك والسبب الثانى أن أعلمك أن لا تقلقى بشأن مصاريف العلاج حيث تم سداد مصاريف العلاج بالكامل
 
فإن والدك كان له عظيم الصنيع معى ولا أبالغ أن قلت أنه مثال يحتذى به، فسألته ابنة الرجل هل تعرف والدى ؟فأجاب بالطبع أعرفه فهل تتذكرى منذ سنوات عديدة كان هناك طفل قام بسرقة دواء من أجل علاج والدته المريضة ووالدك هو الشخص الوحيد الذى راق لحال هذا الطفل وقام بدفع ثمن الدواء إلى صاحب الصيدلية وطلب منك أن تحضرى طعام لهذا الطفل فقالت له معنى ذلك انك انت الطفل الذى تقابلنا معه منذ سنوات فأجاب بالطبع ؟فأجابت ابنة الرجل أنا ممتنة لك كثيراً يا دكتور ولم أجد كلام أقوله لك، فأجاب الطبيب وقال لا تقولى شيء فهذا واجبى وبتحليلنا لتلك القصة فنجد أن الرجل نظر بعين الرأفة لهذا الطفل المسكين فنحن لا نبرر التصرف السيء الذى قام به الطفل حيال الصيدلى ولكن روينا هذه القصة من أجل تسليط الضوء على الشعور بالآخر بدلاً من توجيه اللوم المستمر له فياليتنا نتعلم أن نشعر بمن حولنا حتى نجد من يشعر بنا أيضاً وإذا فعلنا ذلك سوف نكون بالفعل نماذج يحتذى بها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة