كشفت مصادر كنسية، أن لجنة شئون الأديرة والرهبنة برئاسة الأنبا دانيال الأنبا بولا قد رفعت تقريرها إلى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا دانيال أسقف المعادى وسكرتير المجمع المقدس، من أجل تجريد الراهب "فلتاؤس المقارى" رسميا من رهبنته وإعادته لاسمه العلمانى ريمون رسمى منصور البالغ من العمر 33 عاما بعد اعترافه بالاشتراك مع "وائل سعد تواضروس" أو إشعياء المقارى سابقًا، فى ارتكاب جريمة مقتل الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار نهاية يوليو الماضى بمقر الدير، على أن يتم نقل الراهب فلتاؤس المقارى، إلى عنبر المحبوسين بمستشفى القصر العينى بناء على رغبة الأجهزة الأمنية، حيث يرقد حاليًا بمستشفى الأنجلو أمريكان بالزمالك يتلقى العلاج أثر محاولته الانتحار بوسيلتين هما قطع الشريان والقفز من الدور الرابع أعلى مبنى عيادة الدير الأمر الذى تسبب له فى كسر بأحد فقرات العمود الفقرى والحوض والساقين.
وأشار المصدر، الذى رفض الإفصاح عن اسمه، أن الاجتماع المقبل سيشهد التشاور على قرارات جديدة تخص الرهبان والأديرة القبطية لاسيما دير أبو مقار مسرح جريمة مقتل الأنبا ابيفانيوس، لافتًا إلى أن البابا تواضروس يفكر فى تكليف الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان برئاسة الدير فى الفترة المقبلة بعد أن كان الاتجاه السائد هو إدارة الدير عبر لجنة باباوية، حيث زار الأنبا مقار الدير الأسبوع الماضى وتفقده فى صمت وأطلع على بعض الأوراق دون أن يلتقى بأى من رهبان الدير.
وقال المصدر، إن البابا تواضروس استقر على نقل ما يقرب من 25 راهبا من الدير إلى أديرة أخرى، وهم الرهبان المصطلح على تسميتهم بالشنوديين إذ تمت رسامتهم فى أعقاب وفاة القمص متى المسكين، وإعادة الدير لتبعية الكنيسة القبطية إداريًا بعدما كان يتمتع باستقلال إدارى أيام القمص الراحل، وعمل البابا شنودة على رسامة دفعتين من الرهبان داخل الدير، ارتدوا القلنسوة السريانية التى حملها البابا الراحل أثناء زيارته التاريخية للدير عام 2009 وهى الزيارة التى أراد منها تمييز التابعين له فى الدير باستخدام القلنسوة أو الزى الرهبان حيث كان رهبان أبو مقار يرتدون قلنسوات قبطية وليس القلنسوة المشقوقة التى حملها البابا شنودة معه فى تلك الزيارة.
ولفت المصدر، إلى أن الأنبا مقار يتمتع بقبول ومحبة الآباء رهبان الدير من المتاويين أو تلاميذ متى المسكين إذ كان أقرب الأساقفة إلى أفكار الأنبا ابيفانيوس الراحل وكانا يدرسا معًا فى كلية اللاهوت الإنجيلية، ولديهما مواقف مشتركة تتعلق بالنظر إلى العلاقة مع الكنائس الأخرى، ومن ثم فإن رسامته لن تتسبب فى غضب الرهبان بالدير، بالإضافة إلى أن تجربة رسامة أسقف للدير من بين رهبانه قد باءت بالفشل بعدما جرى للأنبا ابيفانيوس، مما دفع الكنيسة للجوء لتلك الخطة البديلة.
وشدد المصدر، على أن البابا تواضروس الثانى أوصى رئيس الدير الذى ينتمى له الراهب شقيق إشعياء المقارى المتهم بقتل الأنبا ابيفانيوس بعدم المساس به أو بخدمته فى الدير، حيث يخدم كراهب بأحد أديرة الصعيد وقد التقاه البابا فى دير الأنبا بيشوى منذ أيام.
كان البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قد أجرى اتصالًا تليفونيًا بوالدة وائل سعد تواضروس (الراهب إشعياء المقارى سابقًا) حيث اطمأن عليها وأكد لها على حرصه واهتمامه بكل أحوالها.
من جانبها أعربت "الأم" عن امتنانها لقداسة البابا ولفتته الأبوية الكريمة التى قدمها باتصاله بها والاطمئنان عليها.
يذكر أن اللجنة المجمعية لشئون الرهبنة والأديرة قد أصدرت قرارًا صَدَّق عليه قداسة البابا يوم 5 أغسطس الجارى بتجريد الراهب إشعياء المقارى وعودته إلى اسمه العلمانى وهو وائل سعد تاوضروس مع حَثِّه على التوبة وإصلاح حياته من أجل خلاصه وأبديته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة