مرة جديدة يدخل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى صدام مع أجهزة الاستخبارات وقادتها بسبب موقفه من روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، وهو الأمر الذى زاد حدته عقب الاجتماع التاريخى بين الزعيمين فى قمة هلسنكى يوم الاثنين الماضى.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الرئيس دونالد ترامب يخطط لدعوة نظيره الروسى فلاديمير بوتين لزيارة واشنطن الخريف المقبل، وهى الدعوة التى أذهلت أحد كبار مسئولى الاستخبارات فى البلاد، الذى قال إنه لا يزال يطلع على تفاصيل ما ناقشه الرئيسان فى قمتهما فى العاصمة الفنلندية هلسنكى.
وتعبيرا عن ذهوله، قال دان كواتس، مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية ردا على مذيع شبكة "إن بى سى" الذى أخبره بخبر الدعوة أثناء إجراء مقابلة معه فى مؤتمر أمنى بأسبن، "قل هذا مجددا"، وأخذ نفسا عميقا ورد وهو محرج قائلا "سيكون هذا أمرا خاصا".
يأتى هذا فى الوقت الذى أمضى فيه البيت الأبيض يوما ثالثا فى محاولة لتفسير التصريحات التى أدلى بها ترامب بعد قمة هلسنكى، والغموض الذى انتشر فى كافة أرجاء الحكومة بشأن ما إذا كان الرئيس الأمريكى قد توصل إلى اتفاقيات مع بوتين بشأن سوريا وأوكرانيا، وترك مسئولى الجيش والدبلوماسية الأمريكية فى حالة من الظلام، على حد تعبير الصحيفة.
وفى ظل الانتقادات المكثفة، رفض ترامب اقتراحا من بوتين لكى تقوم روسيا باستجواب مواطنيين أمريكيين بينهما السفير الأمريكى السابق فى موسكو مايكل ماكفول، مقابل السماح لولايات المتحدة بالوصول إلى 12 من ضباط المخابرات العسكرية الروسية الذين يواجهون اتهامات فى قضية التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016.
وبعد ساعتين من تأكيد البيت الأبيض هذا النفى، قالت المتحدثة سارة هوكابى ساندر على تويتر إن ترامب طلب من مستشار الأمن القومى جون بولتون دعوة لبوتين، ووضعوا إطار للقرار بأنه جزء من حوار بدأ فى هلسنكى وسيستمر على مستويات أقل حتى يأتى الرئيس الروسى إلى واشنطن.
ولم يعلن البيت الأبيض عن موعد اللقاء، وهو ما يعنى أن ترامب سيلتقى بوتين مجددا قبل انتخابات التجديد النصفى مما يعطيه فرصة للرد على الانتقادات الواسعة التى تعرض لها بسبب كيفية تعامله مع الاجتماع الأول.
وكان كواتس قد أعرب عن إحباطه إزاء اختيار ترامب أن يكون لقاءائه ببوتن فى هلسنكى بوجود المترجمين فقط. وقال إنه لو تم سؤاله حول ما ينبغى أن يحدث لكان سيقترح طريقة مختلفة، لكنه أشار إلى أن هذا ليس مهمته على أية حال.
وكان ترامب قد قال فى تغريدة له أمس، الخميس، إنه يتطلع للقاء ثانى مع بوتين حتى يستطيعا البدء فى تطبيق بعض الأشياء الكثيرة التى تمنت مناقشتها والتى تشمل أوكرانيا وأمن إسرائيل والانتشار النووى وسلام الشرق الأوسط.
من جانبها، وصفت "واشنطن بوست" دعوة بوتين لزيارة واشنطن بأنها أحدث تحول غير متوقع فى أسبوع واجه فيه ترامب عاصفة من الانتقادات من كلا الحزبين بسبب تقاربه الحميم مع بوتين وتصريحاته المغلوطة بشأن تدخل موسكو فى الانتخابات وتجاهله للتحذيرات بضرورة النظر إلى الزعيم الروسى كخصم.
ونقلت الصحيفة عن مستشارين للرئيس ترامب غضبهم من تصريحات كواتس، وقالوا إنه بدا فى لحظات وكأنه يضحك على الرئيس ويلعب أمام جمهوره من النخبة المثقفة بطريقة من المؤكد أنها ستشثير غضب ترامب.
وبعد انتقاداته المعلنة لأداء ترامب فى قمة هلسنكى، شعر كبار مسئولى الإدارة من احتمال أن يتقدم مدير الاستخبارات الوطنية باستقالته وناشدوا ترامب بطمأنة كواتس وتهدئة الأوضاع، وهو ما حاول الرئيس الأمريكى فعله فى مقابلة مع "سى بى إس"، حيث أشاد بمدير الاستخبارات الوطنية، وتم إرسال نص المقابلة إليه لضمان أن يقرأ تعليقات الرئيس.
ويخشى المساعدون فى البيت الأبيض الآن أن يفسر ترامب تصريحات كواتس الأخيرة بأنها خيانة شخصية حيث أنها جاءت سريعا بعد مدح الرئيس له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة