شاركت مصر فى اجتماع مجموعة عمل استراتيجية الاتصال والإعلام التابعة للتحالف الدولى ضد تنظيم "داعش" الإرهابى، والتى انعقدت فى العاصمة الأمريكية واشنطن، وترأس وفد مصر السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية.
وقال أبو زيد - وفى تصريح عقب انتهاء الاجتماع- إنه حرص فى كلمته ومداخلاته المختلفة على تأكيد أهمية ما تمثله هذه المرحلة الدقيقة من عمر التحالف، بعد توجيه ضربات قاصمة لتنظيم داعش ميدانياً، من أن يكون على مستوى الحدث وأن يدرك أعضاؤه خطورة المرحلة ومتطلباتها التى تقتضى خوض غمار معركة إعلامية وفكرية شرسة ضد خطاب التطرف والكراهية والعنف.
وشدد على أنه إذا لم يتم التصدى بشكل جاد لخطاب الكراهية والعنف، فإن "دواعش" أخرى ستظهر لامحالة بغض النظر عما تحقق من انتصار عسكرى، وأنه لا سبيل للقضاء على "داعش" أو غيره من التنظيمات دون التصدى لهذا الخطاب الشاذ بكافة صوره وأشكاله وأياً ما كان مصدره.
وطالب مجموعة عمل إستراتيجية الاتصال والإعلام بضرورة وضع مدونة سلوك أو معايير استرشادية للتصدى لخطاب الكراهية المنتشر فى بعض القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعى المختلفة، وعدم السماح لمروجى الكراهية والعنف بالتخفى خلف ستار حرية الرأى والتعبير، وضرورة وضع محددات وضوابط واضحة لإزالة أى وجه للالتباس بين مفردات الكراهية والعنف ومبدأ حرية الرأى والتعبير الذى نحرص عليه جميعاً.
كما طالبت مصر شركات التواصل الاجتماعى ببذل المزيد من الجهد من أجل التوصل إلى آلية فعالة لحذف العدد اللانهائى من رسائل الكراهية والعنف عبر منصاتها المختلفة بشكل فورى وتلقائى، وكذا التعامل مع إشكالية القنوات التحريضية التى تبث سموم الكراهية والعنف عبر الأقمار الصناعية فى بعض الدول الأوروبية، منوهاً إلى أهمية معالجة الثغرات القانونية والعوائق البيروقراطية التى تسمح لهذه القنوات بالاستمرار فى الترويج لأفكار التطرف والإرهاب.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن مصر أكدت خلال المؤتمر أيضاً أهمية أن يكون لمجموعة العمل مساهمة إيجابية لإثراء النقاش الدائر حول مختلف جوانب مكافحة الإرهاب بالعديد من المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، منوهاً إلى الجهود والمبادرات التى طرحتها بعض الدول أعضاء التحالف بشكل فردى، منها على سبيل المثال ما قدمته مصر من إسهامات هامة خلال عضويتها فى مجلس الأمن الدولى عامى 2016 و2017 ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب آنذاك، والتى أسفرت عن اعتماد القرار رقم 2354 بشأن الإطار العام لمواجهة أيديولوجية التطرف.
كما تم التأكيد على ضرورة توحيد الرسالة الإعلامية لدول التحالف والتحدث بصوت واحد لقطع الطريق أمام المزايدين الذين يلعبون على غموض المصطلحات والتباينات الواضحة فى مواقف دول التحالف، واستغلالها لتبرير ممارساتهم الهدامة وأيديولوجيتهم المنحرفة، مشدداً على أهمية التوقف عن استخدام المعايير المزدوجة والعبارات الفضفاضة والملتبسة فى وصف الإرهاب دون سند علمى أو قانونى واضح، والتى تصل فى بعض الأحيان إلى تشبيه أعمال الإرهاب بأحداث التمرد.
وذكر المتحدث باسم الخارجية أن وفد مصر نقل بوضوح وجهة النظر المصرية القائمة على حتمية المواجهة الشاملة مع الإرهاب أمنياً وفكرياً، مشيرا إلى ما تمتلكه مصر من مؤسسات دينية لها باع طويل فى مواجهة خطاب الكراهية والتطرف وتقديم صحيح الدين، وعلى رأسها مؤسسة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.
وشدد على القيمة المضافة التى تقدمها مؤسسة الأزهر الشريف لجهود مكافحة الفكر المتطرف، والتى لا يضاهيها فيها أحد فى ظل حجم التأثير الواسع لتلك المؤسسة العريقة وما تتمتع به من إجلال وإكبار على مستوى العالم الإسلامى، وهو ما ينبغى على التحالف الدولى تعظيم الاستفادة منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة