الانسحاب هو أشر هزيمة قد تقع على جيش فى معركة حربية، لكن أحيانا يتحول الانسحاب لانتصار إذا ما كان ناتجا عن خطة، وذلك ما حدث مع الجيشين البريطانى والفرنسى فى الحرب العالمية الثانية، حيث كان لكل منهما حظ مختلف.
ففى عام 1940، وأثناء الحرب كانت جيوش الحلفاء محاصرة من قبل قوات المحور، لذا فكرت فى تنفيذ انسحاب "دونكيرك" وهو ما نجحت فيه فلول القوات البريطانية المنهزمة أمام القوات الألمانية والمحاصرة فى منطقة ميناء دونكيرك، بينما فشلت القوات الفرنسية فاستسلمت فى 19 يونيو 1940، بعد حصارها بشكل كامل داخل ميناء ليل الفرنسى.
وتطلب سحب القوات البريطانية التى كان يزيد عددها عن أكثر على مائتى وخمسين ألفا، لعملية لوجستية معقدة، فتضافرت جهود المواطنين والقوات البحرية البريطانية، حيث خرج كل مواطن يمتلك سفينة أو قارب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجنود، مما كان له بالغ الأثر على موازين الحرب وحتى يومنا الحاضر.
واستمر ضغط الألمان على قوات الحلفاء المحاصرة فى الشمال، وفى يوم 28 مايو استسلم البلجيكيون بعد مقاومة كبيرة. ورأى رئيس الوزراء البريطانى تشرشل، الذى استلم الحكم يوم 10 مايو 1940، أن الحل الأفضل هو إجلاء القوات حتى لا تتعرض للأسر، وكان أقصى ما يطمح له هو إخراج 20,000 جندى، لكن الحلفاء التقطوا إشارة لاسلكية تخص مجموعة الجيوش (أ) التى يقودها رونتشتيت تقضى بإيقاف الهجوم، وهناك خلاف حول ما إذا كان هتلر أو رونتشتيت هو صاحب هذا الأمر، لكنه كان على أية حال الفرصة الذهبية للحلفاء لإنقاذ قواتهم، وبحلول الرابع من يونيو كانوا قد تمكنوا من إجلاء أكثر من 338,000 جندى، لكن لم يكن جنود الجيش الفرنسى لهم نفس الحظ حيث حوصروا فى مدينة ليل.
يذكر أن أحداث المعركة الشهيرة تم تجسدها من خلال فيلم حربى، صدر خلال عام 2017، من إخراج وكتابة وإنتاج كريستوفر نولان، ومن بطولة توم هاردى، كيليان مورفى، مارك رايلانس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة