سيول الشائعات التى نتعرض لها كل يوم، تؤكد أن الدولة المصرية مازالت مستهدفة من الطابور الخامس فى الداخل، ومن أعدائها بالخارج، لهدم كل ما يتحقق من إنجازات والتقليل من كفاح المصريين وصمودهم لعبور آثار الفوضى التى تلت 2010، نعم مازلنا نتعرض لتلك الحروب الافتراضية المنظمة والموجهة والتى يخططها ويحدد خطوطها العريضة خبراء متخصصون فى أجهزة الاستخبارات وإدارة الحروب النفسية، وهدفهم فى المقام الأول التشويش على المصريين، ودفعهم إلى الإحباط وتشتيت جهودهم.
القائمون بمثل هذه الممارسات من كائنات السوشيال ميديا يتسمون بمجموعة من الصفات تجعلهم قادرين على الاختلاق والكذب باحتراف ومهارة، فهم يخوضون حربًا ضد شعب، والمطلوب منهم إضعاف هذا الشعب وتفتيت وحدته، حتى تتأثر سلبًا خططه التنموية والإصلاحية ويدور من جديد فى دوامة الاضطرابات، وقد تتعجب من هذا الكائن الذى يجلس وراء الكيبورد ليختلق الأكاذيب بلغة تجمع بين المعلومة المشوهة والطرافة والسخرية، ما صفاته وما ملته وماالذى يدفعه لارتكاب جرائمه ونشر أكاذيبه يوما بعد يوم دون كلل أو ملل؟
الكائن السوشيالجى لا يشبه إنسان النياندرتال البدائى أو القرد الأعلى الأورانج أوتان، ولا يمكن تطبيق نظرية لومبروزو عليه، فنقول إن عظم جمجمته بارز، وفكيه قويان، وجبهته عريضة، وعينيه غائرتان، ونخلص فى النهاية إلى أنه «وش إجرام» على رأى الشاويش عطية الشهير برياض القصبجى.
لا، على العكس تماما هو منا ويشبهنا جميعا، ويمكن القول إنه شرب من نيلها وحاول يغنى لها، ولكن أسبابا ما تتعلق بالتكوين النفسى والثقافى والتعليمى، هى ما يدخله حظيرة السوشيالجية ويبعده عن أصحاب الوعى.
ساعات طويلة قضيتها أتأمل فى خلق الله وحكمته الكامنة داخل الكائن السوشيالجى، ووجدت أن التفاهة التى يتفاخر بها صاحبها ويبالغ فى إظهارها، هى ضرورة حتمية لما يأتى بعدها، فالقيمة لا تعرف إلا بنقيضها، وحتى نستعيد بأنفسنا قيمة الفهم والإدراك وسلامة الحكم على الأشياء، لابد أولا أن نعرف التفاهة جيدا ونرفضها ونضيق بها ونطلب نقيضها بالتعلم واكتساب الوعى.
الكائن السوشيالجى التافه، أحمق أيضا، يعنى خطر على نفسه وعلى الآخرين، ولا يمكنه تحمل توابع ما يفعل، ولو طبقنا عليه ما يدعو إليه فى بوستاته وتغريداته وصوره، فسنجد أنفسنا مضطرين إلى إحاطته بأسلاك الكهرباء العارية ومشاهدته وهو يتشنج ويتفحم، أو وضعه فى عنبر خمسة بمستشفى الأمراض العقلية.
الكائن السوشيالجى التافه والأحمق، مجادل لجوج دون وعى أو منطق أو ثقافة، هو يعتبر أن كل ما يطأ على ذهنه المشوش رأى من حقه أن يعلنه وصوت لابد أن يزعقه، مثلا يرى أن من حق كل مواطن أن يتلقى راتبا فوق العشرين ألف جنيه لمواجهة التضخم وارتفاع الأسعار، تقول له، طيب الناس اللى هتقبض فوق العشرين ألف هتشتغل إيه فى المقابل؟ يقولك معرفش، أى حاجة، السؤال ده توجهه للحكومة، تقول له طب أنت بتشتغل إيه؟ يقولك ياما اشتغلنا، هو احنا لسه هنشتغل، ولو حاولت أن توضح له معنى أن كل أجر لابد أن يكون له عمل يوازيه ويساويه فى القيمة، يرد عليك الرد السوشيالجى البليغ، مليش فيه.
الكائن السوشيالجى التافه الأحمق المجادل اللجوج عدمى أيضا ومظهرى سِمّاوى حتى النخاع، تجده فى المصائب نائحا لاطما صارخا مولولا ناعقا مثل البوم، وتجده فى الإنجازات والانتصارات ذات الطابع الوطنى صامتا صمت المتعصبين الخاسرين أو مشككا فى الإنجاز المتحقق، شعاره فى الحياة: خالف تعرف، ومنهجه: عارض على ما تفرج واشتم تكتسب قيمة ووجاهة، اللايك حياته، والكومنت روحه، والشير أقصى ما يتمنى، وموته وسمه أن تواجهه بحقيقته المُرة أنه افتراضى لا وجود له فى الواقع، فضلا عن أنه تافه وأحمق ومجادل لجوج وعدمى ومظهرى وسِمّاوى!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة