"اللى يحتاجه الدرس يحرم على البيت".. شعار رفعته أغلب الأسر الفقيرة الذين لديهم أبناء فى الثانوية العامة العام المقبل استعدادا لموسم الدروس الخصوصية، حيث بدأ طلاب الصف الثانى الثانوى 2018، الخطوات نحو حجز مكان فى أحد مراكز الدروس الخصوصية مبكرًا.
الجمعيات سلاح الأسر لتوفير ميزانية الدروس الخصوصية
لن يختلف العام الدراسى المقبل 2019 بالنسبة للثانوية العامة، حيث بدأت الأسر المصرية ترتيب أولوياتها وتحديد احتياجاتها خاصة مع بدء موسم الدروس الخصوصية فى الوقت الذى اختفى فيه دور المدرسة بالنسبة لطلاب الصف الأول الثانوى.
"اليوم السابع".. تحدث مع بعض الأسر فى تجهيزها للثانوية العامة العام المقبل، حيث أكدت فاطمة محمد، إحدى أولياء الأمور، إن أبنائها انتهى من الصف الثانى الثانوى العام الحالى وبدأ التجهيز للثانوية العامة العام المقبل، موضحة أن هناك طقوس معينة جار تطبيقها حتى تستطيع مواجهة الثانوية العامة وتحقيق حلم أبنها الطالب بشعبة العلمى علوم.
ولى أمر: "اللى هيحتاجه الدرس يحرم على البيت"
وأكدت أنها بدأت دخول الجمعيات مع جيرانها من السيدات وأيضا تقليل المصاريف الخاصة بالبيت عدا الإحتياجات الرئيسية، قائلة: "من الآن اللى هيحتاجه الدرس الخصوصى هيحرم على البيت".
وتابعت ولى الأمر: "أهم حاجة ربنا يكلل مجهودنا بخير، ومفيش حل تانى لأن الدروس الخصوصية أصبحت ثقافة لدى ولى الأمر والطالب فى ظل تراجع دور المدرسة وأيضا عدم وجود حماس كافى لدى بعض المعلمين فى المدرسة بسبب ضعف الأجور الخاصة ببعضهم".
وأشارت إلى أن الطالب يرى نفسه فى سباق، ويريد أن يكون فى مصاف باقى زملائه بل يتقدم عليهم ومن ثم فالجميع يذهب إلى الدروس الخصوصية بكامل إرادته حتى يضمن التفوق وحجز مكان فى الجامعة أو الكلية التى يرغب فيها.
ولى أمر: نذهب إلى السنتر مضطرين
فيما قال سيد حسين، والد الطالبة إسراء بالثانوية العامة، أنه كأحد أولياء الأمور بدأ الاستعداد بالحجز لدى مراكز الدروس الخصوصية، قائلا: "بعض المراكز بدأت الحجز قبل انتهاء امتحانات الثانوية العامة 2018، حيث أن بعض المدرسين المشهورين يتهاتف الطلاب على الحجز لديهم ومن ثم فإن خطوات الدخول فى مجموعات دراسية بدأ بشكل سريع".
وأكد ولى الأمر أن أقل أسرة ترصد من 10 آلاف جنيه كحد أدنى إلى 20 ألف جنيه سنويًا كمبالغ مالية لتغطية أسعار الدروس الخصوصية والملازم واشتراك مقر السنتر، موضحا أنه فى رأيه الشخصى حل مشكلات الثانوية العامة والدروس تتمثل فى طريقة الإلتحاق بالجامعة.
وأضاف أن أى ولى أمر معذور حيث أنه يذهب إلى السنتر مضطر وليس بإختياره لأنه لو اعتمد على المدرسة وما يقدم فيها من معلومات وخدمة تعليمية فإن أبنه سيكون الخاسر الأول فى النهاية.
وتابع ولى الأمر: لا يوجد طالب واحد فى الثانوية العامة، لا يحصل على درس خصوصى، والمراكز بدأت الحجز للطلاب وتسجيل الأسماء، موضحا هى غذاء الروح بالنسبة للطالب ولا يستطيع أن يتخلى عنها رغم أنها مرهقة للأسر ويتحمل أولياء الأمور مبالغ ضحمة.
متوسط أسعار الدروس الخصوصية
بينما قال أحمد السيد، ولى أمر آخر بمنطقة السيدة زينب، إن سعر حصة الدرس الخصوصى تختلف من منطقة إلى أخرى، ففى السيدة زينب اقل سعر حصة فى مركز الدروس الخصوصية من 35 جنيهًا حتى 40 جنيهًا وهذا السعر موحد فى عدة مناطق خاصة الشعبية مثل بولاق الدكرور وفيصل والهرم ومناطق فقيرة أخرى، ولكن سعر الحصة يرتفع تدريجيا فى مناطق مثل المعادى والقاهرة الجديدة ومدينة نصر والدقى والمهندسين.
وتابع ولى الأمر: سعر الحصة أيضا يتوقف على اسم المدرس فلكل مدرسة أسعار مختلفة عن الآخر، كما أن سعر حصة اللغات تصل إلى 70 جنيها و100 جنيه فى بعض المناطق، مشيرا إلى أن لديه معارف وأصدقاء أولياء أمور ويشتكون من ارتفاع أسعار حصص الدروس الخصصوصية.
وواصل حديثه قائلًا: "لا بد من أن تعتمد الثانوية العامة على آلية تقييم أخرى غير الامتحان مثل بحث أو أسلوب آخر يخفف الضغط عن الطلاب وأولياء أمورهم حتى لا يكون الامتحان هو الطريقة الوحيدة فى قياس مستوى الطلاب".
مدرسون: نلجأ إلى الدروس الخصوصية لتحسين مستوى معيشتنا
من جانبهم، أعلن عدد من معلمى الدروس الخصوصية عن نيتهم فى عدم رفع أسعار حصص الدروس الخصوصية، حيث أكد "سمير م" معلم لمادة التاريخ بمحافظة الجيزة، إن العلم فى النهاية هو رسالة سامية وليست سلعة تباع وتشرى ومن ثم لا يصح أن تتحول إلى سلعة يتم الفصال فى سعرها بين المعلم والطالب ومن ثم فلن يتم رفع أسعار الحصص هذا العام رغم ارتفاع الأسعار فى جميع الخدمات والسلع الأخرى.
وأضاف المعلم لـ"اليوم السابع" أنهم يذهبون إلى السنتر ويعطون الطلاب دروسا خصوصية لسبب بسيط ومعروف للجميع وهو تحسين مستوى المعيشة الخاص به كمعلم، قائلا: "أرغب فى العيش بشكل يحقق لى حياة كريمة ومن ثم فمصدر دخلى الوحيد هو الدرس الخصوصى فى ظل تدنى المرتبات والأجور".
وأكد أن فى حالة رغبة الوزارة فى الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية عليها أن توفر البديل للمعلم سواء داخل المدرسة أو فيما يتعلق بدخله الشهرى وحياته اليومية.
التعليم: تطوير أسلوب التقويم لمواجهة الدروس الخصوصية
من جانبها، قالت مصادر بوزارة التربية والتعليم لـ" اليوم السابع"، إن نظام البوكليت أسهل بكثير من النظام السابق ويستطيع الطالب أن يخفف عن أسرته جزء كبير من قضية الدروس الخصوصية، متابعا: الوزارة وفرت خلال السنتين الماضيتين مجموعة من الامتحانات الاسترشادية لو لجأ أى طالب إليها وتم مراجعتها مع الاستعانة بالمدرسة فإنه سوف يحصل على كم من المعلومات تؤهلة لأن يحل أى امتحان فى نهاية العام الدراسى.
وتابعت المصادر: "الطلاب تعودا على الدروس وأيضا الملزمة التى يحصل عليها من المعلم والحفظ ولا يريد أن يتعب، قائلة: "الطالب يريد المنهج الدراسى فى شكل كبسولة ويظل يحفظ ويردد فيها طوال فيه طوال العام حتى دخوله الامتحان والإجابة وانتهى الأمر"، لافتة قضية الدروس لا تتوقف على أسلوب الامتحان والأسئلة أكثر من كونها ثقافة ترسخت لدى الطالب وولى أمره والقضاء عليها بتغيير أسلوب التقويم ودخول الجامعة وهو ما تعمل عليها الوزارة فى الوقت الراهن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة