انقضت مشاركة مصر فى مونديال 2018 بحلوها ومرها، بأحزانها وأفراحها، وبآمالها وتطلعاتها وإخفاقاتها، بانتشائها وإحباطاتها، كل شىء أصبح فى الماضى، ما حققنا حققناه بالفعل، وما أخفقنا فى تحقيقه أخفقنا فيه بالفعل، ولا وقت الآن للبكاء على اللبن المسكوب، ولا الوقوف على أطلال الماضى، فالطريق إلى الانتصار واضح، إن كنا نريد أن نسير، ومصير اليأس واضح أيضا إن كنا نريد أن نعيش فى ذكريات الماضى.
نحن خضنا تجربة كبيرة فى سياق عالمى كبير، عشنا أجواء لم نعش فيها منذ عشرات السنين، تذكرنا أحداثا كنا نظن أن النسيان طمرها، وإن كانت النتيجة لم ترض الجميع، وإن كانت الظروف تحالفت أمامنا لتحول دون أن نصل إلى ما نبتغى فما علينا الآن سوى الاستفادة من كل شىء ومن أى شىء، ولتكن البداية بإعداد قائمة بالصعوبات التى واجهناها، والتحديات التى لم نستطع تجاوزها، التحديات التنظيمية فى قائمة، والتحديات الفنية فى قائمة، بالإضافة إلى خطة لتجاوز هذه التحديات، وإطار زمنى للعمل على تخطيها.
خسر منتخب مصر فى الدقائق الأخيرة فى مباراتين، فلماذا لا نعمل من الآن لزيادة معدلات اللياقة البدنية بالشكل الذى يجعل أداء اللاعبين مستقرا طوال المباراة؟ انهار اللاعبون بعد دخول هدف أحمد فتحى فى مرماه فى مباراة روسيا، فلماذا لا يحصل اللاعبون على دورات نفسية تمكنهم من القفز على الصعوبات وتجاوز الإخفاقات العابرة واستعادة الروح المعنوية بسرعة؟ عانت مصر من مشكلة عدم وجود هداف يحسم المباراة لصالحنا، فى حين أن الفرص توافرت واحدة بعد واحدة أمام المرمى، فهل عجزت مصر عن إنجاب هداف مثل حسام حسن؟! بالطبع لا، فلماذا إذن لا نوسع دائرة الاختيار ونبحث عن البديل بعد البديل حتى نعثر على لاعب موهوب فى التهديف؟
التدريب ثم التدريب ثم التدريب، ولا أقصد هنا بكلمة التدريب هو التدريب الفنى بحسب، وإنما التدريب النفسى أيضا، فالفرق بين اللاعب العشوائى واللاعب المحترف هو التدريب، التدريب على أن تواجه فرقا تتعمد إيذاء اللاعبين، التدريب على اللعب مع فرق عنيفة، التدريب على اللعب فى ظل وجود حكام مأجورين أو غير أكفاء، التدريب على اللعب حتى الرمق الأخير، التدريب على المحافظة على الأمل حتى انطلاق الصافرة، التدريب على اللعب فى ظل وجود جماهير معادية، التدريب على اللعب فى ظل وجود جماهير غفيرة، التدريب على اللعب فى الأمطار والسيول، التدريب على اللعب فى ملاعب دون المستوى.
قد نخسر وقد نكسب، قد نرضى الجماهير وقد نغضبها، تلك أمور لا نستطيع التكهن بها، لكن الأكيد هو أن الأخطاء التى لا نتعلم منها تقتلنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة