ربما لأننا لم نولد إقطاعيون، نعتبر أن ما فعله جمال عبدالناصر منذ 66 عامًا بطولة يستحق عليها التحية والتخليد، ونحن أيضًا لسنا ممن دخلوا المعتقلات فى عهده لنختصمه كما يفعل المكتوون بناره، لكن فى المنتصف يتربص الذين يشوهون الرجل لاعتقادهم أنهم أحق بالملك منه، وللأسف لم يتبق من النقد للحقبة الناصرية سوى أصوات هؤلاء، ويحق لك وأنت جالس على ضفاف التاريخ أن تشاهد ما فعله جمال ورفاقه حسب زاوية جلوسك، لكن أعلم أنها ليست الحقيقة الكاملة، جرب أن تنظر من زوايا أخرى يقف فيها من أفقرتهم الملكية وأذلهم الاستعمار، أو أولئك الذين يتحسرون على قلاع صناعية أحالتها البيروقراطية إلى خرابات يسكنها الغربان والديون، أما إذا كنت تريد الحديث بالسياسة فسأتفق معك على أن الرجل لم يكن ذلك الداهية الذى يتلاعب بكل الخيوط، ولديه أخطاء يمكن مناقشتها بالنقد لا الشتيمة، لكن يكفى أنه أعاد الاعتبار لصورة الزعيم الوطنى، لهذا كل اختلاف حوله بمثابة تأكيد على أهميته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة