إسلام الغزولى

أوهام الخلافة

الجمعة، 17 أغسطس 2018 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فوجئت بنوبات طويلة من الدعاء بنصرة الإسلام والمسلمين، وأن يخرج الله المسلمين والإسلام من محنتهم وأن يفتح لهم باباً من الرزق والخير، وأن يبدل حالهم الآن من عسر إلى يسر، على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وظللت أبحث بين التعليقات الطويلة والدعاء المتكرر أين هى الأزمة التى يتحدث عنها هؤلاء، وما هى محنة الإسلام والمسلمين التى يدعون لها الآن وفى هذه اللحظة تحديدا، حتى اكتشفت أن أصحاب حملات الدعاء للإسلام والمسلمين هدفهم أن يخرج الله تركيا من عثرتها الاقتصادية التى بدأت آثارها السلبية فى التفاقم خلال الشهور القليلة الماضية.
 
وظل التساؤل مصاحبنى لأيام طويلة، لماذا أصبحت تركيا رمزاً للإسلام والمسلمين، ولماذا تطلق حملات للدعاء وكأن إنقاذ تركيا من عثرتها نصرة للإسلام والمسلمين، هل إلى هذه الدرجة نجح أردوغان فى تصدير صورة ذهنية عن أن تركيا تعيد حلم الخلافة مرة أخرى، هل استطاع الإنتاج الدرامى التركى ذو الحبكات الدرامية الضعيفة أن يصدر للعامة من ضعاف الوعى والخبرة والجهل بالدين أن تركيا قادرة عن إعادة دولة الخلافة مرة أخرى. 
 
ذلك الحلم اللا منطقى عن تصدير وهم عودة دولة الخلافة مرة أخرى الذى استغلته قوى الإسلام السياسى الراديكالية المحافظة فى نشر حالة من التدين الزائف الضعيف، وتجنيد الشباب والدفع بهم بعد ذلك فى ساحات المعارك يخوضون حروباً لا ناقة لهم فيها، ويتم إعادة استخدام هذه الاستراتيجية مرة أخرى الآن من أردوغان، من خلال إنتاج درامى واستغلال المواقع والقنوات العربية التى يتم إطلاقها من داخل تركيا بقيادة أعضاء الجماعة الإرهابية الهاربين لديه فى تركيا، وجميعها أدوات إعلامية موجهة للعرب باللغة العربية، ولا يتم تصدير هذا الوهم للمجتمع التركى المحلى، لأنه ببساطة شديدة المجتمع التركى لا يتحدث العربية ولا يتعامل بها.
 
الأمر كله لعبة سياسية الهدف منها اكتساب مساحات نفوذ خارج تركيا فى مناطق الصراع المسلح على حساب الشعوب العربية فى ليبيا واليمن وسوريا والعراق، لأن المجتمع التركى لا يرى فى أردوغان أنه خليفة المسلمين، ولا يرون فى تركيا دولة الخلافة الجديدة، فالأمر بالكامل لعبة سياسية موجهة ضد المنطقة، وللأسف الشديد أن ما استطاع أردوغان تصديره للشعوب العربية والفخ يبدو أن الكثيرين وقعوا فيه، شديد الخطورة لأن الأزمة الاقتصادية والمالية فى تركيا سببها سوء إدارة وتخطيط من أردوغان منذ سنوات، معتمداً على سياسة حققت انتعاشاً مؤقتاً للدولة وللمواطن التركى، وفى النهاية هذه السياسات يمكن التراجع عنها ويمكن إصلاحها ويمكن للمواطن التركى أن يسحب الثقة من هذه الإدارة، وهو برمته لا علاقة له بجموع المسلمين فى العالم ولا يمت بصلة للدين الإسلامى.
 
وأتوجه بالتساؤل لأصحاب الدعاء والذين ينظرون لأردوغان باعتباره خليفة للمسلمين وأن تركيا رمز للخلافة، ماذا لو انهارت تركيا وأردوغان سياسياً واقتصادياً هل يعنى ذلك أن الدين الإسلامى تعرض لمحنة وأنه فى حالة انهيار؟. 
حقاً لا أستطيع الوصول لتفسير منطقى للعلاقة بين أزمة تركيا السياسية والمالية وعزة الإسلام والمسلمين.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة