بين المعاناة و"نص الكوباية المليان".. اللى ماتعرفوش عن تجربة الأمومة لتوأم

السبت، 04 أغسطس 2018 10:00 م
بين المعاناة و"نص الكوباية المليان".. اللى ماتعرفوش عن تجربة الأمومة لتوأم أم توأم
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بنظرة حالمة تطالع الفتاة تلك الصورة لرضيعين توأم، ابتسامتهما ساحرة ونظرتهما طريق مختصر للجنة وتحلم لو تكون أمًّا لتوأم مثلهما يومًا ما. تفكر بمزايا هذه المنحة الكبيرة، ستخوض تجربة الحمل والولادة مرة واحدة بينما تحظى بطفلين، وسيكون لديها الكثير من الحب والكثير من البهجة، فضلاً عن الانبهار المستمر بمتابعة نسختين متطابقتين يكبران أمامها.
 
كل هذه الأحلام والصور الوردية راودت غالبية الفتيات فى مرحلة عمرية ما، ولكن القليلات منهن من نالت هذه المنحة، وتعرفت أيضًا على وجهها الآخر وصارت فى قلب المعاناة التى لا تعرفها إلا أم التوأم.
 

مى تحظى بتوأم بعد 5 سنوات دون إنجاب.. الرضاعة أسوأ مشاكلها والميزة: تجربة دمها خفيف

طوال السنوات الخمس الأولى من زواجها كانت "مى نجم الدين" المهندسة الشابة تعيش حياتها "بالطول والعرض" كما تقول "كنت مهندسة معمارية الصبح وبعد الظهر صحفية ومعدة، وبالليل بروح مع أصحابى أى حفلة أو كافيه وعايشة حياتى. قعدت 5 سنين من غير إنجاب لكن كان ليا أنشطة كثيرة، فتحت حضانة خاصة لمدة سنتين واشتركت فى ورشة إيقاع وورشة مسرح تفاعلى وهيصت، لحد ما قررت أقف حبة وأشوف موضوع الخلفة دا".
 
من أجل الإنجاب تطلب الأمر من مى الخضوع لعملية حقن مجهرى، وبالفعل نجحت العملية وأنجبت طفليها وتقول "عرفنا إنهم توأم فى أول سونار. الدكتور قال مش عارف الخبر دا هيبسطك ولا هيخضك بس أنا قدامى اتنين أجنة. وطبعًا ماكنتش عارفة حاجة وكنت فاكرة إن التوأم دى أحلى حاجة فى الدنيا وفرحت".
 
بمشاعر متضاربة خاضت "مى" تجربة الحمل وتقول لـ"اليوم السابع": "كانت مشاعرى مختلفة بين ملل وقلق وحماس. كنت فى الأول نفسى أجيب بنتين وبدأت أستعد بألوان بينك وفراشات والجو دا لحد ما اتصدمت بإنهم ولدين. جالى دوار خفيف كده لما أدركت إن البيت هيبقى فيه 3 رجالة بس عديت الموضوع".
 
فى الشهور الأولى للحمل حذرها طبيبها من الحركة لأنها خطر على الأجنة، فقررت أن تعود من جديد إلى هوايتها القديمة وبدأت تصمم الإكسسوارات اليدوية فى المنزل وتضيف "فى الشهر الرابع رجعت شغلى تانى، رجعت للصحافة وحضرت ورشة تحريك عرايس ماريونيت وورشة رقص هندى".
 
أنجبت "مى" توأمها فى يوليو 2013 وتقول "الولادة كانت قيصرى طبعًا. أول 3 شهور كانوا الأسوأ على الإطلاق، كان حجمهم أصغر من اللازم، وكان عندهم صفرا على خفيف، وبدأ كابوس الرضاعة الطبيعية اللى أنا من أنصارها جدًا لكن للأسف الموضوع كان صعب واضطرينا نديهم لبن صناعى".
 
التجربة لم تكن سهلة ولكن مى كانت قادرة على إدارتها إلا أن أكثر ما أزعجها هو "الفتى بتاع الناس. كل حد يزورنى كان بيدينى إرشادات عشان أعرف أرضع الأولاد، وطبعًا ما كنتش بعرف فكانوا يعيطوا وأنا أعيط ونبهدل الدنيا".
 
ترى "مى" أن "أم التوأم بتتعذب ضعف أم الطفل الواحد لأن التوأم بيسلمونا لبعض، يعنى دا ينام التانى يصحى، رضعتين ببورنتين طول الوقت، ليل نهار مغات وحلاوة وحلبة لحد ما استويت على امل إنى أرضع.
 
أما المرض بقى حاجة تانية بتعانى منها ام التوأم، لازم الدور يعدى على الاثنين، فببقى عاملة حسابى إن البيت فى حالة طوارئ لان التوأم عيانين".
 
تطلب الأمر الكثير من المجهود والوقت حتى أصبحت "مى" قادرة على إدارة حياتها بنجاح فى وجود التوأم والآن هى قادرة على رؤية الجانب الإيجابى للتجربة "الطفل الوحيد بيبقى زنان أو انطوائى ومتدلع أوى، لكن التوأم بيكونوا مسليين وبيتعودوا يلعبوا مع بعض فممكن أسيبهم مع بعض فى الأوضة وأعمل حاجة فى المطبخ أو أخلص شغل عندى. التجربة عمومًا دمها خفيف وملهمة جدًا، لأن التوأم بالذات طول الوقت ليهم مواقف وطرائف. التوأم يعنى عفرتة ودى من الحاجات الصحية جدًا للأطفال، قريت كمان إن التوأم بيكونوا أقل عرضة للاضطرابات النفسية خاصة لما يدخلوا الحضانة أو المدرسة لأنهم بيقووا بعض ووجودهم مع بعض بيطمنهم".
 
رؤيتها للجانب الإيجابى من التجربة دفعت "مى" إلى توثيقها وتقول "من وقت للتانى بكتب حكاياتى مع توأمى فى موقع على الإنترنت، والناس حبوا مغامرتنا فعملوها سلسلة بعنوان "حكايات أم الأولاد".
 

هند: التجربة صعبة لدرجة إنى قلت توبة 

"مافيش نوم، مافيش حمام، مافيش أكل، مفيش أى حاجة خالص" هكذا أجابت "هند نبيل" الأم لتوأم على السؤال الذى جاء تمامًا على الجرح، وتقول لـ"اليوم السابع": "ما استمتعتش بالحمل ولا التربية ولا الأمومة، لدرجة إنى كنت بموت ومش لاقية حد يموتنى وأخدت 12 كيس دم". وبشكل موجز تحكى "لو هتكلم عن المعاناة كفاية أقول إنى عمرى ما هعملها تانى. ولادى دلوقتى ماشيين فى 6 سنين وحقيقى تبت وندمت على ما فعلت. أنا فاكرة كويس لما كانوا بيتعبوا مع بعض، جاتلهم مرة نزلة معوية وماحدش معايا فى الشقة. شايلة الاثنين وبيرجعوا فى حجرى ولو حد شالهم عنى ساعة واحدة ونمت بصحى أعيط حرفيًا من الفرحة، مش مصدقة إنى نمت ساعة واحدة". أما الميزة الوحيدة للتجربة فى رأى هند فهى "إنى خلصت مرة واحدة. غير كدة مافيش أى مميزات".
 

رحاب: الواقع طلع أسوأ بكتير من اللى توقعته

أما "رحاب عادل" الأم لتوأمين غير متطابقين فتحكى لـ"اليوم السابع": "حملى كان كويس ماكانش عندى مشاكل، لكن القلق كان هو أسوأ مشكلة. كنت دايمًا قلقانة بين كل زيارة للدكتور، وخاصة بعد ما بدأت حركة الجنين وما بقتش عارفة مين فيهم اللى بيتحرك، واللى بيتحرك واحد بس ولا الاثنين. بعدها بدأ تعب إن الاثنين ضغطهم كبير عليا ومش قادرة أستحمله ومش عارفة حتى أنام لأن هما ضاغطين على نفسى، ومش عارفة أكل. وكل ما وزنهم يزيد كانت الحركة بتبقى شبه مستحيلة. 
 
أما بقى قلق الولادة فكان موضوع تانى، كنت طول الوقت بفكر يا ترى هولد بلدرى، طب يارب أكمل شوية فى التاسع يارب بلاش حضانات".
 
بعد كل هذا القلق رحبت أخيرًا بطفليها "عاليا وعمر" وتقول "قبل الولادة ماكنتش بفكر فى حاجة غير إنى نفسى أولد بقى عشان أرتاح، وكنت متخيلة إن ممكن حد يشيل معايا بدل ما أنا شايلة كله كده لوحدى وأنا حامل، لكن لقيت الواقع أسوأ بكتير"، وتوضح: "من أول يوم بعد الولادة بدأ الزن، الاثنين بيعيطوا مع بعض ومش راضيين يسكتوا، وبيجوعوا مع بعض وبيعملوا حمام مع بعض وممكن حد يبقى نايم عياط التانى يصحيه وممكن ابقى نفسى انام بس فيهم حد صاحى، حتى الرضاعة ما قدرتش أرضع طبيعى وكنت بعيط عشان مش حاسة إنى زى كل الامهات ولا حتى عارفه اديهم حقهم فى الدلع وفى الحضن والنوم. لازم واحد جنبى وواحد ف سرير تانى. طبعا حماتى ساعدتنى كتير فيهم أول 6 شهور لكن كان فى الغالب لازم اقصر فى حق حد فيهم. 
 
وبدأنا نكبر بعد كده وبدأت أعمل نظام للنوم والأكل الجمدلله اتعودوا بس اتنقلنا فى مرحلة ثانيه التسنين والمقارنة بين الاثنين، ده مشى ودى لا دا سنن ودى لا. إحساس مرهق جدا إن كل حاجه تضربيها فى اثنين نوم أكل حموم كل حاجة وطبعا الخروج شبه مستحيل بيهم".
 
إلا أن الجانب المشرق للتجربة كان من جهة فى الدعم الذى تلقته "رحاب" من زوجها وتقول "كان من أول الحمل دايمًا جنبى، بيعمل كل حاجة علشانى، الأكل والشقة وكل حاجة واستحمل معايا كتير من زنهم وعياطهم وتعبهم ودايمًا كان بيطمننى. عشان كده عايزة أشكره على كل حاجة حلوة عملها لينا. وأقوله شكرًا لتقديرك لمجهودى معاهم"، ومن جهة أخرى فى جرعة الحب المضاعفة من التوأم "حضنين بيترمو فى حضنك، بوستين، كلمتين ماما، ضحكتين حلوين".
 

حسناء: محتاجين مجتمع لدعم أمهات التوأم

الكثير من الأسئلة الحائرة تدور بعقل "حسناء مدنى" التى دخلت تجربة الأمومة للمرة الأولى بتوأم أنجبته قبل عدة أشهر وتقول لـ"اليوم السابع": فى حاجات كتير تحير فى التوائم، لما يعيطوا سوا أعمل إيه؟ إزاى أظبط نومهم؟ يا ترى أنيمهم سوا ولا بعيد عن بعض؟ إزاى أنظم أكلهم؟ إزاى الأم لتوأم بترتب للخروج بيهم هل لازم حد معاها؟ ولا ممكن ترتب لوحدها؟ المقارنة بينهم فى معدل النوم والأكل وامتى ينتبهوا لوجود بعض ونموهم ومهاراتهم. عندى أسئلة كتيرة جدًا وللأسف مافيش أى مجتمع يضم أمهات التوأم ويساعدهم ينقلوا خبرتهم لبعض لأن الموضوع كبير. فى 100 سؤال فى دماغ الأم وبتدور على النت وتلاقى آلاف الإجابات ومش كل حاجة بينفع تسأل الدكتور عنها، بالتالى الأمهات اللى مروا بنفس التجربة هم أفضل حد ينقل الخبرة الحقيقية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة