فى العالم العربى فقط تتناسب الخرافة طرديًا مع التطور التكنولوجى، فليس بالضرورة أن كل من يحمل هاتفًا ذكيًا أو يقتنى جهازًا منزليًا حديثًا، سيصبح عدوًا لبائعى السراب ومروجى الأساطير وتجار الخرافة، بالعكس أحيانًا يكون هو الزبون المفضل لبضاعة الوهم، ومن بين مئات القنوات التى تبثها الأقمار الصناعية العربية ستكتشف أن 50 منها على الأقل تتحدث عن تفسير الأحلام وتوقعات الأبراج وفك السحر وجلب الحبيب والتداوى بالأعشاب والاتصال بالقرين وربح الملايين، فى سيل من البرامج التى يقدمها نصابون ومدعون ودجالون يحملون مسميات العالم الروحانى والطبيب الدولى، وخبيرة الفلك اللوذعية، والمحلل السياسى. ربما تعتقد أن هذا كله بضاعة رديئة لا يشتريها سوى غافل، لكن للأسف ستجد زبائنها كثيرين ومن مختلف الطبقات، وتلك هى المأساة، لأن البضائع الرديئة أمر طبيعى فى هذه الحياة، تقلق فقط عندما تجد زبائنها يتزايدون كل يوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة