تمكنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من تحقيق نجاح كبير فى مجال الفضاء، ومنذ انطلاقها وهناك ميزانية كبيرة تخصصها الولايات المتحدة لاستكشاف الفضاء، وبدأت فكرة تأسيس ناسا فى الخمسينات من القرن الماضى، فقبل ستين عاما، فى 29 يوليو 1958، وقع الرئيس دوايت د. أيزنهاور على القانون الوطنى للملاحة الجوية والفضاء، مما مهد الطريق أمام الافتتاح الرسمى لناسا بعد بضعة أشهر من ذلك التاريخ، بشكل محدد فى الأول من أكتوبر من نفس العام.
وبدأت حملة إنشاء وكالة فضاء أمريكية مدنية فى 4 أكتوبر 1957، تزامنا مع إطلاق الاتحاد السوفييتى أول قمر اصطناعى، وهو سبوتنيك، على متن صاروخ باليستى عابر للقارات، وسارع اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لنشر نجاحه فى إطلاق "القمر الثاني" للأرض، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة ضربة قوية لها.
وقال الفيزيائى والمهندس جاى ستيفر، الذى كان فى كلية معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فى ذلك الوقت :"كان سبوتنيك 1 ظاهرة"، وأشار إلى أنه أثار الفزع، لأنه جاء فى بداية الحرب الباردة، والأمر لم يكن مجرد رمز لانجاز اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية الذى أثار قلق الأمريكيين، بل كان له تداعيات عسكرية.
ووفقا لموقع cnet الأمريكى، زاد قلق الأمريكيين عندما أطلقت روسيا بعد شهر واحد صاروخ يحمل كلب يدعى لايكا، وأصبح الأمر معقد للغاية عندما فشلت المحاولة الأمريكية لإطلاق قمرها الصناعى، Vanguard TV-3، إذ حدث انفجار ضخم تم بثه مباشرة إلى العالم فى 6 ديسمبر 1957.
وبحلول هذا الوقت، كان أيزنهاور قد أدلى بالفعل بأول تصريحاته العامة التى تدعو إلى وكالة فضاء مدنية، وتمت معالجة القضية من قبل السناتور الديمقراطى الطموح من تكساس، ليندون جونسون، الذى كان معروفًا بإتقانه للعملية التشريعية.
فى غضون أسابيع من إطلاق Sputnik II، تم إنشاء وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة ضمن وزارة الدفاع فى محاولة للاستجابة السريعة للنجاح السوفيتى، واليوم تحمل اسم DARPA، لكن الحاجة إلى وكالة فضاء مدنية أصبحت واضحة للكثيرين فى واشنطن، بما فى ذلك أيزنهاور.
وفى حين كان البعض مهووسًا بالمزايا العسكرية التى يمكن اكتسابها فى الفضاء، فإن الفوائد العلمية لاستكشاف الفضاء أصبحت واضحة مع أول إطلاق قمر صناعى أمريكى ناجح فى 31 يناير 1958، أدت البيانات التى تم جمعها من هذا الإطلاق إلى اكتشاف العديد من الأمور الهامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة