لا يعرفون سوى الترحال رفيقًا لدربهم، منذ نعومة أظافرهم يتنقلون بين المحافظات بما لديهم من أغنام وماشية، لا يلبثون فى مكان إلا أيامًا معدودة تارة، ويستقرون فى الخيام وسط الصحراء لفترة طويلة تارة أخرى، "عرب الرحالة"، فى مصر، خاصة فى محافظة البحيرة، حيث أتوا إليها سيرًا على الأقدام بحثًا عن الرزق، والمكان المأهول لتأكل منه ما لديهم من ماشية.
"اليوم السابع"، دخلت لكواليس حياتهم، وقضت يومًا معهم منذ استيقاظهم فى الساعات الأولى للصباح، فتبدأ الأم والفتيات فى حلب الماشية، والبدء فى تحضير الطعام المعدة مكوناته بالكامل من صنع أياديهن، فيتجمعون حول مائدة أطباقها بسيطة المحتوى، ولكنها بالنسبة لهم أشهى من أكثر الموائد ترفًا فى أى مكان آخر.
الأطفال يلهون فى كل مكان، ملامحهم واحدة بالعيون الملونة، والشعر ذهبى اللون الذى بصم عليه غبار اللعب فى الصحراء طوال اليوم، حالة من البهجة تعم مكان تواجدهم، وحياة بسيطة يحيونها طامحين بأن يروا تلك أطفالهم أفضل منهم فى المستقبل.
فثمة وجوه بسيطة تقابلها تعطيك دروسًا فى الرضا، والتمسك بالسعادة، وسكون النفس مهما كانت الأحوال، فهؤلاء العرب الرحالة الذين تتسم حياتهم بالبساطة رفعوا شعار "الدنيا لو جارحة لونها لون فرحة"، كما تغنى المطرب محمد منير فى أحد أغانيه الشهيرة، فبالفعل هم يقومون بذلك دون شعور منهم، ولكنها فرحة نابعة من تلك النفوس الطيبة، التى تشابهت فيها وجوه الأطفال والصغار دليل على النقاء والتمسك بالفرحة فى أبسط صورها.
كاميرا "اليوم السابع" رسمت الضحكة على وجوههم، وقضت معهم يومًا فريدًا من نوعه، فرأت الطريقة البسيطة التي يعيشون فيها، وتنقلهم المستمر بين محافظات الوجه البحر، بالطبع أنها رحلة شاقة، ولكنهم يعبرونها بسلام بترابطهم الذى فاضت به اللقطات، وتوزيع المهام بينهم فى تعاون وعطاء بلا حدود، وبتلك النفوس النقية التى لن تقابلها كثيرًا فى الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة