يمكن للشخص تمييز ما بين 5000 إلى 10000 نوع رائحة على مدار حياته، حيث تعتبر حاسة الشم من أهم الحواس لدى الإنسان والتى ترتبط بالحواس الأخرى، وتتعدى كونها مجرد حاسة، بل تصل بشكل كبير لأن تصبح مرتبطة بالمشاعر والذكريات، فكم مرة تذكرت موقف بالكامل بسبب رائحة استنشقتها وتذكرك بذلك الموقف،؟ وكم من مكان تعرف رائحته جيدًا وتتشوق لزيارته بين الحين والآخر؟ فتلك العلاقة الغريبة بين الرائحة والذكريات أو المشاعر تطرح سؤالًا آخر، هل يمكن للرائحة أن تتحكم فى حبك لشخص ما؟ أو تنسج خيوطًا من المشاعر بين الرجل والمرأة؟
صورة أرشيفية
وهو ما تحدث عنه موقع مجلة "فوج"، فى نسختها العربية حول العلاقة الغريبة بين العطور وبين الانجذاب بين الرجل والمرأة، حيث تقول الكاتبة " كلير بينجهام": "عندما يكون للعطر القدرة على إثارة المشاعر ، فإنه يصبح جزءًا من حياة مرتديها"، كما تقول تقول رانيا نعيم ، المخرجة الإبداعية في إحدى بيوت العطور الشهيرة "إذا وجدت عبيرًا يعطيك الرضا، فهذا أفضل ما يمكنه التسبب فى سعادتك ، فإننى أرى أن عطرى هو شخصيتى".
العطور
أما بالنسبة لتحكم العطور فى المشاعر بين الرجل والمرأة، فيقول خبير العطور العالمى" جون أليسون"، أن العطور أو الروائح بشكل عام من أهم الجوانب فى أى علاقة عاطفية، فالشخصان يتذكران أدق التفاصيل بينهما إذا نشأت بينهما مشاعر حب متبادلة، وهو ما يجعل كل طرف منهم يتذكر رائحة الشريك والعطر الذى يحرص على استخدامه بشكل مستمر، مضيفًا لمجلة فوج أن الأمر لا يتوقف عند ذلك فقط، بل من الممكن أن تغير العطور الحالة المزاجية للشخص، إذا كانت مفضلة لديه فتغيرها للأفضل، أو للأسوأ إذا ما كانت غير محببة له.
العطور
وهو ما يجعل للعطور ركن هام فى العلاقة العاطفية، ويذكر كتاب”A Scented world”، الخاص بتأثير العطور أن العطور المميزة للحبيبين هى من أبرز الذكريات التى يظل يتذكرها الشخص إذا حدث انفصال، من الممكن أن ينسى المواقف الجيدة والسيئة، والأماكن، والأحاديث الطويلة، ولكن من الصعب نسيان رائحة الشخص، أو العطر المميز الذى اعتاد على استخدامه.
عطور
وتوضح بينجهام أن حاسة الشم يتحدد عليها العديد من الجوانب مثل الإلهام والتفكير ودرجة التركيز والعديد من الجوانب الأخرى المرتبطة بالمشاعر والذكريات، وهو ما يجعل العديد من الدول يستخدمون بعض الروائح المميزة فى تنشيط السياحة، وخلق حالة من الارتباط بين السائح وبين المكان، فيعود مرة ثانية، أو يشعر بأنه قضى وقتًا سعيدًا فى ذلك المكان حتى أنه يتذكر رائحته كلما رأى صورة له.
عطور
أما عن ثقافة العطور فذكر التقرير أن العطور مثل العادات والتقاليد وترتبط بالبيئة وطبيعة البلاد، فإذا تحدثت عن أشهر العطور فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ستجد ارتباط كبير بينهم وبين الروائح الغنية والجريئة، كالمسك، الياسمين، الورد، الزعفران، والعود"، وهى العطور التى قد ترفضها ثقافات أخرى مثل اليابان الذين يفضلون العطور الهادئة، أو كما فى فرنسا حيث المكان الأول فى العالم لتصنيع العطور بالورود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة