تحولت دار رعاية البنين بالزقازيق والتى تم تطويرها قبل عدة أشهر بتكلفة 16 مليون جنيه، بغرض تقديم رعاية جيدة للأطفال طبقا للمواصفات للعالمية برامج "أطفال بلا مأوى"، إلى مستنقع فساد وإهمال وإهدار للمال العام، بسبب ضعف الرقابة من قبل مديرية التضامن، الأمر الذى يهدد 97 طفلا يتيم نقلوا إليها مؤخرًا من أحد دور الرعاية ونتج عنها وفاة أحدهم قبل ثلاثة أيام.
ورصد "اليوم السابع" حالة الإهمال التى ألت إليها الدار من تكسير فى دورات المياه وصالات الطعام، وتدنى مستوى النظافة العامة، فضلا عن إغلاق صالات الألعاب والمكتبة وحرمان الأطفال من الأنشطة وكذلك ورش تنمية المهارات.
وكشف عدد من الأطفال نزلاء الدار لـ"اليوم السابع" الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، تحسبا لتعرضهم للاضطهاد من قبل المسئولين، إنهم يعانون من تدنى مستوى النظافة العامة بالمبانى وسوء حالة عنابر النوم وانتشار الروائح الكريهة، وكذلك عدم النظافة المطبخ سوء طعم الطعام، قائلين: "الأكل هنا القطط تقرف تاكله"، موضحين أن ذلك دفعهم لمنع الطباخ من دخول المطبخ وتولية المهمة لواحد منهم هو الذى يقوم بطبخ الأكل وتسويته جيدًا.
وأشار النزلاء الذين نقلوا للدار قبل شهر، بعد قرار النيابة بغلق الدار التى كانوا يقيمون فيها بالعاشر من رمضان لوجود مخالفات جسيمة، أن دار رعاية البنين بالزقازيق بها عدد من الأطفال المسجونين "أحداث"، وأنهم منذ نقلهم للزقازيق ويوجد مشاحنات بينا وبينهم، لدرجة أنه شبت مشاجرة بين اثنين من الطرفين أسفرت عن إصابة طفل يتيم بجرح فى الأنف، معربين عن تخوفهم من استمرار تلك المشاحنات التى قد تؤدى إلى وقوع جريمة، أو تغير فى سلوكيات الأيتام نتيجة اختلاطهم بالأحداث.
وحول ممارسة الأنشطة، قال الأطفال النزلاء إنهم منذ نقلهم لدار لم يمارسون أى نشاط رياضى أو فنى ولا يعلمون أنه توجد صالات للألعاب أو مكتبة بالدار، كما أن الورش مغلقة، وأنهم فقد يلعبون الكرة بالملعب.
وحاول "اليوم السابع" التواصل مع ميرفت فهمى مدير التضامن الاجتماعى بالشرقية، للتعليق على تردى حالة الدار، إلا أنها رفضت الإدلاء بأى تصريح صحفى، بحجة أنها تعليمات الوزارة، وضرورة الحصول على أذن كتابى منها للرد.
فيما أكد اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، لـ"اليوم السابع"، أنه شكل لجنة تحقيق فى مع مسئولى الدار والتضامن، فى ملابسات وفاة الطفل مصطفى عبدالله 16 سنة، والإهمال الذى تسبب فى وقوع الحادث والتقصير فى رعاية الأطفال.
كانت شهدت الدار حادث مأساوى الجمعة الماضية، إثر خروج ثلاثة من الأطفال للتنزة، قام أحدهم ويدعى مصطفى عبدالله 16 سنة، بالنزول للاستحمام بترعة بحر مويس فغرق بسبب شدة التيار.
ويشار لأن دار رعاية البنين، كانت تمت افتتاحها بعد التطوير مطلع يناير الماضى بتكلفة 16 مليون جنيه لتقديم رعاية جيدة للأطفال المقيمين بالدار وذلك فى إطار برتوكول التعاون المشترك بين وزارة التضامن الاجتماعى وصندوق تحيا مصر، ضمن برنامج "حماية الأطفال بلا مأوى".
وشملت أعمال التطوير رفع كفاءة المبنى القديم وإنشاء مبنى جديد لرعاية الأطفال بلا مأوى وإنشاء ملعب خماسى ومسجد وأربع ورش حرفيه " كهرباء – أجهزة إلكترونية – ميكانيك قوة – ميكانيك إنتاج "، كمنحة من المصرية للاتصالات لتعليم الأطفال الحرف المختلفة لتخريج فرد قادر على العمل والعطاء بما ينعكس على حياته اليومية والمعيشية بشكل جيد والمبنى يستوعب 200 طفل بلا مأوى ويستهدف الفئة العمرية من 11 عام إلى 18 عام ويضم غرفة لذوى الاحتياجات الخاصة وغرفة طبيب وأخصائى نفسى و2 مخزن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة