منذ جريمة القتل الأولى لم يتوقف الاندهاش فى العالم، رغم أن والدهما نبى وأول البشر، وربما يكون سر الاندهاش فى عجز المنجزات البشرية الهائلة عبر آلاف السنين فى التوصل لحقيقة «الروح» التى تمنح الكائنات الحياة والمشاعر المتناقضة: من الحب الحانى عند البقرة التى ترفع قدميها عن صغيرها رغم بهيميتها، وحتى الكراهية التى تجعل الأم تقتل أبناءها وتجلس لتشرب القهوة استمتاعًا بمشهد الدماء ، هذا الاندهاش لن ينتهى إلا بنهاية البشر، لذلك لا داعى لكى نحمل المجتمع والناس وظروف الحياة تهما ليسوا متورطين فيها إلا بقدر صراعهم على البقاء، وأخبرتنا التجارب أن بعض الجرائم تأتى فى نوبات الغضب أو لحظات اليأس، وهو ما لا يستطيع علم الاجتماع احتواءه بالدراسة أو النصائح، لذا فلا شىء سيكبح الغضب أو يمنع اليأس سوى ثقة الناس فى القانون وخوفهم من إنفاذه بصرامة وحيادية، وما دون ذلك مجرد مطاردة لمجتمع مثالى لن تجده إلا فى قصص الأطفال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة