عقدت لجنة الحريات باتحاد كتاب مصر، أمس الاثنين، مائدة مستديرة بقاعة الاجتماعات بمقر الاتحاد بالزمالك، لبحث مآلات صفقة القرن المزعومة تحت عنوان دلائل الممانعة وخيالات الانكسار، شارك فيها مجموعة من المهتمين كل فى مجاله ما بين: التاريخى والأدبى والسياسى والواقعى والثقافى والاقتصادي، مجتمعين على استشراف مستقبل القضية ومآل الصفقة المزعومة.
شارك بورقة بحثية كل من الكاتب الصحفى محمد شلبى، والباحث معتز محسن، والكاتبة الفلسطينية كفاح عواد، والأكاديمية النائبة السابقة عن سيناء الدكتورة سهام جبريل، والدكتور حسام عقل، والدكتور حاتم الجوهرى الباحث فى الصراع العربى الصهيونى.
وعقب الأوراق الأساسية اشتبكت عدة مداخلات فى الجلسة النقاشية من الحضور ومنهم عبد الناصر الجوهرى، شوقى السباعى، زكريا صبح، أحمد الجلبى، فاتن فاروق عبدالمنعم، أمانى عطالله، عبير عبدالله، السيد نصر، وآخرون.
وفى النهاية خرجت المائدة المستديرة بمجموعة من التوصيات الأساسية نتاجا لعملها ترفعها لأصحاب الشأن وهى:
- ضعف الخطاب العربى المعرفى والثقافى الحالى إزاء المواجهة مع الغرب، وضرورة تطوير خطاب علمى جديد من خلال مراكز بحثية متخصصة.
- لجوء الغرب لإثارة الفتن لتمرير وعد بلفور القديم وكذلك وعد ترامب بصفقة القرن، بما يستتبع ضرورة البحث عن المشتركات العربية والبناء عليها.
- الصفقة هى ضمن نمط متكرر لعرض اتفاقيات متغيرة الاسم، متحدة الغرض للهروب من الحقوق العربية بالتدريج، وضرورة وضع خطة طويلة الأمد باتفاقيات وأهداف عربية مضادة، حتى الوصول لتحقيق السيطرة فى الصراع وامتلاك مقدرات ذلك.
- عادة ما يضيق الاحتلال الصهيونى ظروف المعيشة الاقتصادية على الفلسطينيين، لتكون ورقة مساومة مستمرة، بما يستتبع تطوير حلول غير نمطية لتوفير التمكين الاقتصادى لفلسطينى الداخل، عبر مشاريع خارجية وداخلية تمول استمرار الحياة بكرامة تحت الحصار.
- تعد الصفقة تتويجا لخرافة الفصل بين المسار السياسى وحل القضية، وتوفير المتطلبات الأساسية للحياة، بما يستوجب أولوية الحل السياسى فى أى اتفاقيات قادمة وتجاوز تكتيكات كسب الوقت الصهيونية.
- رصدت المائدة تاريخ محاولات فصل سيناء عن مصر وادعاءات الغرب المتكررة فى هذا السياق، منذ بدايات القرن الماضي، كفكرة مستقرة فى العقلية الغربية والصهيونية، بما يستتبع ضرورة تعمير سيناء بالكامل وربطها بالوادي، وقطع الطريق على هذا المسار للأبد.
- أوصت المائدة بضرورة إعلان "وثيقة المبادئ الأساسية" العربية وإعلان مبادئها للجميع، كوسيلة لتحقيق الإجماع العربى فى أسس التفاوض بالقضية الفلسطينية، بما يضمن توحد الجماهير العربية مع الأنظمة السياسية مع التيارات الحزبية ورائها.
- رصدت المائدة ضعف حالة من الوعى بالقضية وأسسها بالشارع العربى، وعليه أوصت بضرورة رفع حالة الوعى عن طريق الأفلام الوثائقية، والأفلام الدرامية القديمة وتمويل سينما جديدة تبرز الصمود العربى وعدالة قضيته، وكذلك أهمية التصدى لمحاولات سرقة التراث العربى الفلسطيني، والشروع فى حصر وأرشفة التراث الثقافى اللامادى الفلسطيني.
- انتهت المائدة إلى أن الصمود العربى يجب أن يصحب بخطة سياسية طويلة المدي، لاستعادة المقدرات العربية الاقتصادية وكذلك تفعيل القوة الناعمة فى هذا الاتجاه، والتلويح بالعودة للمربع صفر عند الحاجة بسحب الاعتراف بالدولة الصهيونية، إذا وصل الضغط الغربى والصهيونى لمرحلة حافة الهاوية.
- أشارت المائدة إلى أن تباين المواقف الغربية إبان الثورات العربية فى مطلع هذا العقد، وانفراط المعادلة القديمة يطرح طريقين للسير فيهما، إما الطريق النمطى باستعادة حالة الثبات على الحال القديمة فى فترة ما بعد استقلال الدول العربية القرن الماضي، أو تطوير الموقف والاستفادة من الثورات الناشئة واعتبارها مدا جماهيريا داعما للمفاوض العربي، شرط وجود اللحمة وتحقيق المزيد من الإصلاحات الديمقراطية والسياسية والبيروقراطية.
والجدير بالذكر أن لجنة الحريات تضم فى تشكيلها الحالى عبد الناصر الجوهرى رئيسا، وحسام عقل مقررا، وحاتم الجوهرى عضوا، ومصطفى عبد الغنى عضوا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة