نهلة الصعيدى

النساء والعشر الأواخر من رمضان

الثلاثاء، 12 يونيو 2018 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العشر الأواخر منحة ربانية لعموم الأمة الرجال والنساء، من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه، رجلاً كان أو امرأة، فالعشر الأواخر أشرف وأنفس من أن تصرف المرأة ساعاتها ودقائقها فى الأسواق، فالمرأة يجب عليها مثل الرجل تعظيم هذه العشر فى قلبها، والتزام جوارحها بهذا التعظيم، وإذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقى فيه أجلّه وأخيره، لقد بقى فيه العشر الأواخر التى هى زبدته وثمرته.
 
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهاداً وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن نقتدى به، صلى الله عليه وسلم، فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها، لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سبباً لسعادتنا فى عاجل أمرنا وآجله.
 
وإنه لمن الحرمان العظيم، والخسارة الفادحة، أن تمر بنا هذه الليالى المباركة، ونحن فى غفلة عن فضائلها، وعما كان يفعله فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم روى الإمام مسلم عن عائشة- رضى الله عنها- قالت: «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يجتهد فى العشر الأواخر، ما لا يجتهد فى غيره».
 
ولنا فى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة فقد كان إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله وأيقظ أهله.
 
فلتحرص المرأة على الفوز فى هذه الليالى، واغتنامها، والاجتهاد فيها بأنواع القربات والطاعات، وأن تفرغ نفسها فى هذه الأيام، وتخفّف من الاشتغال بالدنيا، وتجتهد فيها بأنواع العبادة من صلاة وقراءة، وذكر وصدقة، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس. فإنها، والله، أيام معدودة، ما أسرع أن تنقضى، وتُطوى صحائفها، ويُختم على أعمالنا فيها، ولا ندرى هل ندرك هذه العشر مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينها الموت، بل لا ندرى هل نكمل هذه العشر، والمرأة إن لم تستطع الاعتكاف ببدنها ولا الصلاة مع الإمام بجسدها فليعتكف قلبها على طاعة الله، ولتشهد الملائكة صلاتها فى بيتها، ولتسجل دموع خشيتها وعظيم رغبتها فى سجلات أعمالها.
 
ومن خصائص هذه العشر أن فيها ليلة القدر، التى قال الله تعالى عنها: «ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر»، وقال فيها أيضاً: «إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم»، ويقول النبى، صلى الله عليه وسلم: «وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم»، حديث صحيح رواه النسائى وابن ماجه.
 
قال الإمام النحعى: «العمل فيها خير من العمل فى ألف شهر سواها»،
نسأل الله أن يوفق المسلمين رجالًا ونساء لاغتنام هذه العشر المباركات، وأن يجعلنا جميعا ممن يقوم ليلة القدر إيمانا واحتسابا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة