النبى محمد صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا مرة واحدة فقط، وهى حجة الوداع، وهى الحجة التى أتت قبل عام واحد من وفاة النبى وصعود روحه الطاهرة إلى باريها، بعدما أتمم آخر النبيين والمرسلين رسالته إلى أمته، وترك فيهم ما لا يضلهم، تاركا رسالة ربه، وسنته الكريمة، متمما أقامة دعوة الإسلام إلى الناس أجمعين.
حجة الوداع جاءت بعد فتح مكة، وخطب فيها خطبة الوداع التى تضمنت قيما دينية وأخلاقية عدة سميت حجة الوداع بهذا الاسم لأن النبى صلى الله عليه وسلم ودع الناس فيها، وعلمهم فى خطبته أمر دينهم، وأوصاهم بتبليغ الشرع فيها إلى من غاب عنها، وكانت القيم والوصايا التى وصلت إلى نحو 10 وصايا تركها "ابن عبد الله" لأمته كفيلة لأمة صالحة، فهل يعمل المسلمون بها، فبعد نحو أكثر من 1400 سنة على نزول الرسالة السماوية على الرسول، هل يقوم المسلمون بتنفيذ ما تركه الرسول الكريم من أهدافه السامية، والتمسك بتعاليمه الفاضلة؟
كلها أسئلة ربما نحكم عليها نحن بأنفسنا من بعد أن نعرف وصايا النبى الكريم فى خطبته للمسلمين، ونتاكد هل نعمل عليها أم لا.
تحريم القتل وانتهاك الأعراض
أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
تحريم الربا
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمى العباس بن عبد المطلب.
الابتعاد عن عادات الجاهلية
وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
الابتعاد عن طريق الشيطان
أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد فى أرضكم هذه، ولكنه قد رضى أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم فاحذروه على دينكم، أيها الناس إنما النسئ زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله.
التيسير فى الدين
أقر بمبدأ التيسير في الدين، فقال لكل من سأله في يوم النحر: «افْعَلْ وَلا حَرَجَ، افْعَلْ وَلا حَرَجَ»، كما قال (ص:إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ.
البلاغ هو مهمة هذه الأمة
حرص صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة على توضيح مهمته هو شخصيًّا،، وتوضيح مهمة أمته بعد ذلك، مهمة الرسول هي البلاغ، ليست مهمته هداية الناس، فالهداية بيد الله تعالى، ولكن مهمته أن يصل بدعوته إلى الناس، قال الله تعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ.
احترام النساء وحسن معاملتهن
أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشكم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن فى المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً.
النهى عن السرقة
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
المساواة بين جميع البشر
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربى على عجمى فضل إلا بالتقوى.
العدل
لقد كانت نصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بالعدل واضحة تمامَ الوضوح فى حجة الوداع: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلَقْوَنْ رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا.. وكان ذلك استنادا لقول الله تعالى: "وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آَخَرِينَ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة