نعم كل من يتنكر لأهله جاحد، فما بالك كون كاتب كبير له اسمه وتاريخه النضالى ويتنكر ويتجاهل والده؟
فما شعورك لو علمت أن هذا الوالد أديب وطنى محترم؟..
قبل أن تتهم الابن «الجاحد» بعدم المعرفة أو الجهل بقيمة الأدب، فالابن ليس جاهلًا، بل قد أفاجئك بأن هذا «الجاحد» يقال عنه أديب، ليس هذا فحسب، بل يسبق اسمه لقب الدكتور!
لن أحيرك كثيرًا، فبالتأكيد أنت «شتمت» هذا الجاحد بما فيه الكفاية.
إنه علاء الأسوانى، ابن عباس الأسوانى، جاء من أسوان إلى القاهرة عام 1950، حيث كان كاتبًا، روائيًا ومحاميًا، وحصل عام 1972 على جائزة الدولة التقديرية للرواية والأدب، وهو مؤلف مسلسلات إذاعية يغلب عليها الطابع الكوميدى الخفيف، اشتهر من خلال الإذاعة المصرية التى كانت تذيع مسلسلاته فى الستينيات من القرن العشرين، ومن أشهر مسلسلاته «موهوب وسلامة».
أما الدكتور علاء الأسوانى فهو أول مصرى يحصل على جائزة «برونو كرايسكى»، وهو أيضًا أول مصرى وعربى يحصل على جائزه الإنجاز من جامعة أمريكية «جامعة إلينوى لعام 2010»، وهى أرفع جائزة تمنحها الجامعة لخريجيها، وهى تمنح لخريج الجامعة الذى يحقق إنجازًا استثنائيًا فريدًا على المستوى الوطنى أو العالمى. ولابد أن تعرف أنه تم اختيار «الأسوانى» بواسطة جريدة «التايمز» البريطانية، كواحد من أهم خمسين روائيًا فى العالم، كما حصل على جائزة «الماجيدى بن ظاهر» للأدب العربى من مؤسسة «بلومتروبوليس» بمونتريال - كندا عام 2011. الأسوانى عضو مجلس إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام.
والمتابع لحالة الدكتور «عيلاء» تقابله عدة أسئلة، مثلًا: كيف تحول طبيب الأسنان وحشو الأضراس فى عيادة متوسطة بجاردن سيتى إلى مليونير، ويسكن فيلا فى عام ونصف فقط؟
ولماذا هبطت عليه وحده شيكات الترجمات والمبيعات، خصوصًا من مؤسسة «هوجن دوبل»، والشركات الألمانية العملاقة للتوزيع العالمى، وهو ليس بـ«الفظيع» ومصر لديها من الأدباء من هم أفضل منه وهم كثر؟
لماذا ترجمت فى ثلاث سنوات رواياته إلى أغلب لغات الأرض، خصوصًا بعد أن قام المركز الإسرائيلى للثقافة بترجمتها للعبرية؟!..
لن أتركك لخيالك تسرح بعيدًا، فيكفى ما كشفه موقع «والا» الإسرائيلى عن أن إسرائيل قامت بترجمة رواية الروائى المصرى علاء الأسوانى «نادى السيارات»، والذى يتناول الحياة اليومية للمصريين فى عام 1872، موضحًا- الموقع الإلكترونى- أن هناك اهتمامًا إسرائيليًا بقراءة الرواية فى نسختها العبرية، حيث تمت ترجمة رواية «عمارة يعقوبيان» إلى العبرية عقب إصدارها، ومن جانبها أكدت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك» أن من قام بترجمة الرواية هو الكاتب الإسرائيلى «بوروريا».
والسؤال: لماذا اهتم الإسرائيليون بهذه الرواية؟.. وقبل كل هذا لماذا كل أعمال «عيلاء» صورة مستنسخة من رواية «عمارة يعقوبيان» التى يروج البعض أنها لأبيه؟!
لا تتعجل السطور المقبلة، ستجيب عن كل الأسئلة.. فقط تابع القراءة للنهاية ولا تتعجل.
قد يكون الكاتب التونسى الكبير، كمال العيادى، عرف الإجابة فكتب مقالًا مهمًا فى موقع «دروب» يوم 26 يونيو 2014، تحت عنوان «أكذوبة عربية اسمها يوسف زيدان وعلاء الأسوانى»، كشف فيه بالأدلة أن علاء الأسوانى استولى على مخطوط «عمارة يعقوبيان» الذى ألفه والده عباس الأسوانى، وأدخل عليه تعديلات جوهرية، جميعها يَصُب فى صالح يهود إسرائيل، وأعطاهم البوصلة، والحجة، ليبحثوا عن أملاك أجدادهم فى مصر، بالاتفاق مع دور نشر إسرائيلية، التى ترجمت الرواية للغة العبرية ووزعتها فى كل المدن والمستوطنات الإسرائيلية!
نترك «الجحود»، فالمثل الشائع «يخلق من ظهر العالم فاسد» قد تحقق على أرض الواقع، ونذهب إلى أعماله، ونبدأ من آخرها، وهى رواية «جمهورية كأن» التى قال عنها الدكتور خالد منتصر، وهو رجل معروف بمواقفه المؤيدة للإبداع بكل صوره، فى مقال بعنوان «كيف تكتب رواية رديئة بدون معلم»، انتقد فيه رواية «جمهورية كأن» للكاتب علاء الأسوانى، التى أثارت جدلًا واسعًا بين القراء، ووصفها بأنها عمل ينتمى إلى «الروبابيكيا القصصية» و«الاستمناء الروائى»، مشيرًا إلى أن الرواية مفككة زاعقة بسذاجة فنية بالغة و«غشومية» فكرية تثير الرثاء، على حسب وصفه، معتبرًا العمل بمجمله بمثابة شهادة وفاة علاء الأسوانى الروائية.
فهذا يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن «عيلاء» أصبحت رأسه تتمتع بالفقر والإفلاس وعدم القدرة على الإبداع، ويبدو أن ابتعاده عن شاشات الشهرة والأضواء أثار غضبه واستياءه، لدرجة جعلته يتخبط وغير قادر على اتخاذ الخطوات السليمة، لدرجة جعلته يكتب مثل هذه الرواية، التى فى حقيقتها نصرة للإخوان، وإساءة لفن الأدب، وتميزت بفجاجة الأسلوب، فقد عمل الأسوانى على جمع بعض المقالات السياسية، ووضعها بصورة فجة فى سياق فاشل، لتبدو وكأنها رواية.
وفى «جمهورية كأن» استوقفتنى كثيرًا ككاتب المشاهد الجنسية «المبالغ فيها» من جانب الأسوانى، فاتصلت على صديقى د. إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى، وشرحت له الموضوع دون أن أذكر له اسم الكاتب، حتى لا يؤثر مزاجه الشخصى فى تحليل الشخصية التى سألته عنها، فقال لى: إن الشخص الذى يتحدث أو يكتب كثيرًا عن الجنس، فإن «فرويد» يحلل شخصيته بأن هذا الشخص لديه مشكلة مع الجنس، ويحاول مداراة هذه المشكلة بكثرة الحديث عن الجنس، وقد ينم هذا عن أن الشخص قد تكون مشكلته إما الضعف الجنسى أو الشذوذ الجنسى، أو أنه تعرض للتحرش الجنسى وهو صغير.
أما علم النفس الحديث- والكلام للدكتور إبراهيم- فيحلل تلك الظاهرة على أن هذا الشخص كانت تجربته الأولى بالجنس فيها خلل ما، أو تمت بشكل خاطئ، وقد تكون قراءاته الجنسية الأولى أو مشاهداته الأولى «أفلام البورنو» تسببت له فى مشكلة كبيرة، أو قد تكون تجربته الأولى فى الجنس بها خلل من الفئة العمرية؛ بمعنى أنه قد يكون رجلًا كبيرًا فى السن مارس الجنس مع طفلة صغيرة، أو امرأة كبيرة فى السن مارست الجنس مع صبى صغير. هنا انتهى كلام د. إبراهيم، ولكن لم ينته الكلام عن إباحية الأسوانى، فها هو الأديب الراحل أحمد خالد توفيق ينتقد الرواية من ناحية إباحيتها فى مقال له بـ «إضاءات»، حيث قال: «الأسوانى كعادته لا يجد مشاكل فى استعمال الجنس فى قصصه، بل هو يستعمله هنا بشكل فاق كل قصصه السابقة، هناك صفحات فيها كم شتائم يثير ذهولى».
المدقق فى أعمال الدكتور «عيلاء» سيصطدم غالبًا فى كل محطاته بحقيقة واحدة، وهى عداؤه الشديد لكل شىء وأى شىء، ورغبة غير مفهومة فى الخروج عن كل القيم، فلا يوجد أى أطر دينية أو أخلاقية تحكم كتابته، وكأنه أراد أن يسوّق نفسه فى هذا الإطار، لكن الأسوأ من ذلك، محاولته الفجة فى استغلال كتاباته لتسويق مواقف سياسية شخصية بطريقة تفتقد كثيرًا الحرفية، ما جعل بعض مشاهد رواياته تفضح الكثير من تحالفاته مع جماعات ظلامية، يحاول أن يتنكر منها فى العلن.
وهنا يبقى السؤال الأهم: لماذا يخاطب «عيلاء» منظمات المجتمع المدنى الغربية، خاصة التى تهتم بحقوق «المثليين»؟ وهل لهذا الاهتمام علاقة بالأموال التى تهبط عليه؟ أم أن تكسير قيم المجتمع ومساندة الإسرائيليين بطريق غير مباشر هو سبب هذه الأموال؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة