بمناسبة عيد الأضحى.. الإبـت أشهر أعياد الفراعنة

الخميس، 23 أغسطس 2018 04:00 م
بمناسبة عيد الأضحى..  الإبـت أشهر أعياد الفراعنة احتفالات فرعونية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عيد الإبت عند الفراعنة هو أحد أهم أعياد المعبود "آمون" فى "طيبة"، وكان يقام كاحتفال سنوى، فى الشهر الثانى من فصل الفيضان، والاحتفال به قد بدأ فى عهد "تحتمس الثالث"، حيث يستمر الاحتفال لمدة أحد عشر يوما، واستمر الاحتفال به فى عهد "رعمسيس الثالث"، لمدة أربعة وعشرين يوما، إلى أن بلغ بعد ذلك سبعة وعشرين يوما. 
 
وكان المعبود "آمون" يقوم خلال هذا الاحتفال بزيارة من معبده فى "الكرنك" إلى معبد "الأقصر" فى موكب مهيب. واتخذت الرحلة الطريق البرى المتجه للجنوب خلال عهد الملكة "حتشبسوت"؛ فى حين أن رحلة العودة إلى "الكرنك" كانت تتم عبر النهر.
 
وقد زود الطريق البرى لمعبد "الأقصر" بست مقاصير لاستراحة موكب المعبود. ومنذ عهد الملك "توت عنخ آمون" كانت رحلتي، الذهاب والعودة، تتم عبر النهر. وقد خصص لكل عضو من أعضاء الثالوث مركب نهري، ومقصورة خاصة.
 
ويتضمن الاحتفال مسيرة موكب طويل، خاص بالثالوث العائلى المقدس بطيبة (آمون، موت، خونسو)، وصورت نقوش جدران فناء الملك "أمنحتب الثالث" فى معبد "الأقصر" كيفيةَ الاحتفال بالعيد؛ وتوجد مناظر رحلة الذهاب من "الكرنك" إلى "الأقصر" على الجدار الغربي، وصور طريق أو رحلة العودة على الجدار الشرقي.
 
 يبدأ الاحتفال وفقا لتلك النقوش، بتقدمة القرابين إلى الثالوث الطيبى فى مقاصير معبد "الكرنك"، والتى تبدأ بها الاحتفالات، حيث يقدم الملك القرابين "من لحوم، وزهور، وفاكهة، وطيور، ولبن، وعطور"، كما يقوم بالتبخير ورش الماء أمام قارب "آمون"، الذى يطلق عليه "وسر حات"، وأمام قاربى زوجته "موت" وإبنهما "خونسو".
 
ويمكن التعرف عليهم من مقدمة المركب ومؤخرتها، والتى كانت تزين برأس المعبود، صاحب المركب، وكانت المقصورة تأخذ هيئة المركب، وتوضع على قاعدة حجرية، وفى منتصف المقصورة توجد كابينة "قمرة" مغطاة بساتر، وبها تمثال لكل عضو من الثالوث.
 
وتشير مقصورة المركب فى مضمونها إلى رحلة رب الشمس فى مركبه، فى رحلته عبر السماء فى النهار، وفى العالم السفلى خلال الليل.
 
ويخرج الموكب من المعبد "الصرح العاشر للمعبد"، والكهـــنة يحملون قوارب ثالوث "طيبة" (آمون، وموت، وخونسو" فوق أكتافهم، وكان قارب "آمون" يحمله ثلاثون كاهنا، بداية من قدس الأقداس إلى داخل المعبد، ثم يخرجون من الصرح الثالث، فى موكب منفرد، حيث يدعم كل مركب أربعة وعشرين من الكهنة، ويتبعهم عدد آخر من البلاط الملكى.
 
وقد تبع الملك نفسه المركب الرئيسى الخاص بآمون سيرا على الأقدام، وعند الوصول إلى ضفة النهر، فإن المراكب المقدسة توضع فوق ظهر مراكب كبيرة تجرها مراكب ذات مجاديف مع فرق من الرجال على ضفة النهر، وحتى وصولهم إلى الجهة المقابلة لمعبد "الأقصر"، حيث تتجه المراكب شمالا مع التيار باتجاه معبد "الأقصر".
 
وعلى ضفاف النهر تقف جموع المواطنين والموسيقيين لتحية الموكب، كما تقف كاهنات الربة "موت"، ومعهن الآلات الموسيقية، بينما يقف رجال الشرطة لتنظيم الاحتفال. وعند النيل تنزل المراكب تتبعها مراكب القرابين. وعلى الشاطئ أمام معبد "الأقصر"، يقف الناس يهللون ويهتفون، ويساعدون فى دفع المراكب فى سعادة، ويرقصون ويرتلون الأناشيد، ويعزفون بالصلاصل.
 
وعند الوصول إلى المعبد يقوم الملك بنفسه بطقوس القرابين، بينما ينتظر الحاشية أمام قدس الأقداس، وتبقى المواكب خلال عشرة أيام، فى هدوء داخل معبد الأقصر، تقدم لها القرابين كل يوم، وتتم العودة إلى "الكرنك" بنفس الأسلوب.
 
وعلى جانبى النيل يقف الجند والحاشية لاستقبال المواكب، وعند الرجوع للكرنك تقدم القرابين، ويستمر الاحتفال بهذا العيد فترة تستغرق ما بين أحد عشر يوما، وأربعة وعشرين يوما. 
 
ويعتبر العيد أحد أهم المناسبات، التى شارك فيها عامة الشعب، والذين قدموا حبهم وسرورهم للمعبود ولتماثيل الملك الضخمة، حيث كانوا يقدمون شكواهم، إما مسموعة، أو مكتوبه لتمثال الإله، وقد قصد هذا العيد الربط بين الملك وأبيه المعبود "آمون رع"، حيث يسافر الملك إلى معبد "الأقصر" من أجل زيارة أبيه "آمون" لإعطائه القوة الملكية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة