يعد عبد العزيز بن محمد بن أرقم النميرى، من أشهر أدباء الأندلس، وهو عالم وأديب من أهل وادى «آش» بالأندلس، سكن «المرية» وصار من رجال أميرها المعتصم بن صمادح، وكان لابن أرقم مجلس علم يغشاه العلماء والفقهاء، وكان زاهدا منصرفا إلى العبادة والتدريس فى أغلب وقته، وله أشعار فى الزهد وحب الله، وله كتاب فى الشعر سماه «الأحداق»، وقد توفى سنة 460 هجرية، ومن أشعاره:
تعالوا نعاطيها مقدسة صرفا
فنرشفها فى بسط روض الهدى رشفا
أنار بها الأكوان نور فأشرقت
ومن قبل موجوداتها وجدت لطفا
شربنا بأكواب الصفاء صفاءها
فاللّه ما أحلى هواها وما أصفى
وغبنا عن الإحساس من طيب سكرها
فلاح لنا فى الكون ما لم يكن يخفى
ولما تجلّى الحسن فى حجب قدسه
حجبنا فلم نبصر حجاباً ولا سجفا
ورحنا بروض الأنس نجنى ثماره
ونقطف بالإخلاص أزهارها قطفا
وبُحنا بسر الحب فى مجلس الهوى
ولم نخش إذ بحنا بسر الهوى حتفا
فلو قصدوا المقصود بالصدق شاهدوا
مصابيح أنوار تنزّه أن تطفا
ولو أخلصوا فى ذاته وصلوا به
إليه ونالوا عنده أجر من أوفى
ولو لمحوا معنى المحاسن صيغة
لما وصفوا قرطاً ولا ذكروا شنفا
ألا أيها الساقى ظمئنا فسَقِّنا
بألطافها يُشفى من الجهل ما يُشفى
وعاود ففى الأكواب منها بقية
بها العيش يستحلى، بها الأنس يستوفى
وما طيبها إلا بلطف مديرها
بحيث منادى الرشد نبه من أغفى
أمولاى يا مولاى دعوة مبعد
على الهلك من تسويف رحلته أشفى
بعثت ودادى واشتياقى وسيلة
وإنى فى باب الرجا باسط كفا
وِإن ذنوبى كالجبال رجاحة
وحبك يا مولاى ينسفها نسفا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة