صحيح أن مقومات السياحة تقوم بالأساس على المقاصد السياحية من منتجعات وشواطئ ومبان أثرية ومعابد ومتاحف وهى المقومات التى حبا الله بها مصر، فلا يوجد نوع من أنواع السياحة إلا وتجده فى أم الدنيا، الأمر الذى منحها مكانة سياحية عالمية وإقليمية، وجعل من السياحة مصدرا من أهم مصادر الدخل القومى.
ومنذ عامين وتعمل مصر جاهدة لاستعادة تلك المكانة التى فقدتها نتيجة الأزمات المتراكمة منذ 2011 وحتى 2014، ومنذ أقل من عام بدأ قطاع السياحة يتعافى من جديد بعد أن بذلت وزارة السياحة جهودا كبيرة فى الترويج لمصر سياحيا عربيا ودوليا، إذ من المستهدف زيادة الحركة السياحية هذا العام بمعدل 10% على العام الماضى.
هيئة تنشيط السياحة تعمل على زيادة الحركة 10%
وبدأت الحملة الترويجية التى تقوم بها هيئة تنشيط السياحة تؤتى أكلها، حيث استقبلت مصر 8,3 مليون سائح بزيادة فى الإيرادات تتراوح بين 12 و15%، وأكدت الشهادات الدولية على التطور الذى شهده القطاع منذ بداية 2018، وفى مقدمتهم صندوق النقد الدولى الذى قال فى تقرير المراجعة الثالث الذى أجراه لبرنامج قرض للبلاد أن قطاع السياحة وارتفاع إنتاج الغاز الطبيعى وغيرها ستقود معدلات النمو، متوقعا أن يسجل إجمالى الناتج المحلى المصرى نمواً بنسبة 5.5% فى العام 2018-2019، بدعم من تعافى السياحة والغاز الطبيعى.
ولكن ليس بالحملات الترويجية ولا توافر مقومات السياحة فقط يعود القطاع إلى ما كان عليه أحد أهم مصادر الدخل القومى لمصر ومصدرا مهما للاحتياطى النقدى، فالصورة لن تكتمل بدون بنية تحتية جيدة فى المناطق السياحية سواء كانت أثرية أو ترفيهية، خاصة فيما يخص الطرق المحيطة بتلك المناطق والخدمات المطاعم وغيرها من عناصر الدعم للأماكن الأثرية.
حرائق القمامة
تقصير المحليات يهدد جهود وزارة السياحة
ويبدو أن تلك الحقيقة مازالت غائبة عن قطاع المحليات الذى يشهد تقصيرا فى دوره الرقابى لحماية الأماكن المحيطة بالمناطق السياحية، وهو الأمر الذى كشفته الحرائق المنتشرة بطريق الهرم سقارة الذى يمر عليه كل سائح يزور الأهرامات، ويبدو المظهر غير حضارى ولا يتناسب مع الجهود التى تقودها السياحة للترويج لمصر، عبر إشعال نيران فى القمامة المنتشرة على أحد جانبى الطريق، فى مشهد يعكس مدى الإهمال فى التصدى لانتشار القمامة والمخلفات لتلك المنطقة الهامة.
فكيف للسائح الذى يقطع أميالا ليأتى لأم الدنيا متشوقا لعجائب الدنيا السبع والآثار التى سمع عنها من خلال حملات وزارة السياحة الترويجية بالخارج، أن يجد هذا الحال المتردى فى شوارع المحروسة، وهو الأمر الذى يطرح تساؤلا عن مدى التنسيق بين أجهزة الدولة، ففى الوقت الذى تسعى فيه وزارة السياحة إلى إطلاق الحملات الدعائية ليظهر تكاسل المحليات عن آداء دورها والإهمال فى الحفاظ على الأماكن الأثرية والمظهر الجمالى للطرق المؤدية إليها يذهب بجهود الدولة من أجل التنشيط السياحى هباء.
حرق القمامة بطريق سقارة
وهو الأمر الذى يتنافى مع توجهات الحكومة خلال الفترة المقبلة، والتى تسعى إلى زيادة مستوى تنافسية المقاصد السياحية المصرية، والاهتمام بالاستثمار فى تنمية العنصر البشرى والارتقاء بمستوى الخدمات السياحية، خاصة فى ظل ما يمثله هذا المجال باعتباره أحد أعمدة الاقتصاد الوطنى وما يساهم به فى توفير المزيد من فرص العمل للشباب.
طريق سياحى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة