بمجرد أن تم النداء على اسمها صعدت الطفلة "شهد" ذات الـ12 عاما على مسرح مستشفى 57357 ليتم تكريمها فى الديفليه الذى نظمته مؤسسة مشكاة الخيرية لتعليم فتيات المستشفى التفصيل وتصميم الفساتين، لتسمع تصفيقا حارا من الصفوف الأخيرة وفرحة عارمة آتية من أم تجلس وسط أمهات الفتيات، وبمجرد نزول شهد من على المسرح أسرعت إليها لتقبلها ويحتفلان سويًا بالتكريم، فيلفت نظرك العلاقة الوطيدة بينهما، حيث حرصت شهد على تقبيل رأس وأيدى أمها أمام الحضور أكثر من مرة.
شهد ووالدتها
تدخل إلى كواليس تلك العلاقة، وتتعرف على لحظات الأمل والألم التى جعلت من أم شهد رفيقة رحلة هزيمة مرض السرطان.. "عرفت إن شهد عندها لوكيميا وهى 3 سنين وكانت لحظة قاسية عليا جدًا"، كلمات قالتها الأم بدموع محبوسة عن اليوم الذى تلقت فيه خبر إصابة طفلتها لسرطان الدم، وتصف كيف كانت لحظات قاسية عليها، ولكن لما رأته فى طفلتها من قوة شجعها على بدء رحلة العلاج.
"اتحولنا على المستشفى ومن أول يوم اتحجزت وبدأت رحلة العلاج"، حيث عبرت الأم عما وجدته من القائمين على المستشفى من اهتمام بمجرد دخولها وعمل الفحوصات اللازمة"، بالرغم من أن لديها عمر وياسين، إلا أنها تعتبر شهد صديقتها ورفيقة رحلة مليئة بالألم والفرح والانتصار على مرض السرطان.
فعلى مدار 143 أسبوعا فى جلسات العلاج بالكيماوى كانت تجلس أم شهد بجانب طفلتها طوال اليوم، لتستيقظ شهد فى ساعات متأخرة وتطمئنها بألا تبكى، قائلة: "ماتقلقيش يا ماما هخف وأكون كويسة"، فاستمدت الأم قوتها من قوة طفلتها، والتى مرت عليها لحظات ضعف بطبيعة الحال خلال جلسات العلاج لتجد بجانبها أم تؤمن بالأمل، ومتعلقة به لآخر لحظة.
شهد ووالدتها
وعن أكثر اللحظات ألمًا وفرحًا التى عاشتها شهد ووالدتها فى المستشفى تقول أم شهد: "أكتر لحظة أليمة عدت عليا فى جلسات الكيماوى وسقوط شعر شهد وبكائها من الألم، ومفيش فرحة فى الدنيا أد فرحتى لما اتبلغت إنها خفت وهتبقى بتزور المستشفى للمتابعة"، وبنبرة تخللتها الفرحة والفخر بطفلتها تقول الأم: "شهد بتحب الإعلانات والتصوير والخروجات وبتبقى فى قمة سعادتها لما المستشفى تشجعها بالهدايا والتكريم"، أما شهد فخرجت من تلك التجربة القاسية بحلم يراودها ويسكن أحلامها بأن تصبح طبيبة حتى تساهم فى التخفيف عن المرضى، ومساعدتهم فى عدم المرور بما مرت به من آلام.
"بحس إن شهد عايزة تشيلنى من على الأرض ومقدرة إننا كنا أكثر من صحاب فى رحلة هزيمة المرض"، قالت الأم تلك الكلمات بنظرات الفخر لابنتها التى تحاول رد أى جزء مما فعلته أمها معها خلال الرحلة، فهى نموذج من ملايين النماذج لأمهات يقفن جنود مجهولة خلف قصص شفاء الأطفال فى مستشفى 57357 أو غيره من المستشفيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة