هاآرتس: انسحاب ترامب من اتفاق إيران النووى يزيد فرص المواجهة بين تل أبيب وطهران

الأربعاء، 09 مايو 2018 08:15 م
هاآرتس: انسحاب ترامب من اتفاق إيران النووى يزيد فرص المواجهة بين تل أبيب وطهران دونالد ترامب وحسن روحانى
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رأت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى كان ينادى بالانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى ستكون أمامه الآن مخاوف من الآثار التبعية للانسحاب الأمريكى من الاتفاق، متوقعة أن يترتب على ذلك حرب بين إسرائيل وإيران فى سوريا.

وقالت الصحيفة – فى مقال على موقعها الإلكترونى، اليوم الأربعاء - "إن نتنياهو كان قلقا من مسألة السلاح النووى الإيرانى وهو تهديد لن يكون له تأثير سوى فى وقت ما فى المستقبل، لكن ذلك يجب أن يطرح جانبا الآن، فانسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاق ربما يؤدى إلى تصعيد لتهديد مباشر على الأمن الإسرائيلى – وهو نشوب حرب تقليدية مع إيران فى سوريا".

وأضافت أن ترامب اعتمد فى قراره على حث نتنياهو المستمر له على إصلاح ما يراه رئيس الوزراء الإسرائيلى خطأً أمريكيًا كبيرًا جعل إسرائيل أكثر عرضة للخطر، لكن الرئيس الأمريكى ربما يكون قد انتهى به المطاف الآن إلى خلق تهديد أمنى جديد أمام إسرائيل برفعه أحد القيود الهامة المفروضة على القوات الإيرانية التقليدية.

وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الاتفاق الإيرانى كان يركز على البرنامج النووى الإيرانى بمفرده، إلا أنه أطلق مجموعة من الحوافز الأخرى التى تؤثر على سلوك إيران الإقليمى، حيث فتح المجال أمام النزعة الإيرانية إلى المغامرة فى بعض النواحى وقيدها فى نواحٍ أخرى، وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو فى خضم ثقته من معارضة الاتفاق النووى الإيرانى ربما يكون يتجاهل جانبا مغفلا من آليات الاتفاق النووى الإيرانى والطريقة التى عمل بها حتى الآن فى الحيلولة دون وقوع حرب إسرائيلية إيرانية كاملة فى سوريا.

ولفتت إلى أن الجدل الدائر فى إسرائيل حاليا بين ما إذا كان من الأفضل لأمن إسرائيل الإبقاء على سريان الاتفاق، أو أن تعيد واشنطن فرض العقوبات من جديد على إيران وتخاطر ببدء إيران برنامجها النووى من جديد، مع محاولة إجبارها على شروط أفضل يركز فى مجمله على مسألة الأنشطة النووية الإيرانية، إلا أن هناك بعدا آخر لهذه الحسابات يجب أخذه فى الاعتبار وهو أن التهديد الأكبر والأكثر حتمية لأمن إسرائيل فى الوقت الحالى ليس السلاح النووى الإيرانى بل النشاط الإيرانى فى سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران وإسرائيل دخلتا فى أعمال عدائية مباشرة للمرة الأولى فى تاريخهما، بدلا مما كان يحدث فى السابق عندما اقتصر رد إسرائيل على وكلاء إيران، ومن تلك الأعمال إسقاط إسرائيل طائرة إيرانية بدون طياراخترقت مجالها الجوى فى فبراير الماضى، وتوجيهها ضربة على قاعدة التيفور السورية مقر مركز قيادة عمليات الطائرات الإيرانية دون طيار، وضرب القاعدة مرة أخرى مطلع أبريل، وغيرها .

وزعمت الصحيفة أن إيران لا تحتفظ بهدوئها حتى الآن لمجرد ما وصفته بالتفوق العسكرى الإسرائيلى فحسب، بل أيضا لاقتراب موعد انتهاء الاتفاق الإيرانى الذى دائما ما تؤكد طهران رغبتها فى الإبقاء عليه، موضحة أنه ما دامت إيران باقية فى الاتفاق مع باقى أطرافه ولم يظهر دليل على إخلالها بأحكامه الأساسية، فستكون الحكومة الإيرانية قادرة على الاستمرار فى مساره، ولن يخل بهذا التوازن سوى شن إيران حربا على إسرائيل سواء بشكل مباشر أو عن طريق تنشيط حزب لله ومئات الآلاف من صواريخه الموجهة على أهداف إسرائيلية من لبنان وهو الأمر الذى سيثير ردا دبلوماسيا عنيفا من الولايات المتحدة ويتيح أمام القوى الأوروبية الثلاث الكبرى فرنسا وبريطانيا وألمانيا عذرا للانسحاب من الاتفاق وهو ما لا ترغب فيه إيران.

وتابعت الصحيفة فى أن هناك خطورة تكمن فى أنه إذا ما انهار الاتفاق النووى الإيرانى بالكامل فسوف يترتب على ذلك تهديد مباشر ووشيك على إسرائيل أن تتعامل معه، إذ أن الاتفاق النووى الإيرانى يبقى إيران تحت السيطرة مانعا إياها من الرد على الضربات الإسرائيلية المتكررة على مصالحها فى سوريا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة