عاد قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لترجمة أفكاره عن احتواء شباب الكنيسة ونقلها من الحلم إلى العمل، من التخطيط إلى التنفيذ، ومن التنظير إلى الفعل، بعدما افتتح مساء أمس ملتقى الشباب العالمى للكنيسة القبطية بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، واستعاد البابا تواضروس ابتسامته ربما للمرة الأولى أمام الكاميرات بعد حادث اغتيال الأنبا ابيفانيوس، إذ حمل الملتقى شعار "الفرح".
البابا تواضروس مع الأساقفة
فى حفل افتتاح وصف بالمبهر، تحولت ساحة دير الأنبا بيشوى إلى مسرح عملاق، واكتست أرضياته الأثرية بالسجاد الأحمر، وأضاءت قبابه القديمة ليضئ العين كما أضاء بصلواته قلوب الأقباط منذ تأسيسه فى قرون الرهبنة الأولى، بينما كان البابا تواضروس يتفقد الاستعدادات للملتقى بنفسه، ويلتقط صورًا مع الشباب المشاركين وبلغ عددهم 200 شاب وشابة من مختلف إيبراشيات الكنيسة القبطية فى مصر والمهجر.
دير الانبا بيشوي
الشباب يستقبلون المشاركين
قبل انطلاق الملتقى الذى يستمر حتى الأسبوع المقبل، بدأ المركز الإعلامى للكنيسة الترويج لملتقى تم الإعداد له منذ شهور تحت إشراف المقر الباباوى وربما بمبادرة شخصية من البابا تواضروس الذى سبق له وأن أطلق مشروعًا يحمل اسم "برنامج البابا تواضروس لتدريب ألف معلم كنسى" استهدف من خلاله الشباب بالأساس.
كيف حضرت الكاتدرائية لملتقى الشباب العالمى؟
على مدار العاميين الماضيين، وتحديدًا فى مقره الباباوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، الذى يقضى فيه البابا تواضروس ما يقرب من ثلاثة أيام أسبوعيًا، كان البطريرك يحرص على استقبال رحلات الكنائس القادمة من المهجر، يلتقط صورًا تذكارية مع شباب الكنيسة ويتواصل معهم فيما يخص الخدمة الكنسية وعلاقتهم بالوطن الأم وتلك الأسئلة التى يبادر بها شباب من أصول مصرية فى مجتمعات غربية ويجيب عنها بلطف وبساطة، الأمر الذى دفع الكنيسة للتفكير فى تحويل هذا الجهد إلى ملتقى منظم يجمع هؤلاء الشباب معًا، فى قلب أحد أهم الأديرة القبطية، ليفوزوا بنعمة الصلاة وفضيلة التواصل وأثر الحوار.
لا ينحصر برنامج الملتقى فى أسوار دير الأنبا بيشوى، بل يمتد ليشمل زيارات ثقافية وسياحية فى مدن القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية ووادى النطرون، مثلما يؤكد القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية.
لماذا غابت أسقفية الشباب عن ملتقى الشباب العالمى بدير الأنبا بيشوى؟
أدار القس رافائيل ثروت كاهن الكنيسة القبطية بفم الخليج، أعمال التحضيرات لهذا الحدث الضخم الذى غاب عنه الأنبا موسى أسقف الشباب،بل وأسقفية الشباب بالكامل، وفضل الأسقف حضور مؤتمر شباب أوروبا الثامن عشر الذى تستضيفه اليونان، ويشرف عليه الأنبا بافلوس أسقف اليونان إذ تعمل أسقفية الشباب على التحضير له منذ وقت طويل، فى الوقت الذى كانت القنوات القبطية تذيع إعلاناته وتحضيراته منذ شهور، داعية كافة الشباب للمشاركة فيه، على طريقة الرحلات الكنسية التى تجمع شباب الكنائس.
"العودة للجذور"..وزارة الهجرة تستكمل جهودها بعد ضربة البداية بالإسكندرية
فى أبريل الماضى، وعقب الاحتفال بأعياد القيامة، استعادت مدينة الإسكندرية بعضا من سكانها القدامى، نظمت وزارة الهجرة والمصريين فى الخارج، وبالتعاون مع الكنائس مؤتمر يحمل اسم "العودة للجذور"، استعاد فيه اليونانيون والقبارصة ذكرياتهم مع مدينة الإسكندرية التى ولدوا وعاشوا فيها حتى غادروها لأسباب سياسية مختلفة وفى فترات متعاقبة، كان أبرزها ما بعد ثورة يوليو 1952.
من العنوان نفسه "العودة للجذور" كررت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة تلك التجربة مع الكنيسة القبطية التى تحرص على حضور كافة فعاليتها، ونسقت معها لهذا الحدث الضخم الذى استعاد فيه الأجيال الثانية والثالثة من المهاجرين الأقباط المصريين جذورهم وعادوا لزيارة وطن أجدادهم.
كيف تم اختيار المشاركين فى ملتقى شباب الكنيسة؟
البابا تواضروس وشباب المهجر الشمامسة
فى مداخلة تليفزيونية على إحدى القنوات القبطية، كشف قداسة البابا تواضروس الثانى عن الطريقة التى تم بها اختيار الشباب المشاركين فى الملتقى، إذ فضل البطريرك أن يطلق عليه "ملتقى" وليس مؤتمر لأن اللقاء هو هدفه الأساسى بعدما جمع شباب من خمس قارات فى العالم هي أمريكا وكندا واستراليا وأفريقيا وآسيا، و بدأت الدعوة له من نوفمبر الماضى وتم تشكيل لجان الإعداد والتحضير، على أن يستمر ثمانية أيام، حيث رأى البابا إن الكنيسة اتسعت بشكل غير مسبوق وصار لديها ما يقرب من 30 ايبراشية خارج مصر، ومن ثم بات التواصل مع الشباب القبطى فى الخارج ضرورة ملحة.
عمدت الكنيسة على اختيار المشاركين واشترطت أن يكون عمر المشارك ما بين الـ 22 وحتى 28 عامًا، وأن يجيد العربية أو يحسن التواصل بها على الأقل، أو اللغة الإنجليزية كحل بديل.
من حفل الافتتاح
رشحت الإيبراشيات القديمة فى المهجر ستة مشاركين نصفهم بنات ونصفهم ذكور، أما الإيبراشيات حديثة النشأة فرشحت شابين للمشاركة، بينما رشحت الإيبراشيات التى تأسست ما بين هذا وذلك 4 شباب وبنات.
أطلقت الكاتدرائية تطبيق إلكترونى "إبلكيشن" للمشاركين، لكى تسهل التواصل معهم فيما يخص الملتقى وبرنامجه، وبلغ العدد النهائى لهم 120 شابا وشابة من خارج مصر، و80 من داخل مصر نصفهم من مجموعات الخدمة والتحضير، مع حضور أب كاهن يخدم الشباب من كل قارة ليمثلهم فى هذا المؤتمر.
جدد البابا تواضروس في حديثه تقديره لأهمية الشباب ودورهم، مع التشديد على إن زيارة الكنيسة الأم والارتباط بها، وتبادل الخبرات والتعارف والمشاركة فى حل المشكلات والتواصل من أهم أهداف هذا الملتقى.
هل سيصبح الملتقى مناسبة سنوية لتجميع شباب الكنيسة؟
البابا فى الافتتاح
لم يحسم البابا ما إذا كان هذا الملتقى حدثًا سنويًا أم لا منتظرًا نتائج الدورة الأولى، ولكنه أشار إلى إن كنيسته تفكر فى استضافة الملتقى كل عامين، وقال:سنعمل على تقييم الملتقى ونقرر بعدها، ولكن هدفنا الأساسي من هذا اللقاء هو نشر الفرح والأمل حتى إن الملتقى يحمل شعار "joy" أو فرح، متمنيًا أن ينقل شباب الكنيسة هذا الفرح والأمل والرجاء للمجتمعات التى يعيشون فيها، وكأنهم صورة كنيستهم ووطنهم بالخارج.
البابا مع اساقفة الكنيسة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة