كانت «الجزيرة» تمارس كذبها وتزويرها المعتاد لتشويه صورة الجيش المصرى، وكنت أنا فى قلب الحقيقة ذاتها، أسمع ما يرد كيدهم فى نحرهم، وأرى ما يفضح أكبر عملية تزوير وتزييف وغل يمارسها الأتراك والقطريون بأيادٍ إخوانية فى إطار خطتهم المنظمة لهز صورة المؤسسة العسكرية وتشكيك أهل مصر فى قدرتها.
تكذب «الجزيرة» كما تتنفس فى حملتها الأخيرة على الجيش المصرى بعنوان «اختراق سيناء»، بهدف إيهام البسطاء بأن الجيش فشل فى حربه على الإرهاب ، فى نفس الوقت كان الدليل يقف أمامى ويخبرنى بالحقيقة الكاملة من أرض الواقع، حقيقة انتصار الجيش المصرى على الإرهاب وحصاره وتجفيف منابعه وإذلال من يخطط له ويموله فى قطر وتركيا.
شاشة الفضائيات القطرية كانت تنشر أكاذيبها، وصلاح يقف بين يدى يخبرنى بحزن أنه صاحب حظ سيئ ولم يلحق بقطار حصاد رؤوس الإرهابيين فى سيناء بعد أن أصبح الوضع بأكمله تحت سيطرة رجال القوات المسلحة، وصلاح، ياعزيزى، شاب مصرى يعمل فى بوفيه واحد من الكافيهات فى منطقة المهندسين، ركب قطار التجنيد وتشرف بالانضمام إلى المؤسسة العسكرية خلال الشهور الماضية، وازداد شرفا حينما اختار هو أو اختاره القدر بأن تكون أرض سيناء محل خدمته، أخبرنى بفخر وشجاعة أنه لم يشعر بخوف، بل كانت لديه رغبة حقيقية فى الذهاب إلى سيناء وبذل الجهد والروح فى سبيل الحفاظ على الأرض والثأر للشهداء، ثم أطرق برأسه حزينا وقال: «كان نفسى أروح من زمان فى عز المعركة عشان آخد بثأر الشهداء، لكن دلوقت خلاص سيناء بقت هادية، ورفح والشيخ زويد تحت سيطرتنا تماما، حصلت مرة واحدة بس تبادل اشتباكات مع كام فار إرهابى بس خلصنا عليهم بسرعة، يعنى انت مش خايف يا صلاح؟ هكذا سألته، فأجاب: أخاف من إيه بس؟ بقولك خلاص سيناء مبقاش فيها إرهاب، الرجالة خلصوا عليهم ومسبولناش نصيبنا من الأخذ بالثأر، ودعت صلاح الذى أكسبته شمس سيناء وشهور الجيش سمارا شديد الجاذبية وجسدا وعيونا جريئة تليق بمن أصبح فردا من رجال المؤسسة العسكرية المصرية، وجلست أفكر فى كل هذا الخبث القطرى، وكل هذا الكذب الذى تنضح به شاشة الجزيرة، لأجد أن الانتباه أصبح واجبا شرعيا.
انتبه من فضلك، مخطط الإخوان ومن يفتح خزائنه لتمويلهم مستمر، هم يستهدفون القوات المسلحة المصرية، يدركون ومن معهم ومن يدفعهم ومن يدعمهم أن مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها الجيش هى حائط الصد الأول والقوى الذى تنهار أمامه مخططاتهم لهدم هذا الوطن، ويعلمون جيدا أن جدار الثقة القائم بين الشعب المصرى ومؤسسات دولته وتحديدا الجيش المصرى هو سر التماسك الذى لم تفلح معه 8 سنوات من محاولات الإخوان لإرباك الدولة المصرية، ولكن المرصود من أموال لاستهداف مصر يغذى محاولاتهم ويطورها من أسلوب الضربات المباشرة إلى أساليب أكثر خسة تتعلق بنشر الشائعات وبث الإحباط واللعب على وتر السخرية والفيديوهات المفبركة، لإرباك المؤسسات المصرية وتشويه صورة الجيش المصرى على وجه الخصوص.
وماذا يريد الإخوان ومن خلفهم من الجيش؟
- ببساطة، ومن خلال النظرة على أداء الإعلام الإخوانى سواء كانت الفضائيات الموجودة فى تركيا أو الجزيرة التى تبث سمومها من قطر، ومع متابعة الكثير من النشطاء المنتشرين على مواقع التواصل الاجتماعى، ستجد تطورا ملحوظا ومكثفا فى استخدام أدوات السخرية وتوجيهها إلى الجيش على وجه الخصوص، هم يريدون من وراء هذه السخرية والمعلومات المغلوطة والشائعات زعزعة صورة القوات المسلحة الراسخة بوقار وفخر فى أذهان وقلوب المصريين بهدف إحداث شرخ ما بين الناس والقوات المسلحة.
- «إيه ياعم الكلام الكبير ده جايبه منين؟»
«مش جايبه من بيتنا والله»، ولكن رصد المنهج الإخونى مع نشطاء حركة الاشتراكيين الثوريين وبعض مهاويس اليسار المصرى خلال السنوات الماضية سيكشف لك عن منهج واضح يتبعه هؤلاء لتحقيق الهدف المنشود الخاص بتشويه صورة الجيش فى أذهان المصريين، ومتابعة ما حدث فى السنوات الماضية ويحدث حتى الآن ستكشف لك أن تلك الجماعات اعتمدت على أكثر من اتجاه، الأول الحملات الممولة إخوانيا مثل حملات التجنيد الإجبارى التى أسست لها صفحات خاصة على الفيس بوك، تتضمن بوستات وإعلانات مدفوعة الأجر بهدف الانتشار، بالتزامن مع تخصيص مساحات كبيرة فى برامج فضائيات الإخوان من تركيا لإثارة نفس القضية، وهو الأمر الذى يتم فى نفس التوقيت الذى تقوم به الجزيرة القطرية بإذاعة فيديوهات وأفلام مفبركة عن التجنيد الإجبارى، بالتزامن مع استفتاءات حول التجنيد الإجبارى فى كل مواقع وصفحات الإخوان على الإنترنت، ليس فى الأمر صدفة إذن، هو منهج محدد وتنسيق واضح هدفه الضرب فى القوات المسلحة.
وعلى محور آخر يعمل الإخوان ومن معهم على ترويج ونشر مصطلحات مثل: «العسكرى الغلبان، مافيش قيادات بتموت على الجبهة، مافيش أولاد قيادات بتروح سيناء»، ولكن لوحات شرف شهداء الجيش المصرى التى تتزين بخيرة رجال مصر جنودا وقيادات وأبناء قيادات كانت خير رد على أكاذيب الإخوان وأبسط طريقة لفضح شائعاتهم ضد الجيش.
- بيعملوا إيه يعنى؟!
«كالعادة يابيه بيكذبوا»، اعتاد الإخوان خلال الفترة الماضية على التربص بأى حدث، واستخدام مقاطع مفبركة أو تصريحات غير دقيقة أو مقطوعة من سياقها ليبدأوا من خلالها حملات السخرية، مثلما حدث وقت افتتاح مشروع مزارع السمك فى بركة غليون، تركوا الإنجاز الضخم، وسخروا من وجود ضابط بزى عسكرى داخل المشهد، ولكن حتى هذه الحملة فشلت، لأن الوضع داخل المؤسسة العسكرية سواء فى مصر أو غيرها واضح للجميع فيما يخص تعدد وتنوع المؤسسات داخل كل الجيوش بشكل يجعل من الضرورى وجود ضباط متخصصين تخرجوا فى كلياتهم سواء كانت زراعة أو طب أو طب بيطرى أو صيدلة أو إعلام أو غيره، ثم التحقوا للعمل داخل المؤسسة العسكرية العريقة فى مجالات مختلفة.
- لسه باقى حاجة مهمة خليك مركز شوية
فى 31 مايو من العام 2015 نشرت دورية «جينز» العسكرية المتخصصة مايدلل على صحة السابق من كلام قائلة نصا: «أغلب الظن أن استراتيجية داعش ستركز على محاولة استنزاف الجيش المصرى تدريجيا.. إذا تمكنت داعش، خلال مدى زمنى يتراوح ما بين ثلاث وسبع سنوات، من كسر إرادة القتال لدى الجيش، بحيث يذهب الجنود إلى بيوتهم بدلاً من البقاء فى محل الخدمة كما حدث مع الشرطة فى 28 يناير 2011.. فإن الإسلاميين وحدهم سيكونون فى وضع يسمح بتشكيل حكومة بديلة».
التصور الذى طرحته الدورية العسكرية الشهيرة يكشف بوضوح خطة الإخوان، كما تتجلى معه الحقيقة التى لا يجب أن تغيب عن أذهان الشعب المصرى، وهى حقيقة نفخر بها بأن داعش وإخوانها يعلمون تماما أن كل مواجهة مع الجيش المصرى تعنى لهم الخسارة، وبالتالى لا سبيل أمامهم إلا استهداف هذا الحصن المنيع سوى باستنزاف طاقته بعمليات منفردة، واستهداف الروح المعنوية لجنوده، ونشر العديد من الشائعات والأخبار المغلوطة حوله، بهدف النيل من صورته القوية فى المنطقة والعالم أجمع.
لذا وجب التنبيه، إن كان الجيش المصرى ورجاله فى سيناء هم درع هذا الوطن لحمايته، فواجب الشعب المصرى أن يكون درعا لحماية هذا الجيش من محاولات استهدافه، فلا شىء أقسى على نفسية المقاتل وروحه من إحساسه بضعف جبهته الداخلية وتمزقها، ولا شىء يوجع روح المقاتل أكثر من إحساسه بأن جبهته الداخلية تسقط فريسة لشائعات وفبركات وأكاذيب أعدائه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة