صور.. مواليد على سكة سفر.. امرأة تضع طفلها داخل قطار الصعيد.. القدر يسوق طبيبة لمساعدتها.. الدكتورة إيمان: لم أتوان لحظة عن واجبى المهنى.. المسافرون يخلون العربة.. والأم: شهامة الصعايدة طمنتنى

الجمعة، 13 يوليو 2018 01:29 م
صور.. مواليد على سكة سفر.. امرأة تضع طفلها داخل قطار الصعيد.. القدر يسوق طبيبة لمساعدتها.. الدكتورة إيمان: لم أتوان لحظة عن واجبى المهنى.. المسافرون يخلون العربة.. والأم: شهامة الصعايدة طمنتنى مواليد على سكة سفر
أسوان عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لم أتوانى لحظة عن واجبى المهنى وتقدمت إليه بشجاعة حتى ولو كان داخل قطار متحرك" كلمات أكدتها طبيبة مصرية من محافظة أسوان، وتجربة بطولية لبت نداءها حينما سمعت صراخ سيدة حامل داخل قطار الصعيد الذى انطلق من محطة القاهرة متجهاً إلى أسوان، فقامت بتوليد السيدة الحامل داخل إحدى عربات القطار وسط تصفيق من الركاب والمسافرين.

بداية المشهد كانت بمحطة مصر فى القاهرة، عندما وصل القطار رقم 2006 إلى رصيف المحطة مستعداً للانطلاق فى رحلته من العاصمة إلى أقصى جنوب مصر، حيث الصعيد ومحافظة أسوان، وبعد وقت توقف فيه القطار بمحطة مصر ينتظر ركوب المسافرين، أطلق القطار صافرته للإيذان ببدء الرحلة والتحرك نحو الجنوب، وداخل القطار كان يوجد عدد كبير من الركاب المسافرين إلى مدن الصعيد المختلفة، والذين جلسوا على مقاعدهم داخل عربات القطار ليحاول كل فرد منهم أن يشغل وقته خلال مدة الرحلة التى تتراوح عادة من 3 ساعات إلى 12 ساعة تقريباً حسب كل محافظة من محافظات الصعيد.

وفى إحدى عربات القطار جلست "إيمان شوقى" وهى طبيبة نساء وتوليد تقيم بمحافظة أسوان، تحاول أن تستغل وقت الرحلة فى شىء مفيد، فأخذت أحد الكتب الطبية المتخصصة التى جلبتها معها لممارسة هواية القراءة داخل القطار، حتى تصل أسوان أقصى جنوب مصر، وبينما تعمقت الطبيبة فى القراءة وإذ بأحد الجالسين فى القطار يقترب إليها ليطلب منها شيئاً.

قالت الطبيبة إيمان شوقى، لـ"اليوم السابع"، بعد مرور نحو ساعتين تقريباً من انطلاق الرحلة، اقترب منى أحد الركاب فى القطار وطلب منى إمكانية تقديم مساعدة لسيدة تجلس بجواره فى المقعد بالقطار ولا يرافقها أحد وتصدر من حين لآخر أصوات أنين، فقمت على الفور متوجهة إلى السيدة التى كانت تجلس معنا فى نفس عربة القطار، وبسؤالها تبين لى أنها امرأة حامل وتشعر بآلام قد تكون ما قبل الولادة، فأخبرتها: "لا تقلقى فأنا طبيبة نساء وتوليد".

وأضافت طبيبة النساء والتوليد أن المرأة الحامل دخلت فى مرحلة الولادة المبكرة، رغم أنها ما زالت فى نهاية الشهر الثامن من الحمل، وأن الجنين بدأ يخرج من رحم أمه، وهو ما دفعها إلى التفكير بضرورة إجراء ولادة عاجلة للمرأة، حتى وإن كان ذلك داخل قطار سكة حديد، مشيرة إلى أن المسئولين فى القطار حاولوا التدخل وإيقاف القطار فى منطقة سكنية لنقل المرأة الحامل لأقرب مستشفى حتى تضع مولودها، إلا أن وضع الجنين أصبح من الصعب أن ينتظر لفترة أطول وكان على وشك الخروج من بطن أمه.

وأوضحت الدكتورة إيمان شوقى أن المشهد كان تعاونيا لأقصى الحدود، وقام مجموعة من الرجال بإخلاء العربة متجهين إلى العربات الأخرى بالقطار بشكل مؤقت لحين أن تضع المرأة الحامل مولودها الذى شاء القدر أن يكتب ميلاده داخل القطار، وقامت النساء فى القطار بجلب "ملاية" للسترة وتغطية المرأة أثناء عملية الولادة، لافتةً إلى أنه رغم عدم وجود إمكانات طبية برفقتها، إلا أنها تدخلت بشكل سليم يحفظ للأم والجنين وضع ولادة عادى بدون مشاكل.

وتابعت الحديث عن وضع الولادة قائلة: لم تستغرق إجراءات الولادة وقتاً طويلاً حتى خرجت المولودة، وسط فرحة بالغة من الركاب الذين جلسوا فى العربة المجاورة لهم ينتظرون بشارة الولادة ويسمعون صرخات الطفلة التى خرجت من رحم أمها إلى الدنيا داخل القطار، وسط تصفيق من الركاب وإطلاق زغاريد من النساء داخل القطار.

وعن بطلة المشهد، تحدثت فاطمة محمود الأم، لـ"اليوم السابع"، "لم أصدق ما حدث لى داخل القطار وكأنه حلم انتهت قصته بحضور أول مولودة لى"، مضيفةً أنها تعمل طبيبة أمراض نفسية وعصبية، وأنها تعيش برفقة زوجها طبيب أيضاً متخصص فى أمراض الباطنة بالقاهرة، وتسافر لأسرتها من حين لآخر بمحافظة المنيا.

وأوضحت الأم أنها كانت تشعر بآلام الولادة قبل السفر بيوم، لكن عندما توجهت إلى طبيبة متخصصة فى النساء والتوليد أخبرتها بأنها لا زالت فى الشهر الثامن من حملها ولا يزال أمامها أسبوعاً كاملاً حتى تبدأ فى الشهر التاسع وتستعد لاستقبال مولودها الأول، مضيفة أنها رغبت أن تكون بجوار والدها ووالدتها الذين يقيمون بمحافظة المنيا، وطلبت من زوجها السفر فسمح لها لكن منعته ظروف التحضير لرسالته العلمية بالجامعة أن يرافقها خلال السفر فقررت أن تسافر وحدها.

وقالت فاطمة بعد مرور ساعتين من تحرك القطار وقبل دخوله محافظة المنيا وجهتى فى السفر، شعرت بآلام حادة، وبدأ القلق ينتابنى خوفاً من أن تكون لحظات الولادة، فالمشهد لا يسمح بالولادة وسط أنظار العشرات من ركاب القطار، لكن عندما اشتد الوجع وبدأت أصرخ، أسرع أحد المسافرين بجوارى لطلب المساعدة، وشاء القدر أن يكون رفيقتى فى السفر طبيبة نساء وتوليد.

وأشارت إلى أن اللحظات الأولى للولادة مرت عليها بصعوبة نظراً للموقف المحرج الذى تعرضت له داخل القطار وسط المسافرين، لكن مع تدخل الركاب وشهامة الصعايدة - كما وصفتها - بدأت تشعر بالاطمئنان حتى وضعت صغيرتها وخفت آلام الولادة، موضحةً بأنها أجرت اتصالاً بوالدها ووالدتها واللذان كانا ينتظرانها بمحطة المنيا، وسط حضور سيارة إسعاف نقلتها إلى المستشفى لاستكمال علاجها والاطمئنان على صحتها وصحة الجنين.

وفى اتصال ودى وطمأنينة بين الطبيبة والأم داعبت الأخيرة الطبيبة التى ساعدتها على الولادة قائلةً: كنت أتمنى تسميت الطفلة المولدة على اسمك، لكن أطلقت عليها اسم "سلمى" حتى لا تحزن أمى التى اختارت هذا الاسم على نفس اسمها".

أما الطبيبة الأسوانية فناشدت وزير النقل الدكتور هشام عرفات، بضرورة توفير أدوات ومستلزمات طبية تحت مسمى "إسعافات أولية" داخل قطارات السكة الحديد، حتى يمكن استخدامها عند الضرورة كما حدث لـ"فاطمة"، إلا أن العناية الإلهية رفقت بها بعد أن صارت ولادتها طبيعية بدون مشقة أو مشاكل صحية.

 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة