فى المنافسة الدائرة بين شيوخ الأزهر ودعاة الأوقاف حول من يحق له إصدار الفتاوى، لا يبدو أن واحدًا من الطرفين سينتصر، ربما لأن الفتوى لم تعد تلك العصا التى يمكنك بها السيطرة على الناس وكسب احترامهم أو تقديسهم، وربما أيضًا لأن قيادات الأزهر والأوقاف فهموا بالخطأ أن تجديد الخطاب الدينى يقتصر فقط على الفتوى ومقاعد الوعظ، ولو كنا- نحن عموم المسلمين- سعداء الحظ، لرأينا المنافسة أولًا حول ماهية الفتوى، وكيفية تطويرها، واستعدادها للإجابة عن أسئلة المستقبل، وكيف نقنع الحائرين بأن الفقه الصحيح هو الذى يجعل حياتهم أفضل، بدلًا من تضييع وقت المشايخ والنواب على مهنة لم يعد أحد من البشر يتهافت عليها، لأنهم ببساطة يسألون «جوجل»، وهو يمنحهم كل الإجابات المتاحة، وجميعها يغلب عليها التشدد أو الجهل أو الشذوذ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة