"مجتاو" نادى أعداء المرأة.. عشرات الآلاف من الرجال يقاطعون النساء لأن الحقوق النسوية فاقت الحد.. يرفعون شعار "العزوبية تهذيب وإصلاح".. "فيمنست": الهدف "إنهاء المساواة بين الجنسين".. والوسيلة لا زواج ولا ارتباط

الأحد، 10 يونيو 2018 01:02 ص
"مجتاو" نادى أعداء المرأة.. عشرات الآلاف من الرجال يقاطعون النساء لأن الحقوق النسوية فاقت الحد.. يرفعون شعار "العزوبية تهذيب وإصلاح".. "فيمنست": الهدف "إنهاء المساواة بين الجنسين".. والوسيلة لا زواج ولا ارتباط شعار مجتاو
كتبت سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شلال من الحملات السياسية والاجتماعية انتشرت فى السنوات الأخيرة منها "الفيمنست"، سيطرت على الرأى العام ووسائل الإعلام، وكان لا بد أن يكون لها معارضة على نفس المستوى.. قوانين نيوتن تقول "لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه".. لذا ما أن سيطرت حملة الفيمنست وحقوق المرأة وحركة "مى تو" كان الرد هو حملة "مجتاو" MGTOW ، وهى أشهر رد فعل رجالى على النساء ومطالبات المساواة بين الجنسين.

 

اسم "مجتاو" هو اختصار لعبارة "رجال يذهبون فى طريقهم" وهى عبارة تعنى العزوف عن أى ارتباط بالنساء.. الأمر بدء كهاشتاج على الانترنت سرعان ما تحول إلى نادى عالمى يضم عشرات ألاف الرجال حول العالم كلهم يجتمعون على أمر واحد "كراهية النساء".. ويرى أعضاء النادى أن حقوق المرأة لم تضر بالرجال فقط بل النساء أيضا، وأنه كان من الأفضل أن تظل النساء فى المنزل وتترك العمل والصراع اليومى لأكل العيش على الرجل.. وأنه إذا أرادت المرأة المساواة فعليها أن تنسى أى امتيازات كانت تحصل عليها نتيجة الإتيكيت أو المعاملة المهذبة "الجنتلمان".

 

شعار مجتاو

ما هى أفكار الحركة؟

لدى مجتاو قناعة بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان.. القيم العائلية القديمة تم تحطيمها وزادت نسب الطلاق حول العالم وخاصة فى المجتمعات الأوروبية بسبب حقوق المرأة.. ومع الطلاق تأتى خسارة الرجل لنصف ممتلكاته لأن المرأة تحصل على نصف ثروة العائلة التى تم جمعها فى فترة الزواج، مما يدمر مستقبل الرجل ومستوى معيشته.. والحل كان الانقطاع عن الزواج تماما كنوع من حماية المال.

 

ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد.. حيث تنص مبادئ الحركة أيضا على الامتناع عن أى ارتباط بالنساء، سواء كان علاقات طويلة الأمد بلا زواج أو علاقات قصيرة يفسخها الرجل بعد شهور أو أسابيع.. كل هذا ممنوع.. والهدف عدم تكوين أسرة وتخفيض عدد المواليد مما يحرم أكبر عدد ممكن من النساء من الأمومة.. أما إذا أراد الرجل إشباع حاجته الجنسية فهناك الروبوتات الجنسية أو حتى بيوت الدعارة وهى قانونية فى العديد من الدول الغربية.

 

يرى أنصار الحركة أيضا أن المجتمع الغربى حاليا يميل لصالح المرأة فى أغلب المشكلات وأن هذه نتيجة حتمية للديموقراطية.. حيث أغلب الناخبين من النساء وبالتالى فإن أى تصويت سيكون لصالح أجندة نسائية.. مثال على ذلك ما حدث مؤخرا فى أيرلندا حيث تمكنت النساء ونشطاء الفيمنست من إلغاء تجريم الإجهاض باستفتاء شعبى حشدت له المنظمات النسائية لدرجة إعادة آلاف من الأيرلنديين المهاجرين للبلاد يوم التصويت حتى يتم ترجيح كفة الحملة النسائية.. وأصبح الأن من الممكن لأى امرأة حامل اللجوء لعيادة وإجراء عملية إجهاض طالما الجنين لم يتم 12 أسبوعا.. وليس من المهم موقف الأب فى هذا الشأن تماما حتى لو كان الأمر يتعلق بطفله الذى لم يولد.

 

شعارات ونكت انتشرت مع مجتاو

يوتيوب يجمع النادي

رغم أن البداية كانت فى هشتاج على تويتر إلا أن يوتيوب هو المنصة الحقيقية للحركة بجانب موقع "تامبلر" و"ريديت".. وهناك ستسمع وتقرأ قصص معاناة الرجل فى العصر الحديث، من وجهة نظر أنصار "مجتاو" مثال على هذا.. "معدلات الانتحار بين الرجل أعلى من النساء.. لا يمكن الوثوق بالنساء.. اتهامات التحرش والاغتصاب مزيفة وليست حقيقية فى أغلبها".. وغيرها الكثير.

 

ليست هناك إحصائيات رسمية بأعداد المجتاو حول العالم لكن فى أمريكا الشمالية وحدها هناك 600 ألف رجل مشتركين على قنوات "مجتاو" فى يوتيوب بحسب صحيفة "الصن".. أشهر هذه القنوات LFA ولديه 35 ألف مشاهد على فيديو واحد يقول فيه "أنت ترجع للخلف إذا ركضت خلف امرأة.. ربما كان من الأفضل أن تركز على أموالك وتبتعد عن النساء".. ويقول أيضا "الزواج مضيعة للوقت والمال والطاقة والموارد".

 

وهناك أيضا "بيج جون" الذى نشر فيديو لنفسه على قناته وحصد 150 ألف مشاهدة وكان يشرح فيه فلسفة المجتاو وهو يتناول كأس ويسكى قائلا "هناك رأى منتشر يقول أن الرجال فى حاجة للنساء.. ولكنى أجد النساء مصدر إزعاج، لقد جربت النساء كصديقات وكان هذا أمرا شنيعا.. وعندما تتحدث عن رغبتك فى الارتباط عليك أن تفهم أنك ستدفع الثمن وستكون بمثابة بنك لها".

 

وتروج فيديوهات قنوات "يوتيوب" لما يعرف باسم "المستويات الخمسة لمجتاو" وهى المراحل التى ستجعل الرجل -من وجهة نظرهم- يستعيد كرامته.

 

المستوى 0: الإيمان التام بأن المساواة بين الجنسين كذبة ودعاية سياسية ونسائية.

المستوى 1: البعد التام عن أى علاقة عاطفية طويلة الأمد.

المستوى 2: البعد التام عن أى علاقة قصيرة والتوقف عن ممارسة الجنس مع أى عشيقة.

المستوى 3: لا تتعامل مع المجتمع ولا تكون صداقات مع أشخاص كثر.

المستوى 4: الانفصال التام عن المجتمع إلا فى حالات الضرورة القصوى مثل الذهاب لطبيب.

 

العزوبية تأديب وتهذيب وإصلاح

بعد هذه المستويات الخمسة.. كيف سيكون حال الرجل الـ"مجتاو".. أنصار الحركة على يوتيوب بينهم مدون الفيديو LFA يقول "البعد عن النساء سيجعلك سعيدا ثريا.. لن تعيش كراهب ولكن ستتمتع بحياتك وحدك بدون مسؤوليات".

 

أما مستخدم ريديت ويدعى saskihaise فيقول "سأموت أعزب ووحيد لتأديب النساء لأنه حتى ممارسة الجنس مع امرأة ولو لمرة واحدة أصبح أمرأ محفوفا بالمخاطر فى ظل حملة "مى تو".. فمن يدرى ألا تأتى امرأة وتتهمك بالاغتصاب أو التحرش وكيف ستثبت برائتك وتنقذ سمعتك حتى لو كانت الاتهامات على السوشيال ميديا ولم تكن هناك تهم رسمية ومحاضر وتحقيقات لدى الشرطة".

 

وغالبا ما يستخدم أنصار مجتاو تعبير "الحبة الحمراء" كدليل على انضمام رجل جديد لهم.. وهى عبارة مستوحاة من أفلام "ماتريكس" عندما تناول البطل "نيو" الحبة الحمراء فاكتشف أنه كان يعيش كعبد فى عالم كاذب هو "الماتريكس".. بينما من تناولوا الحبة الزرقاء -فى نظر مجتاو- هم الرجال الذين يعيشون فى مجمتمع يتحيز للمرأة ويستعبد الرجل.

 

ويفترض أن تعمل الحركة على الانتشار والعمل بنفس هذه المبادئ حتى يحدث ثورة تعيد التوازن القديم للمجتمع وتتخلى النساء عن أفكار المساواة بين الجنسين.

 

قبل وبعد الفيمنزم

قبل وبعد الفيمنزم

 

أمراض نفسية

رغم أن الحركة تبدو كنشاط سياسى واجتماعى حيث وسائل الإعلام تربط دوما بين أنصار "مجتاو" وبين التيار المحافظ واليمين المتطرف فى الدول الغربية فإن هناك من يعتبر أنصار مجتاو ليسوا مجرد نشطاء بل رجال فى حاجة لمساعدة من الطب النفسى.. مجلة "سايكولوجى توداي" قالت "المجتاو.. رجل تعرض لإحباط هائل وتعرض لعقوبة من المجتمع سببت صدمة له لدرجة أنه لم يعد يرى فائدة من العيش بقوانين المجتمع العادي".. وأشارت فى تحليلها إلى أنه يمكن أيضا رؤية أعراض اضطرابات نفسية معينة لدى بعض أنصار مجتاو وتحديدا "اضطراب بيتر بان" حيث يكون هناك رجل ناضج جسديا وعقليا لكن على المستوى النفسى يعانى من حالة رفض للنضج وتحمل المسؤولية، ويريد أن يعيش كطفل يلهو ويحصل على التدليل خاصة من الوالدين بدلا من مواجهة الحياة.

 

والسبب فى هذا هو إما صدمة فى علاقة عاطفية أو رؤية انهيار عائلات وزيجات كثيرة أو يكون الأمر ترسب من مرحلة الطفولة حيث الأب والأم يدللان طفلهما فيكبر وربما يحقق نجاح على المستوى الدراسى والاقتصادى والعملى ولكن ليس الاجتماعى أو العاطفى لكونه مصاب بالنرجسية وحب الذات المبالغ فيه.

 

فى النهاية لا تخلط بين الحركة وبين حركة MRA أو "نشطاء من أجل حقوق الرجال" فهى حملة أخرى تماما تشترك مع مجتاو فى كراهية الفيمنست لكن يشتبك أنصارها معهم كثيرا على الانترنت فبينما المجتاو يريد الانعزال عن المجتمع حتى يحدث التغيير فإن أنصار MRA يريدون إلغاء كل قوانين حقوق المرأة التى تبدو فى نظرهم متحيزة ضد الرجال ويريدون أن يحكم الرجل المجتمع وأن يكونوا نشاطين فيه سياسيا واجتماعيا ويرون أن المجتاو مجرد كسالى وجبناء.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة