فى حواره مع مجلة الرجل السعودية، وردا على سؤال يخص علاقته بالشباب المختلفين مع سياساته، قال الرئيس السيسى: «إنه يعقد الآمال على وعى الشباب المصرى لإنجاح مشروع تثبيت الدولة المصرية الذى أوشك أن يكتمل، مشيرا إلى أن الشباب يحتاج لفرصة ويجب على القيادة السياسية توفيرها لهم، وأن برنامج تأهيل الشباب ستظهر نتائجه قريبا، مضيفاً: «عمرى ما بزعل من الشباب المصرى اللى بيختلفوا معايا عشان البلد، دول ولادى، حد يزعل من ولاده».
هذه الإشارات المتتابعة من السيسى للشباب المصرى الذى يمثل نحو سبعين بالمائة من المجتمع، تؤكد صحة الرهان الذى اعتمده منذ توليه المسؤولية فى ظروف صعبة نعلمها جميعا، حيث تكالبت التحديات الداخلية والخارجية لتحيط بنا، وتدفع البلد لمحاولة الانفجار من الداخل بفعل ضغوط اقتصادية طاحنة وطاقة غضب وطموح لدى قطاعات واسعة من الشباب صغار السن لا يرضون بالواقع المحيط ولا يجدون مسارا واضحا يتحركون عليه.
منذ توليه مهام ولايته الأولى، سعى السيسى لمخاطبة مختلف الفئات بالمجتمع ومصارحتهم بالأوضاع التى نمر بها وإشراكهم فى تحمل المسؤولية التاريخية عن بلدهم فى أقسى اللحظات التى يمر بها، دون أن يغفل طبيعة المجتمع السكانية، وكيف تم تهميش أكبر كتلتين بالمجتمع النساء والشباب، ومن هنا كان الهدف من تدشين المشروعات القومية كثيفة العمالة، واعتماد التمييز الإيجابى للمرأة، وعقد مؤتمرات الشباب العالمية والموافقة الفورية على قوائم العفو عن الشباب الصادر بحقهم أحكام نهائية، نوعا من التوجه للفئات المحرومة وفتح الطريق أمامها للمشاركة وللحياة من جديد.
مؤتمرات الشباب الخمسة، التى انعقدت خلال ولاية السيسى الأولى، سدت فراغا حزبيا كبيرا، فقد انكفأت الأحزاب السياسية على نفسها وشاخت دون أن تدرى بسبب ضعف الممارسة الحزبية والانشغال بالصراع السلطوى على المناصب، وعدم فتح المجال لاجتذاب دماء جديدة، وعدم التعبير عن الثوابت الحزبية المعلنة أو حتى الاهتمام بالنزول للشارع ومخاطبة الجماهير.
وخلال هذه المؤتمرات الخمسة، شاهدنا حراكا سياسيا كبيرا ومشاركة فاعلة من مجموعات شبابية نابهة بالتوازى مع خبرات كبيرة فى مختلف المجالات، مع توجه لاجتذاب الشباب المصرى المهاجر والاستماع برحابة إلى ملاحظات وانتقادات الشباب المحبط فى الداخل الذى لم يعد يعرف ما الجدوى من ثورتين قام بهما خلال سنوات قليلة دون أن يتحقق حلمه فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
السيسى خلال مؤتمرات الشباب الخمسة، قدم مشروعا إصلاحيا وتنمويا قابلا للتطبيق من خلال طرح المشكلات بصراحة على المصريين مع دعوتهم للمشاركة الحقيقية فى تقديم الحلول وتحمل مسؤولياتهم تجاه بلدهم، وهذا الطرح الذى تميز بالعقلانية والنهج العملى التنفيذى أسهم بدرجة كبيرة فى تحول فئات المجتمع وفى القلب منهم الشباب، من الرومانسية فى طلب الحلول بالهتاف فى الميادين والخروج بمظاهرات، إلى العمل الشاق وبذل الجهد بهدف التغيير.
النهج الإصلاحى التنموى، أوضح للشباب ولمختلف فئات المجتمع المصرى أن هناك أملا ولكن له ثمن من المشاركة والتحمل والصبر، وأن التغيير ممكن طبعا إلى الأفضل، ولكن بالعمل الشاق وبذل الجهد ومواجهة كل السلبيات القديمة، وفى مقدمتها الفساد والسلبية والغش والوساطة والفهلوة والاستعجال والبحث عن حلول خرافية والهروب من المشكلات بالمسكنات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة