المطرب الكبير الراحل محمد عبدالمطلب حينما يشدو «ساكن فى حى السيدة وحبيبى ساكن فى الحسين.. وعشان أنول كل الرضا يوماتى أروح له مرتين».. بكل تأكيد لم يكن يعلم وقتها أنه سوف يأتى يوم يرى فيه الحبيب حبيبته كل ثانية حينما يضغط فقط على زر شاشة اللاب توب أو الموبايل، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن المشاهد الرومانسية فى حياتنا فقدت بريقها وأصبحت مثل الحاجة الساقعة بلا طعم.
هذا المشهد ينطبق حرفيًا على حال السينما المصرية فى الوقت الراهن، فعلى الرغم من التطور التكنولوجى الهائل الذى نعيشه حاليًا فإننا لا نستطيع صناعة أفلام تضاهى أيام زمن نجوم الفن الجميل الذين رغم قلة الإمكانيات كانوا يصنعون أعمالاً سينمائية أكثر من رائعة ومتنوعة بين الرومانسية والكوميدية والاجتماعية والوطنية.
مثلاً حينما تشاهد أحد أفلام الأبيض وأسود لإسماعيل ياسين أو رشدى أباظة أو شكرى سرحان أو فريد شوقى أو فاتن حمامة أو سعاد حسنى أو شادية وغيرهم وغيرهم الكثير، وبعدها مباشرة تشاهد فيلما إنتاج حديث تشعر بالفرق الشاسع، فلا يوجد وجه للمقارنة من الأساس لأنه قديمًا كانت الأعمال يسودها الحب الحقيقى والسعى لإخراج منتج جيد يعود بالنفع على المجتمع، وكان بطبيعة الحال يؤثر ذلك على كل الحوارى والشوارع عند مشاهدة عمل سينمائى من وطنى على غرار فيلم «بورسعيد» الذى كان يحاكى فترة العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وانتصار المقاومة الشعبية، على عكس مانراه حاليًا بعد مشاهدة الأفلام الهابطة التى تندرج تحت اسم «البلطجة» التى أشرت إليها فى المقال السابق ومدى تأثيرها على المراهقين الذين يتسابقون لتقليد البطل ويرقصون فى الشوارع بـ«السنج والمطاوى» ويتحرشون بالبنات وغيرها من المشاهد غير المقبولة فى مجتمعنا.. للحديث بقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة