فى داخل الكيان الإسرائيلى الغاصب، بأغلبيته اليهودية، هناك بعض الأقليات العربية الذين رفضوا الخروج ومغادرة الأرض، هم من يطلق عليهم "عرب 48"، هؤلاء العرب ليسوا فئة واحدة بل عدة طوائف منها الطائفة الدرزية.
ونشرت تقارير إخبارية تظاهرات واسعة شهدتها مدن إسرائيل، مناهضة لقانون القومية اليهودية، وكان المحتجون الذين احتشدوا فى ميدان رابين فى تل أبيب يلوحون بأعلام إسرائيلية ودرزية ويرفعون لافتات تطالب بإلغاء القانون، كما قام وفد من قادة الدروز اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وكذلك مع الرئيس ريئوفين ريفلين، بتأكيد رفض هذا القانون.
وجاء القانون الذى صدق عليه الكنيست الإسرائيلى فى 19 يوليو الماضى، فى 11 بندا يتضمن الزعم بما أسماه "الحق التاريخى لشعب إسرائيل فى أرض إسرائيل" كما أؤكد أن إسرائيل هى دولة الشعب اليهودى، عاصمتها القدس الموحدة ولغتها العبرية، مع إبراز الرموز الدالة الأخرى للشعب اليهودية، وهو ما يعد طمسا للهوية الفلسطينية فى الأراضى المحتلة، وإقصاء للغة العربية ثان اللغات انتشارا فى إسرائيل بعد العبرية.
ويعيش معظم الدروز فى إسرائيل فى الشمال، ويّشكلون نسبة 8% من مجمل السكان العرب فى إسرائيل، ووصلت أعدادهم فى سنة 2012 إلى نحو 130,600 نسمة أى 1.7% من السكان فى إسرائيل، وتضاف إليهم الطائفة الدرزية القاطنة فى هضبة الجولان التى احتلتها إسرائيل فى عام 1967 من سوريا وضمتها فى عام 1981، وهم من المقيمين الدائمين بموجب قانون مرتفعات الجولان، وقد رفضت الأغلبية الساحقة لقبول الجنسية الإسرائيلية الكاملة، واختاروا الاحتفاظ بجنسيتهم السورية والهوية السورية.
تظاهر دروز اسرائيل
وبحسب دراسة بعنوان "الدروز فى الدولة اليهودية: تاريخ موجز" نشرت فى مجلة الدراسات الفلسطينية (العدد 43 لعام 2000)، فإن الصهاينة حاولوا من اللحظات الأولى عزل الدروز عن باقى الطوائف العربية، وذلك لتقديم صورة للعرب مكونة من عرب (طيبين)، وآخرين (أشرار)، وبذلك تحويل الدروز إلى وجهة تبين للعالم بأسره الموقف النبيل الذى كانت الدولة اليهودية الحديثة العهد راغبة فى تبينه تجاه الأقليات غير المعادية داخل أراضيها.
وأوضحت الدراسة كيف انخرطت الأقليات الدورزية فى المجتمع الإسرائيلى سريعا، حيث شارك من بينها نحو 80 دورزيا بالخدمة العسكرية فى وحدة الأقليات فى الجيش الإسرائيلى سنة 1948، بحجة الضائقة المالية.
جنود دروز فى جيش إسرائيل عام 1948
وبحسب الدراسة فإن اليهود يشعر أغلبهم بأنهم جزء من المجتمع الإسرائيلى، وبأن الدولة اليهودية تعترف بوجودهم كطائفة دينية وأقلية عرقية، وتعطى لهم مميزات، حيث شجعت الدولة الإسرائيلية منذ البداية على فصل الهوية الدوزرية، وعزلها عن المجتمع المسلم واعتبار الدوزية ديانة مستقلة، ويتم تصنيفهم كمجموعة عرقية ودينية مميزة فى سجلات وزارة الداخلية فى الكيان الصهيونى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة