يحل شهر رمضان كل عام فتكثر فيه الطاعات ويحاول المسلمون التقرب إلى الله أكثر فى هذ الشهر بالصيام والصلاة والصدقات والزكاة، ولكن كما يكثر الطامعون فى القرب من الله يكثر الطامعون فى أموال الفقراء ممن لا يستحقونها، ويبدأون فى ابتكار الحيل للحصول على أموال ليست من حقهم على الإطلاق.
رصدت عدسات كاميرا "اليوم السابع" مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس عمال النظافة، ولكنهم ليسوا ممن يمسكون بالمكانس الطويلة أو يجرون عربات صناديق القمامة، هؤلاء الأشخاص فقط يحملون أكياسا على ظهورهم ويتجولون فى وسط الشارع بين السيارات كبائعى المناديل، يسألون الناس بمذلة ويطلقون الأدعية والتهانى بحلول شهر رمضان.
بين شارع التحرير ومسجد على بن أبى طالب بالدقى مسافة لا تتعدى كيلو متر، ومع ذلك تجد أن عدد العمال الذين يرتدون ملابس عمال النظافة حوالى 8 أشخاص يمشطون الشارع معا ولا يتركون سيارة إلا ويسألون صاحبها بمذلة، وإذا أخرج أحدهم صدقة وجدت باقى الأشخاص قد تجمعوا عليه.
والسؤال هنا هل هؤلاء فعلا عمال نظافة؟ وإذا كانوا بالفعل.. هل يعقل كل هذا العدد فى هذه المساحة الصغيرة من الشارع؟ وإذا لم يكونوا كذلك.. فلماذا يرتدون هذه الثياب؟.
والجواب هو أن الكثير من الناس يرقون لحالة عمال النظافة لضعف رواتبهم، ويرون أنهم يستحقون الصدقة والزكاة، ولذلك قرر هؤلاء – محترفى صيد أموال الصدقات والزكاة- ارتداء ملابس عمال النظافة للحصول على أموال من هم أحق منهم بها.
أما السبب الثانى فإن هذه الثياب تحميهم من إلقاء القبض عليهم بتهمة التسول، فهذه الثياب تعطى لهم مبررا فى التواجد بمنتصف الشارع، فإذا حاول أحد رجال الشرطة القبض عليهم تعلل أنه يزاول مهام عمله.
واللافت للنظر أن أعمار هؤلاء الأشخاص ليست متقاربة فمنهم من فى سن الشيخوخة ومنهم من فى سن الشباب، وإذا افترضنا أنهم بالفعل عمال نظافة، فهذا ليس مبررا أبدا لأن يمد أحد منهم يده ليطلب المساعدة، وإذا أعطينا العذر لمن هم فى سن الشيخوخة وافترضنا أن الحاجة هى التى دفعتهم ليمدوا يدهم، فلماذا لا يعمل الشباب منهم فى عمل آخر بعد أن تنتهى أوقات عمله بشركة النظافة، وإذا لم تكن تكفيه الأموال التى يتحصل عليها من عمله بشركة النظافة لماذا لا يتركها ويبحث عن فرصة عمل أفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة