ترتبط الصحة النفسية للطفل بالتربية بشكل كبير، حيث إنه إذا تمت التربية بطريقة خاطئة ينعكس الأمر بالسلب على صحته النفسية وشخصيته طوال حياته، فى هذا التقرير نتعرف على أهم أساليب التربية التى يجب أن تتبعها الأم لصحة نفسية أفضل لأبنائها وبدون اضطرابات نفسية.
قالت الدكتورة زينب محمد مهدى، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، لـ"اليوم السابع"، إن التربية من أخطر العمليات الموجهة للطفل، حيث إنه لو لم توجه للطفل بشكل سليم وسوى سوف تؤثر عليه بالسلب وبالتالى الأم بحاجة إلى فهم العديد من الأمور الموجهة للطفل والبعد عن الكثير من الأمور أو بالأحرى بعض الموروثات غير السليمة بالمرة عن الطفولة.
زينب محمد مهدى، استشارى الصحة النفسية
وأشارت إلى أن من أهم الأساليب التربوية التي تتبعها حتي يصبح الطفل بصحة نفسية أفضل وبدون أضطرابات نفسية ما يلى:
عقاب الطفل
كثير من الأمهات يتبعن أساليب غير سليمة بالمرة عند معاقبة طفلها فمنهن من تستخدم الإيذاء البدنى أو الضرب ومنهن من تستخدم الإيذاء المعنوى عن طريق سب الطفل وشتمه بألفاظ تحطمه نفسيًا وهذان الأمران غير تربويين بالمرة وغير مسموح باستخدامهما ومن هنا لابد أن نوضح للأم كيف تعاقب ابنها عندما يقوم بأى فعل خاطئ، مثل: تحسين علاقتها بابنها وجعله يثق فيها، وأن يكون أقصى عقاب له أن تمتنع عن الحديث معه، حيث يجب أن تعرف الأم كيف ومتى تستخدم أساليب العقاب حتى لا تفلت منها زمام الأمور.
مكافأة الطفل
وهذا الأمر عواقبه أقوى من العقاب المفرط للطفل بمعنى كثير من الأمهات رزقت بطفل بعد 10 أو 15 عامًا وتبتعد كل البعد عن عقاب ابنها عن أي شىء وعندما يقوم بأي شىء جميل تقوم بمكافأته ولكن بشكل مفرط يربي عند الطفل كثيرًا من الأفكار والعادات الخاطئة مثل جعل الطفل ماديًا ويحب المكافآت وينتظر وراء كل شىء يفعله مردود ثم يجعل الطفل أكثر أنانية ويبحث عن الأفضل والأفضل حتى لو كان ذلك الشىء في أيدي الأخرين والمبالغة في مدح الطفل تجعله مغرورًا ومحبًا لنفسه وكل هذا يبعده كل البعد عن السواء النفسي خاصة عندما يأتي الوقت الذي فيه يتفاعل مع المجتمع الخارجي ويصطدم بالواقع.
حدود علاقة الطفل بأمه
كثير من الأمهات يتحيرن فى ذلك الأمر وينقسمن إلى قسمين أم تحب ابنها جدًا وتجعله يعتمد عليها وأم تقسو على ابنها جدًا خوفًا عليه من الاتكالية ولكن استخدامها للقسوة لا يجعلها تحصل على ما تريد معه وهذان الأمران خطأ، فحدود الطفل بأمه تتوقف على المرحلة العمرية التى يمر بها بمعنى فى مرحلة المهد الأم عليها أن تلازم الطفل لتشعره بالأمان أما فى مرحلة الطفولة المبكرة تبدأ الأم توضح لطفلها أمور بسيطة تجعله يكتشف الواقع الخارجى وهى معه أيضًا ثم الطفولة المتوسطة والمتأخرة يبدأ الطفل يخرج ويتجه إلى مجتمع أخر وهو المدرسة وبالتالى يبتعد بشكل جزئى عن الأم ومن هنا يأتى دور الأم فى توضيح بعض الأمور لابنها بأن الحياة ليست عبارة عن أم وأب فقط وإنما هو مجتمع كامل نعيش فيه وتجعله يحب ذلك المجتمع حتى يتأثر بالإيجابى الموجود فيه ويبتعد عن السلبى الذى بداخله.
الاستماع للطفل
كثير من الأمهات بحكم الضغوط الواقعة على عاتقهن لا تعطى مساحة لأبنائهن أن يتحدوا بما يشعرون به حتى ولو كان حديثهم غير مهم، ولكن بالنسبة لهم يحمل الكثير من الرسائل النفسية وعلي كل أم أن تستمع لأولادها وبإنصات لربما الاستماع له يبعده عن كثير من الاضطرابات النفسية التي نحن فى غنى عنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة