كانت ليلة الانتخابات التركية ثقيلة على جماعة الإخوان، انحبست خلالها أنفاسهم، ووضعوا أياديهم على قلوبهم، وفكروا فى مصائر قد تواجههم، وموجة جديدة من الشتات فى انتظارهم حال خسارة أردوغان، فانعكست هذه الحالة على منصاتهم الإعلامية، وحساباتهم الشخصية عبر شبكات التواصل الاجتماعى، فعملت جميعها فى خدمة أردوغان وحزبه، ولم يفتهم أن يضعوا الصبغة الدينية لإظهار رئيس الجمهورية فى دولة تعرف نفسها بأنها علمانية كما لو كان خليفة للمسلمين.
فتاوى إخوانية: أردوغان مثل نجاشى الحبشة
وجدى غنيم كان أول من وضع الطابع الدينى على فوز أردوغان حيث قال: "نَصَر الله قدر المستطاع فنصره الله، أعاد إلى تركيا العلمانية الحجاب والأذان فرفع الله ذكره، آوى المطاردين والمظلومين فحببه الله إلى خلقه، الحمد لله على اقتراب فوز الرئيس رجب طيب أردوغان ورزقه الله البطانة الصالحة التى تعينه على تطبيق شرع الله ودحر الفساد والإلحاد".
واللافت ان هذا التعليق يختلف مع فتاوى سابقة لوجدى غنيم كان قد افتى فيها بتحريم العملية الديمقراطية ،والمشاركة فيها
اما محمد عبد المقصود المقيم فى قطر واحد الموضوعين على لائحة الارهاب التى أصدرتها دول الرباعى العربى ،فقد أصدر فتوى بمناسبة فوز اردوغان بالانتخابات ،تحت عنوان :" لماذا نفرح بفوز أردوغان؟ واستند فيها الى اقوال سابقة لابن تيمية
وقبل ظهور النتيجة كانت هناك حالة من التضرع والتوسلات من اجل ان يفوز اردوغان ،فهذا محمد شوقى الاسلامبولى القيادى بالجماعة الاسلامية يقول على حسابه فى تويتر :" اللهم ان عبدك اردوغان كان دائما ناصرا ومعينا للمستضعفين اللهم وفقه وانصره في خدمة الاسلام والمسلمين ورد كيد ومكر اعداءه في نحورهم"
اما محمد الصغير قيادى الجماعة الاسلامية الهارب فى تركيا يشبهه بالنجاشى عبر حسابه فى تويتر حيث قال :"
أضعف الإيمان فيما يقال في #أردوغان ..ألم يكن نجاشيا لمن أوى إليه من المستضعفين؟..ألم يكن أنصاريا لمن قصده من المهاجرين؟
أشهد على هذا ورب العالمين ..ألم يتمنى صحابة الحبشة فوز النجاشي على خصومه ودعوا له؟"
اعلام الاخوان..النائحة المستأجرة
عملت القنوات الاخوانية التى تبث من أسطنبول بمنطق النائحة المستأجرة ،فمع أنهم ليسوا أتراك ،لكنهم خصصوا ساعات طويلة من البث لتناول شأن تركى داخلى ،وأفردوا المساحة لاستضافة مؤيدى أردوغان الأتراك وغير الأتراك المتواجدين فى تركيا ،ولم يمنعهم الحياء من إظهار الإنحياز الواضح لصالح أردوغان وحزبه.
إحدى القنوات الاخوانية وضعت الشعار الخاص بتغطيتها للانتخابات على صفحتها الرسمية بالفيسبوك "اردوغان فى مواجهة المؤامرات" ،وخلال تغطية نفس القناة لاحداث الانتخابات استضافت محلل سياسى تركى مؤيد لاردوغان زعم بوجود تهديدات للاكراد لعدم التصويت لاردوغان ،وكان لافتا ايضا ان القناة اذاعت فيديو لدعاء بالنصر لاردوغان وقالت انه فى افريقيا ،فضلا عن بث تصريحات لناشط سياسى سورى يزعم فيها ان المنافسين لاردوغان صرحوا بانهم سيعينوا الظالم على المظلوم وهو مالم يحدث طوال فترة الدعاية الانتخابية قط
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة