عام كامل، ولا يزال الجدل مستمر، هذا هو الحال فيما يتعلق بمسجد "ابن رشد جوتة"، فى العاصمة الألمانية برلين، والذى آثار بناءه ردود فعل واسعة لعدم اشتراطه ارتداء المرأة للحجاب، ولسماحه بإمامة السيدات لصلاة الجماعة.
وما بين معارض يرى المسجد صورة لا تمت بصلة للإسلام، ومؤيد يراه يقدم صورة عصرية للدين تبعده عن تهم المسئوليته عن الفكر المتطرف، سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء فى تقرير لها اليوم على وضع المسجد بعد مرور عام على بنائه، مشيرة إلى أن الفكرة لاقت الكثير من الانتقادات حينما أعلن عنها، إلا أن هدف مؤسسته سيران أتيس، المحامية والحقوقية الألمانية من أصل تركى هى أن "تظهر أن هناك إسلام آخر لا يمت للإرهاب بصلة".
وتقول صحيفة "الإندبندنت" إن اتيس تعرضت لإطلاق نار عندما كانت فى الـ21 من عمرها فى برلين، وحينها شعرت أن مهمتها فى هذه الحياة لم تنتهِ وطلبت من الله وقتها أن يمهلها بعض الوقت لإتمام هذه المهمة.
المحامية سيران
وتقول الصحيفة إن مهمة أتيس التى تدرس حاليا لتصبح إماما، تمت بعد 3 عقود عندما افتتحت مسجد "ابن رشد - جوته" فى برلين.
وقالت أتيس عند افتتاح المسجد أمام حشد من الصحفيين ومصلين من النساء والرجال قبل عام "نريد أن نعطى رسالة للإسلام السياسى".
وقالت "الإندبندنت" إن كثير من المنتقدين أكدوا أن فكرة المسجد لن تستمر، ولكن بعد عام من إنشائه، قالت إيتس إنها أجرت المكان لعامين مقبلين بعد رواج الفكرة، لتتجاوز أعضاء المسجد الـ35 والذين يغلب عليهم النساء اللواتى يساعدن أيتس فى تنظيم الصلوات الإسبوعية وإعطاء جولات للرحلات المدرسية وعقد ندوات حول الديمقراطية والحب ومفهوم التفسير المتسامح المفتوح للإسلام والإله المتسامح.
المسجد فى برلين
وبالأساس ـ تضيف "الإندبندنت"ـ بادر سبعة ناشطين وناشطات لم يجدوا مكانا لهم فى المساجد المحافظة إلى تأسيس هذا المسجد، لأداء الصلاة كما يريدون فأطلقوا هذه المبادرة، وتقول أتيس التى أثارت جدلا واسعا فى أوساط المسلمين أن "هؤلاء السادة والسيدات (السلفيون) عليهم أن يكفوا عن السعى لسلبى حقى فى أن أكون مسلمة".
وهذا المسجد، وهو واحد من حوالى 80 مسجدا فى برلين، أقيم فى الطابق الثالث من مبنى تابع للطائفة البروتستانتية ويضم أيضا كنيسة ودار حضانة، فى خطوة أراد منها المؤسسون التأكيد على انفتاح مسجدهم على الجميع، ويؤكد المؤسسون ان كل تيارات الإسلام مرحب بها فى هذا المسجد التقدمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة