فى نسج فنى متقن لحكايات التراث الأصيلة للموروث الشعبى الإماراتى، يشارك مجلس إرثى للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، فى فعاليات الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف النسخة الـ 25 من معرض ساو باولو الدولى للكتاب، ضمن جناح الإمارة فى الحدث خلال الفترة من 3 وحتى 12 أغسطس الحالى.
ويستعرض "إرثى"، بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث، مجموعة من الإبداعات الحرفية، التى تسلط الضوء على القيمة التراثية التى يتمتع بها المجتمع الإماراتى، بما ينسجم مع مساعى المجلس لإحياء الحرف التقليدية وتطويرها وضمان استمراريتها لدى الأجيال الجديدة من خلال العمل مع المنظمات الشريكة لدعم الحرفيات، والارتقاء بهن، وتمكينهن من تطوير منتجاتهن من خلال برامج مبتكرة، لتوفير مصدر دخل مستدام، وتعزيز قدرتهن على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.
عروض حية تنقل الموروث الشعبى للجمهور
وتقدم كل من حرفيات مجلس "إرثى" ومعهد الشارقة للتراث عروضاً حية تعرف زوار المعرض بالحرف الإماراتية التقليدية، مثل "التلى" (الضفائر المنسوجة يدوياً)، و"السفيفة" (جدل سعف النخيل)، ونقش الحناء وصناعة الدمى و"الفروخة" والبرقع، وغيرها، حيث تشارك ست حرفيات من برنامج بدوة للتنمية الاجتماعية التابع لـ"مجلس إرثى"، وخمس حرفيات من مركز الحرف الإماراتية بمعهد الشارقة للتراث، فى صناعة الحرف التقليدية طوال فترة المعرض، أمام الزوار مباشرةً وتعريفهم بالتقنيات الدقيقة المستخدمة فى إنتاجها.
حقيبة إرثى
ويوفر المجلس لزوار المعرض من الصغار واليافعين والمهتمين بالفنون الحرفية أكثر من 500 حقيبة خاصة تتضمن كتيب تعليمات، والمواد الأساسية لصنع "التلى" الإماراتى خطوة بخطوة، منها البكرات، والخيوط، والدبابيس، بالإضافة إلى قطعة من نسيج "السدو" الإماراتى التقليدى.
ريم بن كرم: التراث والفن والجمال رسائل إنسانية
وعن هذه المشاركة لفتت ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، إلى أن حضور إمارة الشارقة فى البرازيل، بإرثها الثقافى والفنى، ينقل رسالة واضحة إلى العالم عن مدى عمق الارتباط الحضارى لدولة الإمارات بالعالم، مؤكدة أن "هذه المشاركة تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى، رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، المؤسس والرئيس الفخرى لمجلس إرثى للحرف المعاصرة، فى مد جسور الحوار مع مختلف الحضارات، والتأكيد على أن التراث والفنّ والجمال جميعها رسائل إنسانية تعزز من حضور الإمارات إقليمياً ودولياً".
وتابعت مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة: "تعكس مشاركة مجلس إرثي في هذا الحدث إيمان مؤسسة نماء في دعم اقتصاد محلي يقدّر المرأة الحرفية ويشجعها على العمل والابتكار، ويصون الإرث الوطنى، كما أن المشاركة تهدف إلى تعريف زوار المعرض بأهم الحرف اليدوية التي يشتهر بها المجتمع الإماراتي لتكون بمثابة جسر نتبادل من خلاله مع مختلف الحضارات والثقافات الأخرى الجمال والمعرفة، بالإضافة إلى تبادل الكتب والقصائد واللوحات الموسيقية، لتكون روابط أساسية وجوهرية لحوار حضاري مع العالم".
كتيب إلكترونى يعرف بالحرف
ويقدم المجلس فى جناحه طيلة أيام المعرض كتيّباً رقميّاً تفاعلياً يعرف بتاريخ الحرف التقليدية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، بأنواعها المختلفة، وطرق صنعها – مثل: "التلى"، و"السفيفة"، ونقش الحناء، وغيرها – ويسلط الضوء على جهود وإنجازات مجلس إرثى للحرف المعاصرة فى تحديث الحرف الإماراتية التقليدية ودمجها بالأزياء والمنتجات والتصاميم المعاصرة عبر مشاريعه المتعددة، كما يبرز الكتيّب حكايات وخلفيات الحرفيات البارعات المشاركات من "مجلس إرثى"، ومعهد الشارقة للتراث.
ورشات صناعة الأقنعة والسلال.. مزج لحضارتين
وينظم المجلس ورشتين فنيتين، تستهدف الأطفال من عمر 6-16 عاماً، لتعريفهم بطرق صناعة الأقنعة البرازيلية ودمج لمسات جمالية إماراتية فيها، في ورشة تمزج ما بين الثقافتين والموروثين الشعبيين، إذ سيتمكن الأطفال عبر مشاركتهم في الورشة من تزيين الأقنعة باستخدام الحرف التقليدية والأقمشة المصنوعة في الإمارات، بالإضافة إلى التعرف على حرفتى "التلى" و"السفيفة" مع حرفيات من الإمارات العربية المتحدة، اللواتى يعرفن الحضور على كيفية الاستفادة من هذه الحرف واستخدامها كعناصر مزيّنة للأقنعة.
وينظم مجلس إرثى للحرف المعاصرة، ورشة فنية خاصة بصناعة السلال، التي تعتبر جزءاً من التراث البرازيلي، تتضمن أهم الطرق والأساليب المبسطة والخاصة بصناعة السلال باستخدام حرفة "السفيفة" التقليدية الإماراتية، التى تقوم على جدل سعف النخيل، ومن ثَم تزيينها، وستقوم الحرفيات الإماراتيات بصناعة السلال، وسيشارك الأطفال بتزيينها بأنفسهم باستخدام الأقمشة والمواد المصنوعة في الإمارات.
حرفيات مبدعات
ويتضمن فريق الحرفيات المشارك فى المعرض من برنامج بدوة للتنمية الاجتماعية، التابع لمجلس إرثى، وهن: عائشة سليمان محمد العبد، وشيخة محمد سعيد شبيب، آمنة على أحمد الظنحانى، وشيخة راشد حسن، وبينة سيف خليفة السريدى، وفاطمة أحمد محمود.
إلى جانب ذلك، تشارك خمس حرفيات من مركز الحرف الإماراتية التابع لمعهد الشارقة للتراث، ويقدمن طيلة المعرض حزمة من المعارف والخبرات اللازمة على صعيد الحرف اليدوية التقليدية، وهن موزة عبدالله بن حظيبة، ناجية حميد سيف المهيرى، موزة راشد خليفة سيفان، شمة عيد بلال الطاير، مريم راشد بن خصيف.
جدير بالذكر
أن مجلس إرثى للحرف المعاصرة يهدف لتفعيل دور المرأة والارتقاء بها، وتعزيز فرص مشاركتها فى مختلف القطاعات الحرفية والفنية من خلال المبادرات وبرامج التطوير الاجتماعي والتدريب المهني، من خلال تمكين ودعم النساء الحرفيات على تطوير أعمالهن وتسويقها، وفتح أسواق جديدة لمنتجاتهن.
كما يهدف المجلس لإحياء الحرف التقليدية وتطويرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى، من خلال العمل مع منظمات شريكة لدعم الحرفيات والمصممات.
تأسس مجلس إرثى للحرف المعاصرة تحت مظلة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، التي تأسست بموجب مرسوم أميري أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتترأسها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة.
ويذكر أن مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة انطلقت فى الشارقة بموجب مرسوم أميرى أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتترأسها قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.
وتركِز مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة على تفعيل دور المرأة، والارتقاء والنهوض به في القطاعات الاقتصادية والمهنية والاجتماعية إلى جانب قطاعات أخرى، باعتبارها مورد بشري مهم لا يمكن الاستغناء عنه في مسيرة التقدم والنماء، وتسعى "نماء" إلى الانتقال من مرحلة دعم المرأة وتمكينها، وضمان المساواة بين الجنسين إلى مرحلة الارتقاء بها ومنحها دورها كعضو فاعل وأساسي في المجتمع، وتمكينها من الوصول إلى أعلى المراتب والمستويات.
وتشجع المؤسسة السياسات والتشريعات الداعمة للمرأة، إلى جانب إطلاق البرامج الفاعلة التي تدعم التكامل بين الجنسين في جميع القطاعات.
يشار إلى أن هناك ثلاث مؤسسات تعمل تحت مظلة نماء، هي: مجلس سيدات أعمال الشارقة، مجلس إرثي للحرف المعاصرة، وأكاديمية بادرى للمعرفة وبناء القدرات، ويتفرع عن هذه المؤسسات العديد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى تفعيل الدور الحقيقي للمرأة في المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة