هل تهمة الاشتباه في القتل كافية لتصل بشخص إلي الإعدام ؟.. نعم، فمثل هذا الاشتباه كان كافياً لوصول "جورج ستايني" البالغ من العمر 14 عاماً فقط إلي كرسى الإعدام في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن العشرين ليعد جورج هو أصغر شخص تم إعدامه في أمريكا.
وربما كان للون البشرة عاملا نظراً لاضطهاد أصحاب البشرة السمراء وانتشار العنصرية في ذلك الوقت في أمريكا، ففي عام 1944 تم اتهام جورج صاحب البشرة السمراء بالاشتباه في قتل فتاتين من أصحاب البشرة البيضاء وهم الطفلة بيتي بينيكر – 11 عاماً- والطفلة ماري ثايمز – 8 أعوام- وذلك في إحدي مقاطعات ولاية كارولينا الجنوبية.
ففي مارس 1944، كانت الفتاتان تركبان دراجتهما لقطف بعض الورود، ومروا بالمنزل الذي يقطن به جورج وأخته وتوقفوا لسؤالهم عن نوع من الزهور يبحثان عنه، وعندما اختفت الفتاتان ولم يعاودا الرجوع لمنزلهما، نظم المئات من المتطوعين فرق بحثية عنهما ليجدوا جثث الفتاتين في اليوم التالي في حفرة مليئة بالمياة والوحل ومصابتين بجروح عديدة في الرأس، ليتم بعدها القبض علي جورج والتحقيق معه في غرفة مغلقة من قبل ضباط ذو بشرة بيضاء فقط وبدون أي شهود أو محامي متواجد مع المتهم، ليتم الإعلان بعد ساعة فقط من التحقيقات أن جورج اعترف بالجريمة.
وحسب ما كتب عن القضية فإنه لم يكن هناك اعتراف مكتوب للمتهم ولم يكن هناك سوي بعض الملاحظات لنائب حضر التحقيق وأن الضباط عرضوا علي جورج الآيس كريم في مقابل اعترافه بالجريمة وقيل في الاعتراف إن جورج أراد أن يمارس الجنس مع بيتي ولم يستطع فعل ذلك لوجود ماري معها فقرر التخلص من ماري، وعندما حاول فعل ذلك قاومته الفتاتان فتخلص منهما بآلة حديدية كبيرة وجدت في منطقة اكتشاف جثة الفتاتان.
وبالرغم من أن وزن المتهم كان يبلغ 40 كيلوجرام فقط، لكنه وفقاً لتقرير الشرطة فإن المتهم قتل الفتاتين في وقت واحد محطما رأس كل منهما إلي أربع أو خمس أجزاء علي الأقل، وفي اليوم التالي للتحقيق وجهت إلى جورج تهمة القتل من الدرجة الأولى، ونقل إلي سجن في بلده أخري نظراً للتوتر العرقي والسياسي الذي أحدثته الواقعة ما بين غضب عارم من العنصرية وبين تهديد أهالي البلدة باقتحام السجن لإعدامه.
وبعد شهر واحد فقط من جريمة القتل بدأت محاكمة جورج وعينت المحكمة محامي له صغير السن الذي لم يقم باستجواب الشهود وبني دفاعه علي أن جورج كان أصغر من أن يتحمل المسؤولية عن الجرائم ولكن القانون في ولاية كارولينا الجنوبية في ذلك الوقت كان يعتبر أي شخص فوق سن الرابعة عشرة كشخص بالغ، وتمت إدانة جورج وحكم عليه بالإعدام في الكرسي الكهربائي الذي كان كبيرا جدا بالنسبة لحجمه وتم تنفيذ الحكم في يونيو من نفس العام ولم يكن لدي عائلة جورج الأموال الكافية ليتقدموا بالطعن علي الحكم بعد فصل الأب من عمله بسبب الجريمة وإجبار الأسرة كلها علي مغادرة المدينة.
ولا يزال اتهام جورج ستايني ومحاكمته القضائية التي أدت لإعدامه مثيرة للجدل ومحلاً للشكوك لتعرضه لحملة عنصرية ولأنه لم يتح له الدفاع عن نفسه ولم يمنح الفرصة حتى بأن يحظي بمحام في التحقيقات وفقدانه حق الاستئناف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة