أتفاءل كثيرًا بمستقبل الخطاب الدينى.. وعناية خاصة بالنشء والشباب وقضايا المرأة
الاستثمار الأمثل لأموال الأوقاف فى مقدمة أولوياتى فى المرحلة الراهنة
« 30 يونيو أنقذت مصر من براثن الجماعة الإرهابية ..» هكذا يرى وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، ثورة المصريين ضد حكم المرشد، موضحا أن الجماعة الإرهابية كانت ستجرنا إلى حافة الهاوية، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة أنقذا مصر والمصريين من مصيربعض الدول المجاورة.
وأضاف الوزير فى حواره ل «اليوم السابع »، أن تجديد الثقة له فى الوزارة مسؤولية كبيرة، مفصحا عن خططه للفترة المقبلة، وإخماد جذوة الأخونة، وسعى الدولة نحو تجديد الخطاب الدينى.. وإلى نص الحوار:
فى البداية نهنئكم بتجديد الثقة واستمرار توليكم وزارة الأوقاف.. نود أن نعرف ما رؤيتكم للوزارة والأهداف التى تود تحقيقها؟
بالطبع، تجديد الثقة مسؤولية وأمانة، والثقة شرف كبير، يتطلب الوفاء بحقها جهدًا وعرقًا، فنحن لا نملك رفاهية الوقت، إنما نحتاج مسابقة الزمن واستغلال كل أجزاء الثانية للعمل والإنجاز، ووضعنا الملامح العامة لخطة الوزارة فى المرحلة المقبلة، وتتمثل عناوينها الرئيسية فى مزيد من التأهيل والتدريب النوعى المستمر، والدفع بمزيد من القيادات الشابة، والتوسع فى القوافل الدعوية فى مختلف محافظات مصر، ولاسيما القرى والنجوع والمناطق الحدودية والنائية، وإعطاء عناية خاصة لقضايا النشء والشباب والمرأة، مع تعظيم دور الواعظات ودور المربيات للنشء كنشاط جديد، وإحياء ندوة للرأى ونشر ملتقى الفكر على مستوى الجمهورية على مدى العام بالمشاركة مع المؤسسات الفكرية والثقافية والإعلامية، والتوسع الجغرافى والنوعى فى المدارس العلمية والقرآنية ومراكز الثقافة الإسلامية على مستوى الجمهورية.
كما سنضع أولوية قصوى وملفا خاصا للدعوة بشمال سيناء، والاهتمام بمجال الترجمة والنشر وإعداد الأئمة المؤهلين للإيفاد بمختلف دول العالم، واستكمال منظومة عمارة المساجد على مستوى الجمهورية، والتوسع فى جميع مجالات البر وخدمة المجتمع، واستكمال منظومة إصلاح هيئة الأوقاف وتعظيم استثماراتها، وافتتاح عدد كبير من مشروعات الهيئة، والاتجاه إلى إقامة مشروعات جديدة تعظم استثمارات الهيئة وتسهم فى توفير مزيد من فرص العمل من جهة أخرى، والعمل على تحسين أحوال جميع العاملين بالوزارة فى مختلف المجالات، ولا سيما المتميزين منهم، والعمل على إقرار حوافز تميز للكفاءات المتميزة، سواء من السادة الأئمة أم من السادة الإداريين، أم من سائر العاملين بالوزارة، مع فتح قنوات تواصل متعددة مع جميع العاملين بالأوقاف والمتعاملين معها.
ونحن نحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة.. كيف أنقذت 30 يونيو مصر من الظلام؟
«30 يونيو» أنقذت مصر من براثن الجماعة الإرهابية، وكتبت لها تاريخًا استثنائيًّا، فى ظل الظروف المحيطة بالمنطقة، حيث كانت الجماعة الإرهابية تجرنا إلى حافة الهاوية، لكن عظمة هذا الشعب وحضارته الكامنة فى أبنائه المتجذرة فى أعماقه، تظهر دائما فى اللحظات الفارقة، وهو ما حدث فى 30/6/2013م، حيث لفظ الشعب المصرى هذه الجماعة الإرهابية، ومن يدورون فى فلكها، وكان القائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسى ومن خلفه القوات المسلحة الباسلة عند حسن ظن الشعب المصرى، فقام سيادته بأكبر عملية إنقاذ وطنى فى عصرنا الحاضر.
وزارة الأوقاف قبل توليكم المسؤولية كانت نموذجاً صارخاً لأخونة الدولة.. كيف استطعتم تطهيرها من ذلك الفكر المتشدد؟
جماعة الإخوان انتهجت منهجًا إقصائيًّا عنصريًّا غير مسبوق فى تاريخنا، لأنهم يعتبرون أنفسهم جماعة الله المختارة، وغيرهم ما بين كافر أو فاسق أو مرتد أو جاهلى، أو ناقص الإيمان، فى نظرتهم الإقصائية المقيتة، فقد حاولوا إحلال عناصر الجماعة مكان أكثر قيادات الوزارة الأصيلة التاريخية، حتى قال أحد عناصرهم المتطرفة، من كان مكرمًا قبلنا، «أى من هو من غير عناصر الجماعة»، فهو المهان عندنا، ومن كان مهانا من قبل «يقصدون خريجى السجون والمعتقلات والإرهابيين أمثالهم من أعضاء الجماعة»، فهو المكرم عندنا.
كيف تمت السيطرة على المساجد من الإخوان وأصحاب الفكر المتشدد؟
استجمعنا قوى أبناء الوزارة الوطنيين العظماء من القيادات والشباب ودفعنا بهم بقوة ووقفنا إلى جانبهم، حتى أعدنا الأمور إلى نصابها الصحيح.
كيف تم القضاء على الخطاب التكفيرى للإخوان؟
تم القضاء على الفكر الإخوانى فى المساجد بالجد والعمل والتدريب والتأهيل المستمر بجهود جبارة لكل أبناء الوزارة الشرفاء، وبإقرار قانون الخطابة رقم 51 لسنة 2014م، وما تبعه من قرارات منظمة وخطوات إجرائية على أرض الواقع، فقد استطعنا استعادة مساجدنا التى كانت مختطفة، كما استعدنا الخطاب الدعوى الذى كانت تختطفه هذه الجماعات الضالة المضلة، وبعض جمعياتها التابعة.
كيف ترى مستقبل الخطاب الدينى والدور التنويرى لأئمة الأوقاف؟
شخصيًا أتفاءل بمستقبل كبير للخطاب الدينى المستنير، لأن الناس لفظت الإرهاب والإرهابيين، ولأن الفطرة السوية للإنسان المستقيم هى الوسطية والاعتدال، «فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ»، فالإسلام بخير، ومصر بخير، وستظل بخير، بفضل الله، عز وجل، ثم بفضل قيادتها الحكيمة، ثم بفضل تضحيات أبنائها الغيورين الشرفاء.
وعلى كل الوطنيين الشرفاء الغيورين على دينهم ووطنهم وعرضهم وكرامتهم أن يقفوا صفا واحدا فى وجه دعاة الفوضى، وألا نسمح مجتمعين لأحد أو ثُلّة منحرفة أن تحاول مجرد محاولة جرنا إلى الفوضى التى عصفت بكثير من الدول، فوقعت ولم تقم، ودخلت فى أتون الفوضى فلم تخرج منها، وأن نتعامل بكل حسم مع العناصر المتطرفة، وأن نكون جميعا عيونا ساهرة على أمن هذا الوطن، ومتعاونين فى الوفاء بحقه العظيم علينا جميعًا.
ما استعدادات الوزارة لموسم الحج؟
نعمل على التوعية بالشعائر أثناء المناسك من خلال عدد المرافقين لبعثة الحج، وعددهم 60 مرافقًا، والتوعية بالمطارات والمزارات، وإعادة طبع كتاب «التيسير فى الحج»، وتخصيص بعض الخطب والدروس والندوات حول موضوع الحج، والمشاركة فى البرامج التليفزيونية والإذاعية لشرح مناسك الحج.
كم عدد المدارس العلمية والمدارس القرآنية ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم؟ وما الهدف من المدارس القرآنية؟
لقد بلغ عدد المدارس العلمية 61 مدرسة، وبلغ عدد المدارس القرآنية 650 مدرسة، وبلغ عدد مكاتب التحفيظ 2327 مكتبا، وتهدف مجتمعة إلى تحصين المجتمع، خاصة النشء والشباب من الفكر المتطرف، وتوفير التعليم الدينى الوسطى، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وكبح جماح الجماعات المتطرفة.
ما دور الواعظات؟ وما المقصود بنشاط المربيات؟
يتم الدفع بهن للعمل الدعوى وفق تعاليم الإسلام السمحة، وفى توعية المرأة بقضايا الصحة الإنجابية ومخاطر زواج القاصرات، والختان، والانفجار السكانى وغيرها من القضايا، مع التركيز على القيم الأخلاقية والإنسانية، والتوسع فى مجال الواعظات والمحفظات والمربيات للإسهام الجاد فى دور المرأة فى المجتمع، وقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة لاستغلال مصليات السيدات، والمقصود بدور المربيات عدم الوقوف عند دائرة الحفظ والتلقين وتجاوزها إلى دائرة التربية والتنشئة الصحيحة للنشء وفق سماحة الإسلام ومنهجه الوسطى.
ما أحدث إصدارات الوزارة؟
أحدث إصدارات الوزارة كتابان هامان، أحدهما، كتاب «حديث الروح»، وهو قراءة عصرية لبعض الجوانب الإيمانية والقيم الأخلاقية والإنسانية، فى لغة سهلة قريبة ميسرة، تهدف إلى تقريب المعانى الأخلاقية وترسيخها فى الذاكرة والوجدان، وتسهم فى تحويلها إلى سلوك وواقع حياتى معاش.
كما يتناول هذا الكتاب بعـض الموضوعات ذات الطابع الإنسانى العام، مثل معاملة الخادم والأجير، والرحمة بالحيوان والجماد، وحق الطريق والمرافق العامة، وأدب الحياة الخاصة، وهو فى الجملة يهدف إلى الإسهام فى العودة إلى قيمنا الحضارية والأخلاقية والإنسانية الراقية التى تعد المحور الأساس لرسالة من بعثه الله «عز وجل» ليتمم مكارم الأخلاق سيدنا محمد.
أما الكتاب الثانى فهو «نعمة الماء.. نحو استخدام رشيد للمياه»، وهذا الكتاب يقدم تأصيلًا علميًّا شرعيًّا لضوابط استخدام المياه وبيان أهميتها، وأثرها فى بناء الحضارات، وضرورة الحفاظ عليها من خلال: ترشيد استهلاكها، وعدم الاعتداء عليها، أو الإسراف فيها.
ويتناول الكتاب حديث القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة عن الماء وجانبًا مهمًا من حديث الفقهاء عنه، وفيه تأكيد واضح على أن كل نقطة ماء تساوى حياة، كما أنها تساوى مالًا مقومًا، وأن فقدها أو إهدارها يعنى إهدارًا لمقدرات مهمة يجب الحفاظ عليها، ويضم الكتاب ملحقًا فنيًّا إرشاديًّا عن السلوكيات السلبية التى يجب اجتنابها، والسلوكيات الإيجابية التى ينبغى اتباعها فى التعامل مع الماء، بغية الوصول إلى ثقافة مجتمعية رشيدة فى ذلك.
ما أهم الإرشادات العملية التى تضمنها كتاب: «نعمة الماء.. نحو استخدام رشيد للمياه»؟
يتضمن هذا الكتاب نصائح وإرشادات عامة، منها سلوكيات سلبية يجب تجنبها، منها فى المنازل والمؤسسات الحكومية والمدنية، مثل ترك الصنابير مفتوحة فى المنزل، أو المسجد، أو الكنيسة، أو المدرسة، أو المؤسسة الحكومية أو الأهلية، والإسراف فى استخدام المياه فى الغسيل والاستحمام والمطبخ والحلاقة، رى الحدائق المنزلية بالمياه النقية مما يستنزف كميات كبيرة من المياه، الإسراف فى غسيل السيارات فوق ما تقتضيه الضرورة، رش الشوارع بالمياه العذبة.
وفى مجال الزراعة، الرى بالنهار فى فترة الظهيرة، وكميات مياه زائدة عن الحد يمكن أن تهلك النبات، وزراعة الأرز بالمخالفة وبالطريقة التقليدية، وزيادة مساحات القصب على حساب البنجر بالمخالفة للتعليمات وتجاوز المساحات المحددة لذلك، وعدم الالتزام بأدوار المناوبة، وعدم صيانة الترع والمساقى أو تطهيرها، ورى الحدائق أو البساتين بمياه الشرب النظيفة، أو ريها بطريق الغمر.
أما عن السلوكيات الإيجابية التى يجب اتباعها، فى المنازل والمؤسسات الحكومية والمدنية، فيجب أن لا تفتح صنبور الماء على آخره، ولا تترك صنبور الماء مفتوحًا أثناء الاستعمال، نظف أسنانك باستعمال كوب ماء ثم الصنبور فى الغسيل، توضّأ من إناء مملوء بمياه نظيفة أو افتح الصنبور باعتدال، وتأكّد أن «السيفون» لا يُسرِّب الماء، وتجنّب سحْب «السيفون» بلا داعٍ، وإذا حدث تسرُّب من الحنفيّة فأسْرع بإصلاحها، افْحَصِ الحنفيّات والمواسير كل فترة؛ لمنع أى تسرب، وغسل الخضراوات والفاكهة والأرز باعتدال وعدم الإسراف فى ذلك، بحيث يتم غسل الخضراوات فى إناء بدلا من غسلها بالماء المتدفق من الصنبور، إمكانية الاستفادة من الماء المستخدم فى غسيل هذه الأشياء فى رى الحديقة، عدم استخدام مياه الشرب فى رى الحديقة.
ورى الحديقة بالرش وليس بالخرطوم أو الغمر، واستخدام كمية معقولة من المياه فى رى الحدائق والبساتين والنباتات المنزلية، واغْسل السيارة بالدّلو، وليس بالخرطوم، ولا ترش مياه الشرب فى الشارع ولا أى مياه صالحة للاستعمال.
وإذا رأيت تسرب مياه، أو ماسورة مكسورة، أبلِغْ عنها فورًا، استعمال صنابير مياه موفرة وسهلة الفتح والغلق أو جهاز ترشيد استهلاك المياه يتم تركيبه على الحنفية أو الخلاط.
ولا تملأ حوْض الاستحمام «البانيو»، بل اغتسل بـ«الدُّش» مع الترشيد، وعدم فتح مصدر الماء على آخره، أو فوق الحاجة الضرورية للاغتسال، أو من خلال وضع الماء فى إناء يتم الاغتسال منه، حيث إن استخدامه بدلًا من البانيو أو الدش يسمح بتوفير كمية أكبر من الماء.
وفى مجال الزراعة، يجب الحد من زراعة القصب وتوفير سلالات جديدة من الأرز، إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى المعالج، ودعم مشاركة مستخدمى المياه فى استخدام نظم الرى الحديثة وتطهير المصارف والترع وتبطين المساقى، والاستفادة القصوى من مياه الأمطار والسيول وتطبيق أحدث أساليب حصاد الأمطار، وزراعة محاصيل قصيرة الموسم الزراعى، واستخدام نظم الرى الحديثة، مثل الرى بالرش والرى بالتنقيط خاصة فى الأراضى الجديدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة