فى منتصف القرن التاسع عشر، اعتمد الفنانون فى أوروبا نمطًا جديدًا من الفن يسمى"الواقعية" تميزت هذه الحركة الفنية باهتمام غير مسبوق بالموضوعات اليومية، وصنعت تحولات كبيرة فى عالم الفن الغربى.
وعلى الرغم من أن هذا الاهتمام فى الأيقونات العادية اليوم قد لا يبدو جديرًا بالملاحظة، إلا أنه يمثل تحولًا كبيرًا فى تاريخ الفن، ومن هنا نستكشف مساهمات رواد التشكيليين من أجل فهم تأثير هذه المدرسة الفنية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع mymodernmet.
ما الواقعية؟!
ظهرت الواقعية فى فرنسا فى فترة الخمسينيات من القرن التاسع عشر، فى أعقاب ثورة 1848 -وبدأت بحدث "الحق فى العمل" فى البلاد - قدمت الحركة فكر متوسطى الطبقة العاملة، وقدمت صورًا عن الأماكن المعاصرة، والمشاهد اليومية كمواضيع فنية جديرة بالاهتمام.
رفض الفنانون العاملون فى الأسلوب الواقعى معايير الرومانسية (1800-1850)، وهو النوع الذى تم تعريفه من خلال إحساس مشحون بالعاطفة، فعادة تتميز اللوحات الرومانسية إما بالشخصيات الأسطورية أو مشاهد الطبيعة السامية، وفى كلتا الحالتين، فإنه يمجد رعاياه -وهى سمة رفضها الفنانون الواقعيون بشكل مباشر.
أبرز الفنانين الواقعيين المهمين؟
الفنان جوستاف كوربيه، غالبًا ما يُعتبر الشخصية الرائدة فى الواقعية، وضع حجر الأساس للحركة فى أربعينيات القرن التاسع عشر، عندما بدأ تصوير الفلاحين والعمال على نطاق واسع، كما قدم مواضيع دينية وتاريخية.
قبل ظهور كوربيه، لم يصور الرسامون المشاهد كما رأوها، محو تقريبا أى عيوب شاهدوا، أما بالنسبة إلى كوربيه كان يتبع النهج الضار بالرسم، فرصد المجتمع فى أفضل حالاته وأسوأها، قال عن ممارسته: "باختصار قدم رؤية للمجتمع بكل اهتماماته وشغفه، العالم بأسره يأتى لى لكى أرسمه"
أما بالنسبة للفنان جان فرانسوا ميليت، برز أفراد الطبقة العاملة فى لوحاته، لأنه كان يقيم فى ريف فرنسا، قال: "إن مواضيع الفلاحين تناسب طبيعتى بشكل أفضل، فالجانب الإنسانى هو ما يلمسنى أكثر فى الفن ".
إضافة إلى كونه رسامًا واقعيًا بارزًا، فإن ميليت معروف أيضًا بدوره فى تأسيس مدرسة باربيزون - مجموعة من الفنانين الذين اجتمعوا معًا للسيطرة على هيمنة الرومانسية.
وبالنسبة للفنان هونورا دوميير، كان رسامًا ونحاتًا ورسم للكاريكاتير استخدم مواهبه التعليق بجرأة على سياسة فرنسا المعاصرة.
دوميير قدم أعمال عكس أعمال كوربيه وميلليت، فإن فن دومير، وبالتحديد رسوماته الكاريكاتورية السياسية، تعرض فى كثير من الأحيان نغمات ذاتية ومبالغ فيها. ومع ذلك تقدم أعماله نظرة خاطفة على الحياة فى فرنسا فى القرن التاسع عشر.
أما عن روزا بونور فهى متخصصة فى تصوير الحيوانات، ونظرًا لهذا الاهتمام، يتم وضع العديد من لوحاتها فى المزارع والحقول وغيرها من الأماكن الريفية، وتعبر من أهم الرسمات الأكثر إنتاجا فى القرن التاسع عشر.
وبالنسبة للفنان إدوارد مانيه على الرغم من دراسته فى سياق الانطباعية، لكنه لعب دورًا محوريًا فى الواقعية، عمل الرسام كجسر بين الحركات، ملهمًا بالمهتمة الانطباعية فى التقاط "انطباعات" الحياة اليومية.
التأثير
نتيجة لنجاح الواقعية فى أوروبا، اعتمد الفنانون الأمريكيون هذا النهج بعد وقت قصير من ظهوره، ويتجلى تأثيرها بشكل خاص فى لوحات توماس إيكنز غير المدروسة، والدراسات التى كشف عنها إدوارد هوبر عن حياة المدينة الحديثة، وجسد جيمس أبوت ماكنيل ويسلر "الفن من أجل الفن".
إدوار مانيه
إدوارد هوبر
جان فرانسوا ميليت
روزا بونور
غوستاف كوربيه
هونورا دوميير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة